الجديد برس:
علق قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، على مساعي السعودية نحو التطبيع مع “إسرائيل” والذي تقوده واشنطن، في إطار صفقة أمريكية تتضمن اتفاقات دفاعية وأمنية تشمل حصول المملكة على تقنية نووية مدنية.
وقال الحوثي، في خطاب متلفز، الخميس، حول آخر تطورات العدوان على غزة والمستجدات الإقليمية، إنه “أمام افتضاح العدو الإسرائيلي، لا يليق بأي دولة عربية الدخول في صفقة تطبيع لكي تحظى بالحماية الأمريكية”.
وأضاف أن “دائرة العزلة الخارجية للكيان الإسرائيلي تتسع وتزداد الفضيحة بصورته الإجرامية وقد حاول سابقاً التغطية عليها، بالرغم من محاولة كيان العدو أن يقدم صورة زائفة عنه لكنه افتضح وظهر بصورته الإجرامية وتأثرت علاقاته بالكثير من الدول”.
قائد حركة أنصار الله لم يذكر السعودية بشكل مباشر لكن حديثه جاء في وقت يتصدر موضوع التطبيع بين الرياض و”إسرائيل” المشهد، مع إعلان السعودية والولايات المتحدة عن قرب التوصل إلى اتفاقيات دفاعية وأمنية في إطار صفقة التطبيع.
وقال عبد الملك الحوثي إن “السعي لحصول بعض الدول على الحماية الأمريكية من شعبها أو جيرانها هو توجه خاطئ وسياسة فاشلة”.
وأضاف: “على بعض الأنظمة الاستفادة من الآخرين الذين اعتمدوا على الحماية الأمريكية ليأمنوا من شعوبهم، لكنهم فشلوا”.
وتابع: “على الأنظمة التي تسعى للحماية الأمريكية من جيرانها أن تغير سياساتها العدائية، لأن المشكلة منها وليست في محيطها”.
وقال الحوثي إن “حسن الجوار والتعامل بالقيم الإسلامية والعربية هو ما سيجلب الأمن لبعض الأنظمة وليس التطبيع”.
واعتبر أن “الذهاب للتطبيع بعد كل ما حصل خاطئ، ومعناه الارتهان للأمريكي ضمن سياساته التي تقوم على الابتزاز والاستغلال والحلب”.
وأضاف الحوثي: “من يتجه ليرمي بنفسه في أحضان الأمريكي سيخضع كل مقدراته وأمنه للاستغلال الأمريكي البشع”.
وتابع: “نقول على وجه القطع واليقين بأن الأمريكي لا تهمه مصلحة أي بلد عربي إنما مصلحته مع الكيان الإسرائيلي”.
وأكد عبد الملك الحوثي أن “من يرتهنون للأمريكي ولسياساته الخاطئة سيدفع بهم دائماً في المشاكل ويورطهم في المواقف السيئة والسلبية التي تخدمه ومصالحه”.
وعاد الحديث مجدداً عن ملف التطبيع بين السعودية و”إسرائيل” إلى الواجهة بعد أن تعطل قطاره منذ 7 أكتوبر الماضي في خضم الحرب على غزة.
إبرام الاتفاقيات الأمنية والدفاعية مع السعودية قد يتم “بعد أسابيع” هذا ما صرح به وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء الماضي أمام لجنة بالكونغرس. وتشمل الاتفاقيات مجالات الطاقة النووية والتعاون الأمني والدفاعي ضمن مساعي اتفاق أوسع للتطبيع بين الرياض و”إسرائيل”.
وفي حديثه خلال جلسة استماع بمجلس النواب، حذر بلينكن في المقابل من أنه لا يمكن الشروع في عملية التطبيع على نطاق أوسع، ما لم يتحقق هدوء في غزة.
وقال أمام لجنة المخصصات بالمجلس: “هذه الاتفاقيات من حيث المبدأ قريبة جداً من الاكتمال. الآن بالطبع سنأتي إلى الكونغرس بها حين تكون جاهزة للمراجعة، لكننا، ربما نكون على بعد أسابيع من القدرة على إنجازها”.
وقبل اندلاع الحرب على قطاع غزة، كانت السعودية قد طلبت من واشنطن تمكينها من امتلاك برنامج مدني نووي مقابل تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” لكن الحرب على غزة أجلت النقاشات. فيما زار مسؤولون إسرائيليون الرياض في إطار مؤتمرات دولية فيما بدا أنه محاولة جس نبض قبل التطبيع بين المملكة وكيان الاحتلال.
