الجديد برس:
أكد قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، السبت، أن الأعداء يتحركون وفق برنامج طويل “لاستهداف أمتنا الإسلامية ويتوارثون هذا الدور”.
وقال عبد الملك الحوثي في كلمة له بمناسبة “الذكرى السنوية للصرخة” التي أطلقها مؤسس أنصار الله، حسين الحوثي، إن المؤامرة الأمريكية الغربية بذريعة “مكافحة الإرهاب” سعت إلى احتلال البلدان الإسلامية والسيطرة على شعوبها.
وأضاف أن “البعض من أبناء أمتنا يحاول أن يقدم لنا الأعداء كأصدقاء نتحالف معهم”، مردفاً بأن “البعض من أبناء أمتنا، أنظمة وحكومات، يطلب من أمريكا الحماية ويقدم لها كل شيء في مقابل أن توافق لتقوم بهذا”.
وأشار إلى أن “الخوف من أمريكا أصبح حالة تسيطر على بعض الحكام والمسؤولين والنخب، وقد اتجهت هذه الحالة إلى الشعوب”، لافتاً إلى أنه “في العديد من البلدان العربية إذا خرجت تظاهرة لنصرة الشعب الفلسطيني يتم قمعها واستهدافها”.
وأكد الحوثي أن “العدو يريد تكبيل هذه الأمة كي لا تتخذ أي موقف”، مشيراً إلى أن “الشعوب مكبلة بمواقف الأنظمة”.
وتابع بالقول إن “استهداف الأنظمة شعوبها المناصرة لفلسطين تقدم حقيقة مدى ارتباط تلك الأنظمة بالأمريكي وعدم اهتمامها بقضايا الأمة”.
كذلك، لفت الحوثي إلى أنه “كان هناك محاولة لتدجين شعب اليمن وإبقاء الجميع في حالة استسلام وإبقاء الساحة مفتوحة للأمريكي”.
وقال قائد حركة أنصار الله إن “الأمة اليوم ترى إيجابية المشروع القرآني في مساندة الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة بشكل مميز وموقف متكامل”.
وأضاف الحوثي أن “المشروع القرآني حاضر خلال هذه المرحلة على المستويين الإقليمي والعالمي من خلال موقفه المتميز في نصرة الشعب الفلسطيني، وسيكون حضوره في المستقبل أعظم وأكبر”.
ونوه إلى أن “خيار التخاذل والاستسلام لا يشكل أي حماية للأمة، فيما خيار العمالة للأمريكي والإسرائيلي ليس فيه أي نجاة للأمة، وعاقبة الموالين لأمريكا وإسرائيل في التآمر على أمتهم وشعوبهم هو الخسران والندامة”.
وتساءل الحوثي قائلاً “ماذا بعد ما يجري في غزة اليوم، والدور الأمريكي الواضح والمساند لهذه الوحشية بتقديم قنابل للعدو الإسرائيلي لقتل الأطفال والنساء، ولا يعير أي اعتبار للدم الإنساني؟”، مضيفاً أن “مؤامرات الأعداء وطغيانهم ضد الأمة واضح وما يجري اليوم في غزة دليل على ذلك”.
واعتبر “الوحشية الأمريكية في غزة دون أي اعتبار للحياة الإنسانية، لا يمكن أن توفر الحماية لأي طرف”، مؤكداً أن مساعي البعض لعقد اتفاقيات حماية مع الأمريكي لن تنفع، بل ستفتح الباب للابتزاز الدائم.
وقال إن “الأمريكي لن يحمي أحداً، بل سينهب ثرواتهم ويعمل على مسخ شعوبهم وتمييع شبابهم ليصلوا إلى الحضيض، وسيتجه إلى السيطرة بسهولة على البلدان التي هيأت له الظروف لنهب ثرواتها ومسخ شعوبها”.
وخاطب عبد الملك الحوثي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالقول: “الدور الأمريكي فيما يجري في غزة واضح، الأمريكي بهذه الوحشية، وهو يقدم تلك القنابل التي تقتل الأطفال والنساء، لا يعطي أي اعتبار للدم الإنساني، للحياة الإنسانية، حتى لحياة الأطفال والنساء، هل هذا طرف ترى فيه أنه يشكل حمايةً لك، تأمل في أن تدخل معه في اتفاقات حماية؟! هل سينفعك بشيء، أم أنه سيبتزك دائماً، يأخذ مقابل ذلك الجزية، وأكثر من الجزية، يأخذ بأكثر من ذلك: أموالك، ينهب ثرواتك، يستغلك، يمسخ شعبك، يغير الثقافات والمفاهيم والقناعات، ينشر الفساد، يميِّع شباب وطنك، يصل بك إلى الحضيض على المستوى النفسي والتربوي والأخلاقي والمبدئي، ثم في نهاية المطاف بعد أن تخسر كل شيء: يسيطر على كل شيء ببساطة، بسهولة، وقد هيَّأ الظروف لذلك”.
وأضاف أن “المتغيرات الدولية يظهر فيها الانحدار الأمريكي وبروز قوى دولية أخرى، وأنه مع الانحدار الأمريكي يغيب المسلمون بل يتجه البعض إلى الالتحاق بقوة هنا أو هناك”، مشيراً إلى ما تمتلكه الأمة الإسلامية من مقومات معنوية ومادية وموقع جغرافي مميز يجعلها متحررة وحاضرة على المستوى العالمي.
وذكر الحوثي أن “العالم يتضرر من الهجمة اليهودية الصهيونية على قيمه وأخلاقه وأمنه، ما يفرض على المسلمين أن يدركوا مسؤوليتهم في أن العدو الإسرائيلي هو عدو لهم ولو صادقوه، فهو لن يغير شيئاً في ثقافته أو سياساته”.
وتابع قائد حركة أنصار الله بالقول إنه “لو اتجهت الأمة إلى معاداة عدوها الفعلي ستدرك أهمية الخطوات والمواقف والمشاريع الصحيحة لها”، مشيراً إلى أن الأمة بحاجة إلى التحرك في مشروع يعالج وضعيتها ويبنيها لتكون في مستوى مواجهة التحديات.