المقالات

أمريكا مين؟… شياطنهم

الجديد برس|

منذ ست سنوات غنّى حازم شاهين كلمات زياد الرحباني لأوّل مرة في حفل بيت الدين: «أمريكا مين؟ شياطنهم» باللهجة المصرية. كان ذلك خلال رئاسة دونالد ترامب الأولى وولاية حاكم مصر الأبديّة. اليوم نشارف ولاية دونالد ترامب ثانية ولعنة أبديّة باسم عبد الفتّاح السيسي. لكن يبقى السؤال، أمريكا مين؟نبدأ بالرئيس السابق والقادم ترامب، قاتل قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس.

بقلم- جمال غصن

وقد وجدت لجنة المحلّفين في الحي النيويوركيّ حيث حوكم، أن ترامب مذنب في أربع وثلاثين جريمة… حتّة واحدة كما يقول الطاغية المصري. لكنّ الأحكام الأربعة والثلاثين لن تعيق مساره نحو ولاية ثانية في البيت الأبيض. ترامب آتٍ آتٍ.

فوز ترامب الديموقراطي حتميّ، تماماً كالمسرحيّات الانتخابية في القاهرة والشام… والرياض وأبو ظبي بالمناسبة. لن يعلو صوت على صوتِ ترامب هذا الصيف. والوقت ضاق للاعتراض رغم كل ما طرأ في باحات الجامعات وجوارها

. رغم كل ما حدث، لم يخجل ممثّلا الأكثريّتين في غرفتَي الكونغرس الأميركي من دعوة المجرم المتّهم بإبادة شعب، بنيامين نتنياهو، إلى إلقاء كلمة أمام نزلاء الكابيتول في عاصمة الاستبداد والاستعمار. إن فضح شيئاً العمل البطوليّ ليحيى السنوار ومحمّد الضيف صباح السابع من أكتوبر تشرين، فهو أنه عرّى كلّ من لبس ثوب المقاوم زوراً، وأجبره على اتّخاذ موقفٍ. في حالة المتّحدّثين باسم واشنطن، الموقف واضح بالنسبة إليهم، فلا إله إلّا «إسرائيل» ونتنياهو عبدها ورسولها وشيطانها.

الجواب عن سؤال «أمريكا مين؟» واضحٌ. «شياطنهم». في السطر الثاني من الأغنية يقول الرحباني إن «العرب الباقيين، ثعابينهم». وهنا أخالفه الرأي. فالعرب الباقون كما باقي البشر أحرجوا من اصطفّ خلف الشياطين، وهنا نعني من هو بن فلان وعلتان، مدّعي الإمارة والشيخنة والمملكة. تفّهٌ من بني تفّه. لعنتهم الآلهةُ من يوم الجاهليّة إلى اليوم. لكن واشنطن الاستعمار والاستبداد تحترمهم. لن تستدعيهم لمخاطبة الكونغرس، لكن لن تنعتهم بالإرهابيين. لكنّنا لسنا واشنطن. لا نستحي بتسميتهم كما هم.

طرح سيسي البيت الأبيض أطروحة لإنهاء المعركة ليل الجمعة. كل من يعرف «أمريكا مين؟» يدرك أنّ ما من شيءٍ جدّيٍّ يطرح ليلة الجمعة. فالجمعة تاريخياً هي نهاية الدورة الإعلامية التقليديّة ولا يعوّل على أي شيء يطرح ليلتها، لذا ما نفع طروحات الجمعة؟ فعليّاَ، لا نفع أبداً. الحرب قائمة ودائمة ولن تنتهي. وهذا الاستنتاج العام. فماذا عن «أمريكا» في حربٍ لن تنتهي؟

شياطينها وثعابينها هي من ستملأ الساحات في الأيام القادمة. وقبل الحديث عن اليوم التالي، لا بد من أن نبتّ في ما يليه. شياطين وثعابين أمريكا بدأت تظهر على المشهد ولا يوجد أيّ سطر في أغنية زياد عن كيفيّة التعامل معهم. ترد كلمة «شرام…» في الأغنية وقد تكون الأنسب في وصفهم، لكن رغم ذلك لا تعدلهم. شياطين وثعابين أكثر عدلاً. باللهجة المصرية لا يوجد عدل. خلاصنا هو بخلاص مصر، لكن لا خلاص ما زالت مصر تحاصر غزة. حاكم مصر اليوم هو من شياطنهم… وهو الجواب لسؤال «أمريكا مين؟».