ويأتي تقييم بلينكن في أعقاب زيارة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان للسعودية و”إسرائيل”، حيث أطلع رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو على “إمكانية” التوصل إلى اتفاق تاريخي. إلا أن “إسرائيل” لم تكن – قبل الحرب على غزة – تنظر بعين الرضا لمنح واشنطن قدرات نووية للسعودية فيما يبدو أن موقفها أصبح أكثر مرونة في الوقت الحاضر، وفق وسائل إعلام أمريكية.
والإثنين الماضي، أعلن البيت الأبيض أن واشنطن والرياض تقتربان من التوصل لاتفاق نهائي على معاهدة دفاع ثنائية، بعد أن أحرز مستشار الأمن القومي الأمريكي تقدماً كبيراً بالمحادثات مع السعوديين مطلع هذا الأسبوع.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، إن الجانبين اقتربا “أكثر من أي وقت مضى” من اتفاق ثنائي صار الآن “شبه نهائي”.
ويسعى مفاوضون أمريكيون وسعوديون إلى التوصل إلى اتفاق ثنائي يدعو على الأرجح إلى ضمانات أمريكية رسمية للدفاع عن المملكة، بالإضافة إلى حصول السعودية على أسلحة أمريكية أكثر تقدماً، مقابل وقف مشتريات الأسلحة الصينية والحد من الاستثمارات الصينية في البلاد. وقال مسؤول أمريكي إن المفاوضين يناقشون بيع الولايات المتحدة طائرات مقاتلة من طراز إف-35 وأسلحة أخرى للسعوديين في إطار الاتفاق.
الحوثي: الوحدة اليمنية مصلحة وطنية جامعة
وفي خطابه المتلفز أمس الخميس، أكد قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، أن المصلحة الوطنية والجامعة للشعب اليمني هي في وحدته اليمنية المباركة.
وقال الحوثي في خطاب متلفز يوم الخميس: “ليست المشكلة في الوحدة اليمنية حتى يكون الحل في الفرقة والتفرقة والاختلاف، فهناك أسباب أخرى تؤثر على الشعب اليمني وفي مقدمتها التدخل الخارجي من الدول والجهات التي لديها عقدة من الوحدة اليمنية”.
وأشار إلى أن “الوحدة اليمنية تذكر الشعب اليمني بما ينبغي أن يكون عليه باعتبار ذلك منسجماً مع هويته الإيمانية”، لافتاً إلى أن “هناك أسباب تؤثر على أبناء اليمن، في مقدمتها التدخل الخارجي، من الدول والجهات التي لديها عُقدة في وحدة الشعب اليمني وتريد أن يكون اليمن ممزقاً وضعيفاً ومأزوماً بمشاكل في كل المجالات لا نهاية لها”.
وأضاف: “في ظل الظروف التي يعاني وعانى منها الشعب اليمني نتيجة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، نتج عنه احتلال أجزاء واسعة من البلاد وقيام الأمريكي والسعودي والإماراتي ببناء تشكيلات ضد الشعب والوطن والوحدة”.
كما أكد قائد أنصار الله أن التحالف صنع تشكيلات معادية وسعى لزرع الفرقة بين أبناء الشعب اليمني، بعناوين عنصرية ومذهبية ومناطقية وسياسية واجتماعية”، معبراً عن الأسف لاستجابة البعض في الداخل للمساعي الخارجية لتمزيق اليمن بدافع الأطماع والبعض الآخر بدافع الأحقاد والضغائن وتصفية حساباتهم بدعم خارجي.
وتابع الحوثي قائلاً: “ما ينسجم مع الهوية الإيمانية ويجسد المصلحة الحقيقية لشعبنا العزيز، هو في وحدته وتعاونه ومعالجة أي مشاكل ومظالم بالعدل والإنصاف والتفاهم وعلى مبدأ الشراكة الوطنية بما يُفيد الشعب اليمني ومصلحته”.
العمليات اليمنية ستشهد “زخماً عظيماً وكبيراً ومؤثراً” خلال الفترة المقبلة
وفي سياق آخر، كشف قائد “أنصار الله” عن إحصائية بالعمليات العسكرية التي نفذتها قوات صنعاء خلال هذا الأسبوع إسناداً لغزة، مؤكداً أن العمليات اليمنية سيكون لها تأثير كبير، و”هناك بشائر قادمة وستشهد الزخم العظيم والكبير والمؤثر” خلال الفترة المقبلة.
