الأخبار المحلية عربي ودولي

“الشمال والجنوب يحترقان إلى أين نذهب؟”.. مستوطنون بالضفة قلقون من المقاومة ويخشون يوماً كالسابع من أكتوبر

الجديد برس:

ركزت وسائل إعلام إسرائيلية تغطيتها بشكل واسع، الأربعاء، على نشاط الشبان الفلسطينيين ضد المستوطنين الإسرائيليين وقوات الاحتلال في مدينة طولكرم والمستوطنات المحيطة بها، والذي يشهد تصاعداً لعمليات المقاومة على الرغم من اقتحامات الاحتلال المستمرة والعنيفة للمدن الفلسطينية منذ بدء الحرب على قطاع غزة.

وصباح الأربعاء، شهدت مستوطنة “بات حيفر” التي تقع في قلب مدينة طولكرم إطلاق وابل من الرصاص، وفيما اخترقت رصاصات جدار منزل، لم يصب أحد من المستوطنين، بحسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.

من جانبه، قال قائد الفرقة الاحتياطية في المستوطنة إن إطلاق النار سبب ذعراً كبيراً بين السكان، كما وصف “هذه أيام بالصعبة للغاية”، بحسب ما نقل موقع واللا الإسرائيلي.

وأضاف القائد، الذي سماه الموقع “داني” دون مزيد من التفاصيل عن هويته الحقيقية: “إنه أمر لا يصدق، تستيقظ في الساعة السابعة صباحاً مع إطلاق ناري جنوني نحو منزلك، أخبرتني زوجتي اليوم لأول مرة أنها لا تستطيع البقاء هنا بعد الآن، إلى أين سنذهب؟ الشمال يحترق، الجنوب يحترق، ماذا بقي سوى تل أبيب؟ هذا واقع لا يطاق”.

وفيما تتميز معظم مستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين في طولكرم بأنها زراعية تضم مساحات خضراء واسعة ومنازل خاصة، إلا أن هذه الوجهة “الخادعة” بحسب ما وصفتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، تخفي الهلع والخوف لدى سكانها من الواقع المفروض عليهم، خاصة منذ 7 أكتوبر 2023.

فمن جانبه، حذر رئيس الاتحاد الزراعي الإسرائيلي عميت يافارح من أن مستوطنات طولكرم قد تشهد يوماً مثل “السابع من أكتوبر”، في إشارة لعملية طوفان الأقصى التي اقتحمت فيها المقاومة مستوطنات ومعسكرات غلاف غزة.

وبحسب يافارح فإن المقاومين استخدموا طائرات بدون طيار في المنطقة لجمع المعلومات، قبل تنفيذهم عمليات إطلاق نار، بحسب ما نقلت عنه صحيفة “معاريف” الإسرائيلية.

فيما قال “بني زيبروت”، وهو حاخام يهودي مقيم في المستوطنة: “لقد حان الوقت لكي يستيقظ الوزير (يوآف) غالانت”، بحسب “معاريف”.

وقال أحد سكان إحدى المستوطنات المحيطة بمدينة طولكرم لقناة 12 الإسرائيلية: “الحياة في منطقة طولكرم بعد 7 أكتوبر أصبحت مرعبة، جيش الاحتلال يعمل في المدينة، لكن الإرهاب لا يظهر أي علامات على التراجع”، على حد وصفه.

وعلى خلفية ذلك، أرسل جاليت شاؤول، رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات “بات حيفر” رسالة صباح الأربعاء إلى وزير الحرب يوآف غالانت: “لقد حذرنا منذ أسابيع من التصعيد في منطقة خط التماس، ولسوء الحظ فإن الوضع مستمر في التدهور، ونحن ندعو الجيش والدولة إلى الاستيقاظ والتصرف بتصميم وعدم تسامح مطلق في مواجهة الأحداث الخطيرة”.

وأضاف شاؤول: “من غير الممكن أن تتعرض مستوطناتنا لإطلاق النار مراراً وتكراراً. يجب أن نتخذ الخطوات اللازمة على الفور قبل فوات الأوان”.

ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، صعد الجيش الإسرائيلي ومستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس؛ ما أدى إلى استشهاد 506 فلسطينيين وإصابة نحو 5 آلاف، واعتقال 8 آلاف و800، وتدمير الكثير من المباني والمنازل والبنى التحتية في جنين وطولكرم على وجه الخصوص، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 115 ألفاً بين شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.