الأخبار المحلية عربي ودولي

حصيلة صادمة لعدد الوفيات في موسم الحج لهذه السنة.. وأغلبهم من دولة عربية

الجديد برس:

تجاوز عدد حالات الوفاة بين الحجاج هذا العام الألف حالة، وفقاً لحصيلة صادرة عن سلطات دول عربية وآسيوية، ودبلوماسيين، حيث أشار أحدهم إلى أن معظم الضحايا لا يحملون تصاريح للحج.

وقال دبلوماسي عربي لوكالة “فرانس برس”، إن 58 حالة وفاة إضافية سجلت بين الحجاج المصريين، مما يرفع عدد المتوفين المصريين إلى 658 على الأقل، بينهم 630 لا يحملون تصاريح للحج.

وأضاف الدبلوماسي أن المسؤولين المصريين في السعودية تلقوا “1400 بلاغ عن مفقودين حتى الآن”، مشيراً إلى أن هذا العدد يشمل عدد الوفيات المذكور سابقاً.

ووفقاً لوسائل إعلام مصرية، ارتفعت حصيلة الوفيات بين الحجاج المصريين خلال موسم الحج هذا العام إلى 922 على الأقل، حيث لم يتم توضيح أسباب الوفاة في معظم الحالات.

ووفقاً لحصيلة جمعتها وكالة “فرانس برس”، من بيانات رسمية صادرة عن حوالي عشر دول أو دبلوماسيين منخرطين في عمليات البحث عن الضحايا، بلغ عدد الوفيات في موسم الحج هذا العام 1081 حالة.

وتشمل الحصيلة 658 مصرياً، و183 إندونيسياً، و68 هندياً، و60 أردنياً، و35 تونسياً، و13 من كردستان العراق، و11 إيرانياً، وثلاثة سنغاليين، و35 باكستانياً، و14 ماليزياً، وسودانياً واحداً.

يُذكر أنه أنه كل عام يؤدي عشرات آلاف الحجاج الفريضة بدون تصاريح، بسبب وجود حصة محددة لكل دولة وارتفاع تكاليف الحصول على التصاريح.

وكانت السلطات السعودية قد أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر، أنها طردت مئات الآلاف من الحجاج غير المسجلين، لكن يبدو أن عدداً كبيراً منهم قد شارك في المناسك التي بدأت الجمعة، في ظروف صعبة.

وقال الدبلوماسي العربي لوكالة “فرانس برس”، إن “الناس واجهوا صعوبات بسبب المطاردات قبل يوم عرفة (السبت)، وقد أُنهكت قواهم”.

ويواجه الحجاج الحاملون للتصاريح أيضاً العديد من المخاطر، مثل المصرية حورية أحمد عبد الله شريف، البالغة من العمر 70 عاماً، والتي فُقد أثرها السبت. وبعد الصلاة على جبل عرفة، قالت لصديقتها إنها تريد الذهاب إلى الحمام العام لتنظيف عباءتها، لكنها لم تعد أبداً.

وقالت صديقتها، دون الكشف عن اسمها، لوكالة “فرانس برس”: “بدأنا بالبحث عنها داخل الحمامات ولم نعثر عليها أبداً. لم نجدها حتى هذه اللحظة. قصدنا الشرطة والمستشفيات ولا أثر لها”.

وأضافت: “نعرف الكثير من الناس الذين يبحثون عن أهاليهم وأقاربهم وليسوا قادرين على العثور عليهم. وإذا عثروا عليهم، يكونون بين الأموات”.

ولم تعطِ السلطات السعودية أي معلومات عن الوفيات، إلا أنها أعلنت تسجيل “2764 حالة إصابة بالإجهاد الحراري” يوم الأحد فقط.

وحتى اللحظة، يواصل أقرباء الحجاج من جنسيات مختلفة البحث عن ذويهم الذين فُقدوا أثناء أداء الفريضة الخامسة في الإسلام، في المستشفيات السعودية، وينشرون مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي سعياً للحصول على أي معلومات عن أحبائهم، فيما يسيطر عليهم خوف شديد من الأسوأ مع تزايد أعداد القتلى.