وقال الحوثي في خطابه الأسبوعي، الذي يتناول فيه آخر مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية، إن “الشعب اليمني ظهر في كل محافظاته متوحداً في نصرة القضية الفلسطينية ودعم مقاومته الباسلة”.
وأضاف: “لقد عبرت الإرادة الشعبية لليمنيين في بلدنا من المحافظات الشمالية والشرقية والغربية والجنوبية والمناطق الوسطى، عن التأييد للشعب الفلسطيني ومناصرة قضيته، وتبين من الذي جسد هذه الإرادة بشكل عملي وجاد بالسقف الذي في إطار الممكن”.
وأردف قائد حركة أنصار الله قائلاً: “عملياتنا العسكرية مستمرة، والقوات المسلحة تواصل عملياتها الصاروخية والبحرية، وعلى مستوى العمليات العسكرية تم بعون الله خلال هذا الأسبوع تنفيذ ثمان عمليات بـ15 صاروخاً ومسيرة في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي”.
وكشف عبد الملك الحوثي أن “إحدى هذه العمليات العسكرية خلال هذا الأسبوع نُفذت باتجاه البحر الأبيض المتوسط”، مشيراً إلى أن عدد السفن المستهدفة حتى اليوم بلغت 119 سفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني.
وأشار إلى أن الأسبوع الجاري شهد “إسقاط طائرتين أمريكيتين من طراز MQ9 في أجواء محافظتي مأرب والبيضاء، كأهم طائرات الاستطلاع المسلح الأمريكي الذي تعتمد عليه في أنشطتها العدائية، ليصل عدد الطائرات التي تم اسقاطها خلال الفترة الراهنة إلى خمس طائرات”، معتبراً إسقاطها إنجازاً مهما ونجاحاً للدفاع الجوي.
وأوضح الحوثي أن “من بين السفن التي استهدفت، سفينة تتبع إحدى الشركات التي خرقت الحظر ودخلت إلى الموانئ فلسطين المحتلة، تم استهدافها في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد”، مؤكداً أن فاعلية العمليات العسكرية اليمنية وتأثيراتها واضحة على الأعداء.
ولفت إلى أن “القلق الأمريكي من العمليات العسكرية اليمنية، اعترف به مسؤول دفاعي كبير، نقلت تصريحاته وسائل الإعلام وهو يعبر عن قلقه من المرحلة الرابعة ومداها البعيد”.
وأكد الحوثي أن “الأمريكي يحاول أن يبذل جهده في إعاقة المرحلة الرابعة من التصعيد، ويشتغل بالكثير من الأحزمة والأنشطة التي يقوم بها، ينشر الكثير من الطائرات، التي يهدف من خلالها إلى اعتراض وإعاقة عمليات القصف، ويفعل الكثير، ولكنه سيفشل”.
ومضى بالقول: “نحن بحمد الله في عملية تطوير مستمر، وتنسيقنا مع الأشقاء في العراق سيكون له إسهام إضافي، وفي ذات الوقت عملياتنا المباشرة من الأراضي اليمنية سيكون لها تأثير كبير بإذن الله، وهناك بشائر قادمة في هذا الجانب وستشهد الزخم العظيم والكبير والمؤثر، كما هو الحال بالنسبة للبحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب”.
واستعرض قائد الثورة التأثيرات الاقتصادية المتصاعدة نتيجة العمليات العسكرية اليمنية على السفن الأمريكية والبريطانية والصهيونية من خلال استمرار ارتفاع الأسعار وتكاليف الشحن، مضيفاً “أكثر البضائع تنقل عبر البحار”.
وبشأن التأثيرات الاقتصادية للعمليات اليمنية على أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”، أكد عبد الملك الحوثي أنها مستمرة وتتمثل بارتفاع الأسعار وتكاليف الشحن، لأن أكثر البضائع تنقل عبر البحار، مضيفاً أن “التأثير وصل إلى درجة أن ترتفع أسعار لحوم الضأن في بريطانيا، فالجماعة هناك يعني خارمين من الشاهي، وارتفعت عليهم أسعار اللحمة، ومشاكلهم الاقتصادية تدخل إلى مطابخهم، إلى منازلهم، وكذلك تطال مختلف احتياجاتهم في الحياة، والسبب يعود إلى ارتباطهم بالأمريكي المتعنت، الذي يصر على تجويع الشعب الفلسطيني، ويصر على استمرار جرائم الإبادة الجماعية في غزة”.
