الجديد برس:
رأت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أنه بعد أكثر من 8 أشهر على 7 أكتوبر، أصبح حزب الله التهديد الرئيسي لـ”إسرائيل”، مشيرةً إلى أنه “يحرق الشمال بصواريخه ويحتجز عشرات الآلاف من الإسرائيليين كرهائن خارج منازلهم”.
وفي مقالةٍ نشرتها الصحيفة بعنوان “من الشمال أتى الشر”، أقر المعلق العسكري رون بن يشاي بأنه “يجب القول بوضوح وبشكل لا لبس فيه أن إسرائيل لن تحقق حتى نصراً جزئياً في الحرب التي نحن في وسطها الآن، من دون مشاركة وانخراط من الولايات المتحدة”.
وبحسب الصحيفة، فإن الأمور انقلبت خلال الأشهر القليلة الماضية، وخصوصاً منذ الهجوم الإيراني في أبريل، حيث تحولت الحرب من حدث فلسطيني – إسرائيلي عنيف ومصيري إلى حرب إقليمية شاملة، ستكون لنتائجها آثار استراتيجية وأمنية وحتى وجودية على “إسرائيل” ومستوطنيها.
وتابعت الصحيفة بأنه “في الأشهر الأخيرة، أصبح حزب الله التهديد الرئيسي، ليس فقط لأنه أفرغ شمالي الجليل من سكانه وزرع الدمار والحرائق في هذه المنطقة، بل لأنه يحتجز أيضاً حوالي 50 ألف إسرائيلي كرهائن لا يستطيعون العودة إلى بيوتهم حتى يسمح لهم نصر الله بذلك”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الموازين انقلبت من الناحية العسكرية في الساحة الشمالية، حيث “بالكاد نجح الجيش الإسرائيلي حتى الآن في تحقيق أي هدف استراتيجي مهم”، مضيفةً “بالتأكيد ليس هدفاً من شأنه أن يدفع حزب الله إلى طلب وقف إطلاق النار”.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” رأت أنه خلافاً لتوقعات الجيش الإسرائيلي، فإن مشاهد الدمار والخراب في قطاع غزة لم تردع حزب الله والإيرانيين، والدليل على ذلك أنهم في الرد على كل ضربة من قبل “إسرائيل”، يصعدون من ردودهم النارية.
وأضافت الصحيفة بأن “حكام إيران الحذرين الذين يحسبون الأمور جيداً لم يرتدعوا عن هجوم قوي ومباشر بالصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل”.
وخلصت الصحيفة إلى أن المغزى الاستراتيجي واضح، وهو أنه إذا لم ترمم “إسرائيل” الردع ضد حزب الله وإيران، فستواجه في غضون سنوات قليلة هجمات متكررة تهدف إلى استنزافها عسكرياً، ونفسيا، والتسبب في انهيارها من الداخل.
ورأت الصحيفة أن على “إسرائيل” أن تغير أهداف الحرب، وألا تكتفي بـ”هزيمة حماس عسكرياً وتحرير المخطوفين كأهداف”، فـ”الشمال هو الرئيسي”، ساخرةً من الاكتفاء بعودة الوضع هناك إلى سابق عهده و”توقع أن تصدأ صواريخ حزب الله وطائراته المسيّرة بمرور الوقت”.
وشدّدت الصحيفة على أن الوضع الذي أنتجه حزب الله في الأشهر الأخيرة في الشمال يتطلب أيضاً تغييراً جوهرياً في أولويات “إسرائيل” الأمنية وأهداف الحرب، موضحةً أنه حتى إبعاد حزب الله عن الحدود لمسافة عشرة كيلومترات أو أكثر بقليل، لا يغير شيئاً من ناحية التهديد الاستراتيجي الذي تتعرض له “إسرائيل”.
وذهبت الصحيفة أبعد من ذلك، لتفترض أن اتفاقاً محلياً في جنوب لبنان لن يحل المشكلة، ولن يزيل تهديد حرب شاملة يشنها حزب الله على “إسرائيل”، ولو طبقت هذا الاتفاق بصرامة ومن دون تردد عند أي خرق من حزب الله، ولو أنشأت أيضاً نظام دفاع كثيف عند الحدود الشمالية.
ولفتت الصحيفة إلى أن حزب الله وإيران اكتسبا الثقة بالنفس والحافزية في الأشهر الأخيرة لمواصلة استنزاف “إسرائيل”، وإذا لم تجد “إسرائيل” حلاً لإيقافهما ومن معهما، بمساعدةٍ من الولايات المتحدة و”العناصر المعتدلة” في المنطقة، فسوف يكون محكوماً عليها قريباً بتجربة المزيد من الهجمات على غرار هجوم 7 أكتوبر.
وأكدت الصحيفة أن “إسرائيل” لا يمكنها وحدها أن تحقق نصراً استراتيجياً في الحرب متعددة الساحات التي تخوضها حالياً، وأن عليها استخدام علاقاتها وتنسيق تحركاتها لتحقيق هذه الغاية مع الولايات المتحدة والدول الموالية للغرب في المنطقة.
وتخيلت الصحيفة سيناريو السنوات المقبلة بحال لم تحسم اليوم كما يجب، متوقعةً أن يعاد بناء الشمال على أنقاض الحرب الحالية بشق الأنفس، ثم تضطر الجبهة الداخلية بعد عامين أو ثلاثة، إلى تلقي صليات هائلة من الصواريخ والطائرات المسيّرة لعدة أسابيع، وتكون صواريخ حزب الله قد أصبحت أكثر دقةً.
ورأت الصحيفة أنه من غير المرغوب فيه أن تدخل “إسرائيل” حرباً شاملة في الشمال من دون ضمان المساعدات الأمريكية من جميع الأنواع، مفصلةً ذلك بأنه لا يعني فقط “المساعدة السياسية واللوجستية”، بل أيضاً “المساعدة في اعتراض وابل الصواريخ والطائرات المسيّرة التي ستنزل علينا من إيران والأراضي اللبنانية”.