الجديد برس:
تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سيناريوهات ضرب حزب الله لتشكيل الدفاع الجوي ضمن مخاطر اندلاع حرب أوسع في الشمال، مؤكدةً أن “المئات من الصواريخ الدقيقة وأسراب الطائرات المسيّرة، ستصيب القبة الحديدية أيضاً”.
وفي التفاصيل، قال المحلل العسكري الإسرائيلي يوآف زيتون، في مقال في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن “الجيش الإسرائيلي يكثف الدفاع فوق الدفاع انطلاقاً من فرضية أن حزب الله سيحاول ضرب تشكيل الدفاع الجوي بغية فتح الباب أمام موجات من الهجمات في عمق إسرائيل، في حال تطورت الحرب في الشمال”.
وأضاف زيتون أن “القدرات التي يُظهرها حزب الله، والتي تفاقمت في الأسابيع الأخيرة، لا تزال تُشكل نسبة صغيرة من الترسانة الجوية التي يمتلكها”.
وتابع أن “الجيش الإسرائيلي يدرك أن فتح معركة مع حزب الله سيؤدي إلى تدمير أماكن وإصابة مواقع استراتيجية بأرجحية عالية جداً، فالحزب لم يستخدم خلال الأشهر الثمانية الأخيرة مئات صواريخه الدقيقة، إذ إن كل واحد منها يمكن أن يحمل حتى زنة طن من المواد المتفجرة”.
وأردف زيتون أيضاً أن “حزب الله لم يطلق لغاية الآن أسراباً من عشرات الطائرات المسيّرة والمتفجرة بالتوازي، حيث يكتفي بإطلاق اثنتين أو ثلاث في كل مرة، وأيضاً لم يُطلق صلية مركزة تضم مئات الصواريخ معاً في اتجاه النقطة نفسها، تحت فرضية إتخام القبة الحديدية”.
وأشار إلى أن “المسؤولين في الجيش الإسرائيلي منزعجون من الصواريخ الدقيقة”، إذ إنهم “يعون أن حزب الله سيحاول إلحاق الضرر بمواقع الدفاع الجوي في أي مواجهة عسكرية واسعة، وذلك كبوابة تفتح له الطريق لتنفيذ هجمات في إسرائيل”.
ونقل عن مسؤولين في “الجيش الإسرائيلي قولهم إنه “لا يمكن استبعاد إمكانية أن تُوجّه أسراب طائرات غير مأهولة في مواجهة موسعة في اتجاه أهداف قيمة في عمق إسرائيل”.
وإذ أشاروا إلى أن “هناك إدارة اقتصادية للتسليح بعد فترة طويلة من القتال في كل الساحات”، فإنهم أكدوا أن “استمرارية إشغال قوات الدفاع الجوي منذ الـ 7 من أكتوبر أدى إلى ظاهرتين مقلقتين”.
الظاهرة الأولى، وفق المسؤولين الإسرائيليين في جيش الاحتلال، هي “تحذيرات خاطئة كثيرة، ولا سيما حيال الطائرات المسيرة المتفجرة، إذ يصعب التكهن بمسار تحليقها خلافاً للصاروخ”، أما الظاهرة الثانية فهي “إيقاف التدريبات للقوات بسبب الحاجة الدائمة إليها في البطاريات وغرف العمليات”.
وفي السياق ذاته، تحدثت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن تقديرات في جيش الاحتلال تُفيد بأن “حزب الله من شأنه أن يتحدى المنظومات الدفاعية الجوية وإطلاق أسراب من المسيّرات”.
وأضافت الصحيفة: “في الجيش الإسرائيلي يعترفون أن حزب الله يحاول إيجاد نقاط ضعف منظومات الاستشعار، وهو يعمل على تقليص مدى طيران القطع الجوية لمنع تشخيصها واعتراضها”، كما “يقدرون أن جزءاً من عمليات إطلاق المسيّرات من لبنان إلى إسرائيل خُصصت لدراسة حزب الله لقدرات تسلله وقدراته على استهداف منشآت إسرائيلية عند تكثيف القتال”.
يأتي ذلك فيما يكثف حزب الله من عملياته النوعية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلة، وذلك في إطار معركة “طوفان الأقصى”.
وقد نجح حزب الله بإسقاط مسيّرة إسرائيلية من طراز “هرمز 900″، في سماء جنوب لبنان للمرة الثالثة خلال الأشهر الأخيرة.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، عن تقديرات في جيش الاحتلال بأن قدرات حزب الله، كما يظهر في الأشهر الـ8 الماضية، وخاصةً في الشهر الماضي، “قد تسمح له بضرب تشكيل الدفاع الجوي التابع لسلاح الجو”.
وأوضحت “القناة 14” الإسرائيلية، أن هذه القدرات “قد تُلحق أضراراً بتشكيل الدفاع الجوي”، مشيرةً إلى أن “سيناريو كهذا قائم فقط إذا شن حزب الله هجوماً مفاجئاً”.
وقال المحلل العسكري للقناة الـ”14″ الإسرائيلية، نوعام أمير، إن “الجيش الإسرائيلي يعترف بأنه ليست هناك استجابة جيدة لهذا التحدي حتى الآن”، لافتاً إلى أن حزب الله “يمتلك قدرات ضرب، خاصةً المسيّرات الصغيرة التي تطلق لمديات قصيرة”.