واستطرد قائلاً: “كذلك فيما يتعلق بالأمريكيين، قالت مجلة أمريكية إن المستهلكين الأمريكيين سيشعرون بآلام تضخمية، إذا استمرت الهجمات في البحر الأحمر، كذلك يعني التضخم في الأسعار، ارتفاع الأسعار في مختلف السلع التي لها علاقة بالنقل البحري، وهي كثيرة، فالتأثير عليهم يصل إلى هذا المستوى، وهذا أيضاً يعود إلى نفس السبب، التعنت من الأمريكي، واصراره على استمرار الحصار للشعب الفلسطيني في غزة، وعلى استمرار جرائم الإبادة الجماعية”.
كما أشار الحوثي إلى تأثير عمليات إسقاط قوات صنعاء لطائرات (MQ-9) الأمريكية، وتراجع الهند عن صفقة شراء هذه الطائرات من الأمريكيين، وتابع قائلاً: “فعندما شاهدت (الهند) هذه الطائرات تسقط في أجواء اليمن، قالوا كيف سيمكن أن يستفيدوا منها في مواجهة الصين، أو في مواجهة باكستان، وهي تسقط في أجواء اليمن بهذا الشكل، يعني بوَّرت على الأمريكي وذهبت سمعتها، وسقطت هيبتها”.
وأكد قائد أنصار الله على “الموقف اليمني الثابت والمستمر في نصرة فلسطين، انطلاقاً من استشعار الشعب اليمني بالمسؤولية والوعي تجاه قضية الأمة الأولى والمركزية”، وتابع الحوثي قائلاً إن “موقف شعبنا لن ينقص ولن يفتر لا بطول الوقت ولا في مقابل تصعيد العدو، ولن تشوش عليه أعمال المتحالفين مع أمريكا والمرتبطين بإسرائيل وبريطانيا، لأن سقف الشعب اليمني عال وما نعمله في نصرة فلسطين هو بقدر ما نستطيع ولكن ما يريده شعبنا هو أكبر”.
وأضاف: “كنا وما زلنا نتمنى أن يكون هناك طرق برية تصل بالأفواج بمئات الآلاف من أبناء شعبنا للذهاب والاشتراك بشكل مباشر مع العدو والجهاد في سبيل الله مع فصائل المقاومة في فلسطين، لكن الدول التي تفصل بيننا وفلسطين لم تقبل أن تفتح الطرق ليعبر الشعب اليمني منها للذهاب إلى فلسطين”.
وجدد عبد الملك الحوثي التأكيد على “استمرار تطوير القدرات الصاروخية وتحقيق النجاح في هذا الجانب”، مضيفاً “مهما فعلنا فسقف الشعب اليمني ما يزال أعلى من ذلك وأكبر وأعظم، لأن الشعب بهويته وبوجدانه يترجم حقيقة إيمانه وتتجسد فيه مقولة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم (الإيمان يمان والحكمة يمانية)”.
أمريكا تريد تحويل غزة إلى سجن
وأكد الحوثي أنه “مع كل جرائم الإبادة الواضحة، التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في غزة، يخرج الرئيس الأمريكي لنفي ذلك”.
ولفت قائد حركة أنصار الله إلى أن “العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يستمر من أجل القتل والتدمير، ولن يحقق أهدافه التي أعلنها”، موضحاً أن “هناك اعترافاً أمريكياً وإسرائيلياً باستحالة تحقيق أهداف العدوان على غزة، والتشبث بها ليس إلا وسيلةً للقتل”.
وأضاف أن “قتل الأطفال والنساء، ونسف الأحياء المدنية، وتدمير المربعات السكنية، لا تعد جرائم إبادة في نظر الرئيس الأمريكي”، مردفاً بأن “قتل الفلسطينيين في الطرقات، واستهداف تجمعاتهم، والتجويع لمئات الآلاف، لا تعد جرائم إبادة في نظر بايدن”.
وأوضح الحوثي أن “تدمير المنظومة الصحية، ومنع الدواء، وقتل المرضى، ودفن كثيرين منهم أحياء، وسحق المعاقين، وتشريد مئات الآلاف وملاحقتهم وقتلهم في مراكز الإيواء، واستهداف المخابز وآبار المياه، ليست جريمة في نظر بايدن”.
