الجديد برس:
تشهد الساحة اليمنية حالة من التناقض، فبينما تُقدم حكومة صنعاء مبادرات عملية لفتح الطرقات المغلقة منذ سنوات، تُصعد حكومة عدن من إجراءاتها التعسفية التي تهدد بتقويض جهود السلام وإعادة الأزمة إلى أوجها.
ففي الوقت الذي تُبادر فيه صنعاء إلى فتح طرق البيضاء – مأرب والحوبان – تعز، تطالب حكومة عدن بعد البنوك التجارية، شركات الاتصالات ووكالات السفر بنقل مقراتها من صنعاء إلى عدن، وتُطالب بتوريد أرصدة شركة طيران اليمنية ونقل إداراتها إلى عدن.
وتعتبر حكومة صنعاء هذه الإجراءات “تعسفية” تهدف إلى إغلاق مطار صنعاء بشكل كامل وتدمير شركة الخطوط الجوية اليمنية.
وأكد وزير النقل في حكومة صنعاء عبدالوهاب الدرة، السبت، رفض حكومته لقرار وزارة النقل في الحكومة الموالية للتحالف الذي طالب بنقل مقرات وكالات السفر الى مدينة عدن، والذي يتضمن إلغاء الحجوزات لطيران اليمنية من مطار صنعاء، مضيفاً: “سنقف ضد هذه الإجراءات التعسفية الهادفة إلى إغلاق مطار صنعاء بشكل كامل وتدمير شركة الخطوط الجوية اليمنية الناقل الوطني لأبناء الشعب اليمني”.
وقال الدرة خلال لقائه ممثلي وكالات السفر إن “هذا القرار سيؤدي لضرب سوق وشركات السفر التي تعافت نوعاً ما منذ عامين”، متعهداً بالعمل على مواجهة ما أسماه “قرارات التحالف السعودي ومحاولة إغلاق مطار صنعاء”.
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد من قبل حكومة عدن ضد صنعاء يأتي بتوجيه أمريكي، ويهدف إلى نسف أي توجهات نحو إحلال السلام في اليمن، وإعادة تفجير موجة جديدة من الصراع.
ويُرجح المراقبون أن هذا التصعيد يأتي رداً على فشل الولايات المتحدة في معركة البحر الأحمر، وبسبب موقف حكومة صنعاء المساند للمقاومة الفلسطينية، وما أعقبه من فشل أمريكي في التصدي لهجمات صنعاء التي استهدفت “إسرائيل” ومصالحها.
وتبقى الأزمة اليمنية معلقة بين مبادرات صنعاء لفتح الطرقات وإجراءات حكومة عدن التعسفية، في انتظار ما ستؤول إليه الأحداث في الأيام القادمة.