الجديد برس| رصد:
بعدَ ستة أشهر من إطلاق الولايات المتحدة لعملية عسكرية ضد اليمن أطلق عليها اسم “حارس الازدهار” وكانت تهدفُ لحماية السفن المرتبطة بإسرائيل من الهجمات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تدرك الولايات المتحدة بشكل أكثر وضوحا فشل هذه العملية في تحقيق الردع وتقليص القدرات اليمنية، بل وعودتها بنتائج عكسية، حَيثُ أدرجت السفن الحربية والتجارية الأمريكية ضمن أهداف صنعاء وتعرضت للعشرات من الهجمات.
وبالتزامن مع نشر وسائل إعلام أمريكية لتقارير مستندة إلى تصريحات ومعلومات رسمية حول تكاليف باهظة في النفقات التشغيلية وعلى الذخائر للعملية العسكرية في البحر الأحمر بما يجعلها غير مستدامة في مقابل إنجازات تكاد تكون صفرية وقدرات يمنية على شن هجمات مستدامة، ظهر المسؤولون الأمريكيون بتهديدات جديدة لليمن حَيثُ صرح كبير المتحدثين في البيت الأبيض منسق الاتصالات الاستراتيجية للأمن القومي جون كيربي، أن واشنطن وشركاءها سيعملون على محاسبة من وصفهم بالحوثيين على أفعالهم، وسيفرضون عقوبات على كيانات وشركات مرتبطة بهم.
وأعلنت الخزانة الأمريكية حزمة عقوبات جديدة على شخصيات وكيانات قالت إنها مرتبطة بتوفير المواد المتعلقة بصناعة الصواريخ إلى اليمن حَيثُ يتم التصنيع محليا، ورغم أن هذا يعد اعترافا بأن الأسلحة اليمنية تُصنع وتطور في الداخل اليمني، إلا أن العقوبات لم تفرض هذه المرة على كيانات إيرانية كما هي عادة الولايات المتحدة، وإنما على شركات صينية وشركات مرتبطة بها في المنطقة حسب زعم واشنطن.
في ذات السياق قالت سابرينا سينغ، نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون إن الحوثيين شنوا هجمات متهورة وهاجموا أَو هدّدوا البحرية الأمريكية أَو السفن التجارية الأُخرى أكثر من 190 مرة منذ 19 نوفمبر.
وأظهر وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن قلقه البالغ في اتصال مع نظيره السعوديّ فيصل بن فرحان مما وصفه بهجمات الحوثيين المتهورة المُستمرّة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وتأتي هذه التصريحات في سياق معركة وصفت بأنها الأكثر استدامة وشراسة تتعرض لها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، حَيثُ هناك هجمات في كُـلّ يوم وأحياناً في كُـلّ ساعة كما تتحدث تقارير لوكالة “أسوشيتد برس” وصحيفة “وول ستريت جورنال” نقلًا عن مسؤولين أمريكيين.
وقال وزير البحرية الأمريكية كارلوس ديل تورو للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي في مايو/أيار إن البحرية أنفقت ما لا يقل عن مليار دولار على الأسلحة للقتال في البحر الأحمر، لكن هذه لا تمثل كُـلّ التكلفة والتي تم تقديرها حتى نهاية فبراير الماضي ب1. 6 مليار دولار.
وقال السياسي الأمريكي رون بول إن عملية “حارس الازدهار ”الفاشلة“ عملية حارس الازدهار” الفاشلة ورصيف غزة العائم الكارثي ليسا سوى مثالين حديثين لمبادرات باهظة التكلفة، والتي، على الرغم من أنها بلا شك ساهمت في إثراء المقاولين العسكريين، إلا أنها كانت غير قادرة على تحقيق أهدافها المعلنة.
ووَفْقًا لجورجيو كافييرو الرئيس التنفيذي ومؤسّس شركة Gulf State Analytics، فإنه ليس من الواضح ما الذي يمكن للجهات الفاعلة الغربية والإقليمية فعله للتأثير على الحوثيين، الذين أثبتوا قدرتهم على العيش تحت ضغط مكثّـف من الغرب وبعض الدول العربية، لكن إيقاف الحرب في غزة هو أفضل مسار للعمل على إيقاف العمليات اليمنية.