ولفت إلى أن “الميناء العائم الأمريكي في قطاع غزة هو قاعدة عسكرية، وافتضحت واشنطن حينما جلبت المدرعات وأنظمة الدفاع الجوي”، مؤكداً أن “الأمريكي يريد تحويل قطاع غزة إلى سجن، له بوابة واحدة عبر البحر، يشرف عليها العسكريون الأمريكيون”.
وأشار قائد حركة “أنصار الله” إلى أن “إعلان وزير الحرب الإسرائيلي عودة النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية هو تصعيد خطير يأتي في سياق تكريس الاحتلال”، معتبراً “تدنيس باحات المسجد الأقصى من قبل المجرم بن غفير، والتهديد الذي أطلقه، هما تصعيد خطير وتحدًّ لكل المسلمين”.
وأضاف قائلاً: “من واجب المسلمين أن يستفيدوا من أحداث فلسطين في سياق النظرة الواعية إلى حقيقة الحرب الإسرائيلية الشاملة”، مؤكداً أن الصهاينة ومعهم بعض وسائل الإعلام العربية العميلة تصور المواجهة وكأنها فقط بين العدو وحركة حماس.
وأشار الحوثي، إلى أن “العدوان الإسرائيلي يستهدف الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وأغلب ضحاياه من المدنيين”، مضيفاً “لا يجوز لأحد ينتمي للإسلام ويحسب نفسه من العرب أن يتحدث بالمنطق الإسرائيلي حول ما يجري في فلسطين”.
ومضى بالقول: “حتى لو كانت المشكلة الإسرائيلية فقط مع حماس، فحماس من العرب والمسلمين وواجب الأمة مناصرتهم، ما يجب أن يستفيق الضمير الإنساني أمام حرب الإبادة الصهيونية وأن يكون التحرك في إطار خطوات عملية”.
وجدد التأكيد على أن “البيانات والإدانات للجرائم الإسرائيلية التي صدرت من مختلف البلدان لا تكفي ولابد من خطوات عملية، ما يتطلب أن تستمر الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية والأوروبية وفي بلدان أخرى للتنديد بجرائم الكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً وأوروبياً”.
وعبر قائد حركة أنصار الله عن الأمل في أن يستمر السعي والتحرك بين بقية البلدان للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتستمر الاحتجاجات والمظاهرات لطلاب الجامعات الأمريكية والأوروبية للضغط على حكوماتهم وأنظمتهم لوقف الدعم للعدو الإسرائيلي.
الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية
وعدّ الحوثي السكوت أمام ما يمارسه العدو الإسرائيلي من جرائم فظيعة إساءة كبيرة جداً للإنسانية، مشيراً إلى أن إعلان ثلاث دول أوروبية اعترافها بالدولة الفلسطينية مع أنه موقف ناقص، خطوة سياسية مهمة.
وقال “كنا نتمنى من الدول الأوروبية الاعتراف بالحق الفلسطيني كاملاً لأنه الموقف المنصف والعادل والحق، ولو اتجهت بقية البلدان الأوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية فسيشكل ضغطاً سياسياً على العدو الإسرائيلي”.
وأضاف “هناك شعور كبير بالحرج والخزي في الوسط الأوروبي بعد فضيحة أنظمتها التي ترفع قيم الحرية والحقوق، والغرب الذي يتحدث عن حقوق القطط وبقية الحيوانات افتضح في مساهمته بجرائم الإبادة الصهيونية ضد الإنسانية”.
ووصف الحوثي، بيان المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية الذي ساوى بين الضحية والجلاد بغير المنصف نهائياً، وأنه يأتي في سياق الحرج الفاضح الذي يشعر به الغرب فيهرب إلى تقديم بعض المواقف.
وتساءل الحوثي قائلاً “كيف للمدعي العام أن يساوي بين نتنياهو ووزير حربه وهم مجرمون معتدون مع قيادات فلسطينية تدافع عن قضيتها العادلة؟”، وقال “لم يعد مستساغاً من الغرب السكوت عن الجرائم الإسرائيلية لأن ذلك فضيحة كبيرة فأرادوا التحرك في مواقف متدنية للمساواة بين الضحية والجلاد”.
