الجديد برس:
أكد “قائد المنطقة الوسطى وفرقة غزة سابقاً”، اللواء احتياط في جيش الاحتلال، غادي شمني، أن حزب الله “نجح في إدخال إسرائيل، منذ المرحلة الأولى، في حرب استنزاف لا نهاية لها”.
وفي مقابلة إذاعية، أضاف شمني أن اغتيال القائد طالب سامي عبد الله، “لا يشل حزب الله ولا يغير قدرات عمله”، مردفاً أن ما حدث بعد الاغتيال من هجمات وإطلاق نار دليل على أن “الجيش الإسرائيلي غير قادر على القيام بعملية تردع الحزب”.
وفي هذا السياق، شدّد شمني على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي “لم ينجح في خلق تهديد مهم لحزب الله لردعه، أو حتى تخفيف التهديد في الشمال قليلاً، الذي بات مهجوراً تماماً”.
وبالنسبة إلى جبهة الجنوب، قال المسؤول الإسرائيلي إن “كل الروايات عن انتصار قريب هي ليست روايات جدية، فرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يكذب لأن الجيش يخبره كل شيء بالضبط”، معرباً عن اعتقاده أن “إنهاء الحدث في الجنوب كان يجب أن يتحقق في مرحلة باكرة”.
وإذ أشار إلى تأكّل الردع الإسرائيلي بشكل كامل، فإنه أوضح أن ذلك له علاقة بأن “الجيش يُقاتل على جبهتي الشمال والجنوب، في وقتٍ هو غير قادر على استعادة ردعه، حتى لو رغب بذلك كثيراً، إذ إنه يجد صعوبة كبيرة في مواجهة أكثر من جبهة واحدة بصورة كبيرة”.
وأضاف شمني أن “إسرائيل تحولت إلى ما يشبه حقل رماية، فكل من يريد يطلق النار عليها”.
وفي ذات السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي في صحيفة “معاريف” العبرية، بن كسبيت، إنه “كان هناك اعتقاد سائد قبل عامين أن الجيش الإسرائيلي كبير وقوي ويمكنه مواجهة أي تحد، لكن الواقع أثبت أن تلك الاعتقادات خاطئة”.
كذلك، أكد رئيس “حزب العمل” يائير غولان أن “إسرائيل غير قادرة فعلاً الآن على بدء حرب طويلة إضافية في الشمال”.
يأتي ذلك فيما يكثف حزب الله من عملياته النوعية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلة، وذلك في إطار معركة “طوفان الأقصى”.
وقد تحدث موقع “ميدل إيست مونيتور”، عن الكارثة التي تتهدد “إسرائيل”، في حال مهاجمتها لبنان على نطاق واسع، وذلك في مقال للمؤرخ والمتخصص في العلاقات الدولية، سعيد ماركوس تينوريو.
وأكد الموقع أن “إسرائيل”، إلى جانب هزيمتها متعددة الأبعاد في قطاع غزة، تخسر الشمال، حيث يدمر حزب الله مواقعها العسكرية، وتم إجلاء أعداد كبيرة من المستوطنين، في حين “لا تكف آلة الدعاية الإسرائيلية عن اختراع الشعارات بهدف خداع العالم بشأن القوة العسكرية والمعنوية المفترضة لجيشها”.
إعلام إسرائيلي: الشمال يحترق والاحتفالات قُطعت
في سياق متصل، رفع تقرير في موقع “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلي الصوت عالياً ضد سياسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالنسبة للجبهة المشتعلة في الشمال، واصفاً إياها بأنها “غير مهتمة” بالوضع هناك.
وذكر التقرير أن “3500 دونماً احترقت بسبب الحرائق التي أشعلها أكثر من 200 صاروخ وقذيفة، لكن رؤساء المجالس المحلية في الشمال قالوا إن أي وزير لم يتحدث إليهم في العيد”.
وتساءل رئيس مجلس الجليل الأعلى “هل يهم هذا أحدا ما هناك؟” وخاطب الحكومة: “أطفئوا النار، لا تطفئوا أملنا.. في حيفا لا تغيير في التعليم، ولكن لا تعليم في ماروم هاغاليل”.
