الأخبار تقارير

الولايات المتحدة تصرح علناً: على صنعاء قبول هذا الشرط مقابل استئناف عملية السلام في اليمن

الجديد برس|

صرح سفير واشنطن في مجلس الأمن، روبرت وود، في كلمته خلال الجلسة التي انعقدت أمس الإثنين، بأن السلام في اليمن أصبح بعيد المنال، وربط ذلك بعمليات قوات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية.

 

المندوب الأمريكي في مجلس الأمن قال في كلمته إن “الحقيقة المحزنة اليوم هي أن هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية والبحرية في البحر الأحمر جعلت التقدم المستمر نحو سلام مستدام بعيد المنال، وتدهور الوضع الإنساني للشعب اليمني”.

 

وأضاف أنه “نتيجة لهجمات الحوثيين التي أدت إلى ارتفاع الأسعار والتسبب في تأخير التسليم، يعاني اليمنيون من أجل شراء السلع والمواد الغذائية والأساسيات، ولا توجد موارد كافية لدعم الاستجابة الإنسانية، مشيراً إلى أنه “لتوفير الإغاثة للشعب اليمني والسماح بدخول الغذاء والإمدادات التي تشتد الحاجة إليها في اليمن، يجب على الحوثيين وقف هجماتهم في البحر الأحمر”.

 

ووفقاً لذلك، يعترف المندوب الأمريكي ضمنياً بأن الولايات المتحدة هي التي أوعزت للمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن بقطع إمداداتها الإنسانية ومساعداتها الغذائية، وهو ما صرح به ممثلو برنامج الغذاء العالمي خلال اجتماعاتهم مع حكومة صنعاء في أوقات سابقة بأن البرنامج تعرض لضغوط أمريكية أجبرته على وقف المساعدات، وأنه لا يستطيع استئناف توزيعها إلا بموافقة الولايات المتحدة، وأكدوا أنها ربطت عودة المساعدات بشكل مباشر بوقف عمليات قوات صنعاء البحرية المساندة للفلسطينيين والتي استطاعت من خلالها حظر الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وصولاً إلى المحيط الهندي.

 

واختتم المندوب الأمريكي كلمته بالتأكيد أن الحل السياسي في اليمن غير ممكن ما لم توقف صنعاء عملياتها ضد السفن الإسرائيلية، حيث قال: “من الواضح تماماً أن الحوثيين وهجماتهم في البحر الأحمر، وبشكل متزايد الآن في المحيط الهندي، يعرِّضون الفوائد المحتملة للحل السياسي بين الأطراف اليمنية للخطر”.

 

الموقف البريطاني كان متطابقاً مع الأمريكي إلى حد كبير، حيث قالت مندوبة المملكة المتحدة في مجلس الأمن، باربرا وودوارد، خلال الجلسة نفسها، إنه لا يمكن تأمين اتفاق سلام في اليمن ما لم تتوقف الهجمات على السفن الإسرائيلية، موضحةً أن حكومتها “تدين تهديدات الحوثيين الأخيرة بتوسيع هجماتهم على الشحن البحري إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط”، مؤكدةً أن “التصعيد المستمر للهجمات البحرية يقوض أمن واستقرار اليمن، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل. ولا يمكننا تأمين اتفاق سلام مستدام بدون بيئة أمنية مواتية”.

 

أما الممثل الدائم لروسيا في مجلس الأمن، ف.أ.نيبنزي، فقد هاجم الولايات المتحدة وبريطانيا، قائلاً إن التدخل الغربي في المنطقة هو الذي يعرقل عملية السلام في اليمن ويؤجج المشاكل والتصعيد العسكري في المنطقة.

 

كما أكد أن الوضع أصبح أكثر تعقيداً بسبب ما وصفها بالهجمات العدوانية غير المبررة التي يشنها التحالف الأمريكي البريطاني على اليمن، موضحاً أن تلك الهجمات تُعدّ انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة، كما اعتبر عسكرة التحالف الغربي للبحر الأحمر هي التي تهدد سلامة الملاحة البحرية، وتزيد من حدة التصعيد، مشدداً على أن الوضع في البحر الأحمر لا يمكن تصحيحه بالقوة ضد اليمن، بل بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في إشارة إلى الشرط الذي وضعته قوات صنعاء مقابل وقف عملياتها في البحر الأحمر ضد السفن الإسرائيلية.

 

وأضاف أن إجراءات الولايات المتحدة لا تؤدي إلا إلى تعزيز سمعة الأمريكيين كلاعبين عديمي المبادئ على الإطلاق ومستعدين للدوس بسهولة على القانون الدولي إذا منعهم من تحقيق الربح أو تنفيذ أجندتهم الجيوسياسية الأنانية الضيقة، حسب تعبيره.