الجديد برس:
أرسلت، سارة سترايدر، المديرة التنفيذية لمبادرة “العائلات الآمنة” التي تضم عائلات العسكريين الأميركيين، رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعربت فيها عن قلق عائلات العسكريين الموجودين في منطقة الحرب في الشرق الأوسط، وطالبته بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح، لما في ذلك من “مخاطر قد يتعرضون لها” من قوى المقاومة في المنطقة.
وناشدت سترايدر، في الرسالة التي نشرها موقع “ريسبونسبل ستيت كرافت”، بايدن، بالتمسك بموقفه الذي “يؤكد فيه أن اجتياح رفح خط أحمر”، وأن “يوقف الهجوم الإسرائيلي الحالي هناك”.
وأضافت أن “الرد العسكري لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أدى إلى مقتل (استشهاد) أكثر من 35 ألف فلسطيني، وإلى دوامة من العنف في جميع أنحاء المنطقة”، لذلك، “يجب أن تكون هناك عواقب وخيمة على حليفنا كلما اجتاز أكثر الخط الأحمر”.
وتابعت سترايدر متوجهةً إلى بايدن: “قد لا يكون للقوات العسكرية الأمريكية وجود على الأرض داخل غزة، لكن سلامة ورفاهية أفراد خدمتنا لا تزال تتأثر بشكل مباشر بما يحدث هناك، فالكثيرون منا لديهم أحباء تم نشرهم في المنطقة، إما لأغراض أمنية إقليمية، أو لبناء الرصيف البحري لتوصيل المساعدات”.
وأردفت قائلةً إنه “من شبه المؤكد أن الهجمات الإسرائيلية على رفح ستثير عداء الخصوم في المنطقة، وهو ما يزيد من المخاطر التي يتعرض لها أفراد الخدمة الأمريكية هناك”.
وأضافت: “لقد وضع هذا الصراع الكثير من عائلات العسكريين في معضلة لا حل لها، فكيف يمكننا أن نشعر بالفخر بالتزامات خدمتنا فيما القوات التي تطلب من أفراد الخدمة الأمريكية دعمها، تضم وحدات عسكرية متهمة بشكل موثوق بانتهاك حقوق الإنسان من جانب المنظمات الإنسانية الدولية؟”.
وخلصت سترايدر بقولها لبايدن إن “التكاليف الخفية للحرب دائمة، وتنتقل آثارها من أفراد الخدمة إلى عائلاتهم بأكملها، ناهيك عن مستقبل الجيش كمؤسسة عسكرية تضم جميع المتطوعين، في وقت وصل فيه الاستبقاء والتجنيد إلى أدنى مستوياته على الإطلاق”.
يأتي ذلك فيما يتمركز نحو 46 ألف جندي أمريكي في 11 دولة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مع كل المعدات والدعم المصاحب لهم، بحسب وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، التي أشارت إلى أن هذه القوة غير متوافرة في أي مكانٍ آخر، سواء في أوروبا أو شرقي آسيا.
وبحسب الوكالة، فإن السلبيات الاستراتيجية للوجود الأمريكي أصبحت أكثر وضوحاً، ناقلةً عن كيلي جريكو، من مركز “ستيمسون” الأمريكي، أن الأمريكيين في الشرق الأوسط، بدلاً من “ردع إيران وحلفائها”، فإنهم يعملون بمثابة استفزازات وأهداف، الأمر الذي يؤدي إلى تغذية معاداة الولايات المتحدة.
يُذكر في هذا السياق، أن القوات الأمريكية في العراق وسوريا تعرضت لهجمات متكررة من جانب المقاومة الإسلامية في العراق منذ السابع من أكتوبر الماضي دعماً وإسناداً لقطاع غزة ومقاومته، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، وإصابة نحو 143 آخرين، باعتراف الجيش الأمريكي.