وأضاف التقرير: “أكثر من 200 صاروخ وقذيفة. حرائق في أماكن كثيرة. آلاف الدونمات اشتعلت فيها النيران. والخوف من أن هذا بعيد جداً عن الانتهاء”، مشيراً إلى أن “رد حزب الله على تصفية طالب عبد الله – الذي وُصف بـالقائد الأرفع الذي يُصفى منذ بدء الحرب – كان الأعنف في الأشهر الأخيرة، والتقدير هو أنه ليس نهاية هذا الرد”.
وتابع غيورا زالتس، رئيس مجلس الجليل الأعلى: “لقد كان يوم تصعيد، إطلاق نار متواصل، اختراق طائرات معادية”، بحسب إفادة لموقع “واينت” يوم الأربعاء، مضيفاً: “أركض مع أصدقائي بين الكيبوتسات التي بقي أعضاؤها هنا في هذا الوضع الذي لا يطاق، لأنه إذا لم ألتفت وأعتني بهم، فمن سيعتني بهم؟
وخاطب زالتس حكومة الاحتلال قائلاً: “نطلب من حكومة إسرائيل أن تطفئ الحريق، لا أن تطفئ أملنا”.
وبعد يوم من القصف المتواصل على مستوطنات المجلس – بما في ذلك أيضاً وقف احتفالات عيد الأسابيع أمس في كيبوتسات عمير ونؤوت مردخاي وغيرهما، حتى قبل التصفية في لبنان – اعتبر زالتس أنه “لا أحد في هذه الحكومة يهتم بنا فعلاً.. لا أحد من الوزراء وأعضاء الكنيست يتصل ولن يتصل.. عيد أسابيع الكيبوتسات التي بقي سكانها لأنه لم يتمّ إجلاؤهم بسبب المسافة، ولا أحد يتصل.. هل يهم هذا أحداً في الحكومة، هل يفهم أحد أي عيد مر علينا هنا؟”.
مجلس ماروم هاغاليل، الذي استُهدفت مستوطناته أيضاً على مدار يوم الأربعاء، وبعد تقدير الوضع مع جيش الاحتلال، قرر إلغاء التعليم هذا الصباح (الخميس)، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
“مشاعر العيد حلت مكانها مشاعر الخوف والقلق”، قال رئيس مجلس ماروم هاغاليل عميت سوفر؛ “ما يقرب من نصف صواريخ العدو أُطلق على ماروم هاغاليل، واندلعت حرائق في الكثير من الأماكن. نحن على تنسيق كامل مع الجيش، ونعتمد على الجيش الإسرائيلي لمعرفة كيفية التعامل مع التهديد الوجودي الذي يواجه شمالنا”.
وتابع بأن “مجمل أجهزة الطوارئ التابعة للمجلس، جنباً إلى جنب مع فصائل الاستنفار في المستوطنات، وقفت حتى الآن في مواجهة التحدي.. لكن أياماً معقدة تنتظرنا”.
وفي صحف عربية، زعمت مصادر أن “إسرائيل” تتوقع أن يهاجم حزب الله حيفا كجزء من الانتقام على التصفية، بينما أوضحت بلدية حيفا أنه “سيتم فتح الملاجئ العامة في حيفا تلقائياً عن طريق التشغيل عن بعد إذا لزم الأمر”.
وفي معالوت ترشيحا، حيث انطلقت صفارات الإنذار الليلة الماضية نحو الساعة 20:00، قالوا إنهم سيقدرون الوضع في الصباح.
كذلك في أفيفيم في الجليل الأعلى، اندلع حريق لمدة ساعتين تقريباً، بعد قصف من حزب الله في فترة ما بعد الظهر، وعرض الحريق مزرعة دجاج للخطر، وقد تم استدعاء فصائل استنفار من المستوطنات القريبة من أفيفيم للمساعدة.
وأحرقت الحرائق التي اندلعت يوم الأربعاء نحو 3,500 دونم في غابات بيريا وميرون وحدهما. ومنذ بداية الحرب، احترق نحو 16,000 دونم من غابات الشمال، بحسب الإعلام الإسرائيلي.