وتابع “نحن لا ننتظر من الغرب أن يكونوا واقعيين ومنصفين أو من ذوي العدل والحق وهذا لا يفاجئنا”.. مؤكداً أن الغرب يتفرج على المظلومية الفلسطينية منذ 76 عاماً بل كان داعماً للعدو الإسرائيلي في كل المراحل.
وشدد قائد أنصار الله على المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق المسلمين، وبعض الدول العربية التي لم تصل إلى مستوى القطع الكامل لعلاقاتها مع العدو الإسرائيلي.. معبراً عن الأسف من استمرار إعلام بعض الدول العربية في دعم العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومجاهديه.
وقال الحوثي: “أمام التصعيد الإسرائيلي لا تكفي البيانات والقمم العربية، والمطلوب مواقف وقرارات عملية وخطوات جادة، وكان من المفترض بالدول العربية والإسلامية أن تتجه بوضوح إلى دعم المجاهدين في قطاع غزة”.
وأكد أنه كان من أبسط الخطوات لبعض الدول العربية أن تقوم بإلغاء تصنيف حركات المقاومة الفلسطينية في “قوائم الإرهاب”، متسائلاً: “الدول العربية التي تمتلك إمكانات مالية هائلة، لماذا لا تُقدم دعمها المالي للشعب الفلسطيني ومجاهديه؟”.
وأفاد الحوثي بأن المجاهدين في غزة قدموا بصمودهم العظيم صورة حقيقية تعطي الأمل عن إمكانية الوصول إلى النصر، مضيفاً “أمام الدعم الأمريكي والغربي للكيان، أين التعاون العربي الذي هو مسؤولية إسلامية دينية وإنسانية وأخلاقية؟”.
كما أكد أن استمرار عمليات المقاومة البطولية والقصف للمستوطنات يشهد على مدى الإخفاق والفشل للعدو الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الصهاينة يشعرون بالقلق الوجودي وهو يتسع في أوساطهم نتيجة الإخفاق في قطاع غزة.
الحوثي: نشاطر إيران الحزن
وفي خطابه، عبّر قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، عن أحر التعازي للجمهورية الإسلامية الإيرانية بوفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهما.. وقال “نشاطر إيران الحزن بهذه الحادثة الأليمة”.
وأضاف: “إيران وقفت مع فلسطين بشكل مميز وبما لا مثيل له على المستوى الرسمي عربياً وإسلامياً في إطار موقف ثابت ومبدئي”، متابعاً أن “إيران تبنت قضايا الأمة الإسلامية والشعوب المظلومة، ومنها الموقف تجاه مظلومية الشعب اليمني”.
وقال الحوثي: “لم يكن هناك أي موقف رسمي قوي وواضح وصريح لمساندة الشعب اليمني ضد العدوان على بلدنا كالموقف الإيراني”، مشيراً إلى أن “الرئيس إبراهيم رئيسي كان حاملاً للموقف الإيراني تجاه قضايا الأمة ومعبراً عنه بكل ثبات ورغبة وجرأة”.
وأضاف أن “الكثير من الزعماء يتحدثون بلهجة يراعون فيها دائماً ما قد يغضب الأمريكي”، معتبراً الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي كان “مختلفاً عن بقية الزعماء ومتميزاً بصوته وموقفه الواضح والجريء دون اكتراث للضغوط الأمريكية”.
الحوثي تحدث أيضاً عن “موقف رئيسي المعبر عن الثورة الإسلامية في تبنيها للقضية الفلسطينية دون تأثر بالحسابات السياسية والاقتصادية، حيث كان قائداً إسلامياً يحق للأمة أن تفتخر به في مؤهلاته الراقية على المستوى الأخلاقي والعلمي، ويمثل في ذات الوقت أنموذجاً في موقع المسؤولية وفي العلاقة بشعبه، وهذا درس مهم لبقية الزعماء”.
وقال إن “الخروج المليوني في إيران لتشييع الرئيس إبراهيم رئيسي يعكس علاقته الإيجابية مع شعبه بخلاف كثير من القادة حول العالم، لأنه كان يُقدّم نفسه كخادم لشعبه وترجم ذلك في أفعاله حتى اللحظة الأخيرة من حياته وهذا درس مهم”.
واختتم الحوثي قائلاً: “على كُلٍّ، نحن نتوجه بشكلٍ مكرر أيضاً ومن جديد، بالعزاء والمواساة إلى جمهورية إيران الإسلامية قيادةً وشعباً”.