وقال رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن هناك خلية عمل لمتابعة وإدارة أزمة وفيات الحجاج المصريين، بناءً على تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقررت الحكومة المصرية، الخميس، اتخاذ عدد من القرارات الخاصة بأزمة الحجاج المصريين المتوفين في الأراضي المقدسة، أبرزها تشكيل خلية عمل لمتابعة وإدارة الأزمة، وتقديم الدعم والمساندة لأسر المتوفين، ودراسة أسباب ما حدث والعمل على عدم تكرارها، فيما تم فتح تحقيق مع الشركات التي رتبت سفر الحجاج المتوفين بعيداً عن الأطر النظامية.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تقارير عن الوفيات بين صفوف الحجاج المصريين هذا العام، مما أثار تفاعلاً واسعاً، وامتلأت منصات التواصل الاجتماعي بصور ولقطات مصورة للوفيات والإصابات بين الحجاج المصريين خلال أداء مناسك الحج. وطالب أحد أعضاء مجلس النواب المصريين بسرعة تشكيل لجنة تقصي حقائق من الجهات المعنية للوقوف على حقيقة ارتفاع الوفيات بين الحجاج المصريين هذا العام، فضلاً عن ارتفاع أعداد المفقودين في موسم الحج.

في السياق ذاته، كشفت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، سها جندي، أن الوزارة استقبلت العديد من استغاثات الأهالي، ولاحظت ارتفاعاً كبيراً في أعداد الوفيات والمفقودين، وخصوصاً بين كبار السن، وكذلك ارتفاع أعداد المفقودين خلال أدائهم مناسك الحج في المملكة العربية السعودية وانقطاع الاتصال بذويهم في مصر.

وانتشرت فيديوهات لمشاهد صادمة تحتوي على جثث لحجاج ملقاة على قارعة الطريق، مما أثار غضباً على مواقع التواصل الاجتماعي وتساؤلات حول الأسباب والخدمات الصحية المقدمة للحجاج الذين اقترب عددهم من مليوني شخص هذا العام.

وخيم الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والعالم العربي، وأثار عدد الوفيات الكبير ردود فعل واسعة في أوساط المجتمع المصري، حيث عبر الكثيرون عن استيائهم وتساؤلاتهم حول أسباب وقوع أكثر من نصف الوفيات بين الحجاج المصريين وحدهم.

وجاء هذا الارتفاع المفاجئ في عدد الوفيات وسط تقارير إعلامية تفيد بأن قوات الأمن السعودية ضبطت أكثر من 300 ألف شخص غير مسجلين لأداء الحج، وأكثر من نصفهم جاؤوا بتأشيرات سياحية بدلاً من تأشيرات الحج الرسمية. وتشير التقارير إلى أن هناك أسباباً أخرى تتعلق بسوء التنظيم والإدارة، بحسب ما رصده نشطاء وحجاج على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار تساؤلات حول مدى فعالية التنظيم والإدارة من جانب السلطات السعودية المعنية بتوفير الإرشادات والخدمات للحجاج.

النظام السعودي ليس جديراً بخدمة الحج

وفي هذا السياق، توجه قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، بالعزاء والمواساة للشعبين المصري والإندونيسي، وكل الشعوب التي كان لها ضحايا في موسم الحج لهذا العام نتيجة تقصير وإهمال النظام السعودي.

وقال الحوثي، في خطابه الأسبوعي المتلفز، إن “النظام السعودي يبتز حجاج بيت الله بالأموال الطائلة تحت عنوان تقديم الخدمات، ثم يصل به الإهمال المتعمد إلى التسبب بالضحايا بالمئات”.

وأضاف أن “النظام السعودي اتجه في اهتمامه بحفلات المجون والخلاعة، في مقابل تراجع اهتمامه بحجاج بيت الله الحرام”.

وأكد الحوثي أن “النظام السعودي ليس جديراً بخدمة الحج وتحقيق مقاصده القرآنية والإسلامية العظيمة”.

وأضاف أن “هناك دور عظيم للحج والعمرة ودور أساسي لبيت الله الحرام، ولا يمتلك النظام السعودي الجدارة للإشراف عليه وتفعيله في واقع المسلمين”.

وتابع الحوثي أن “سقف النظام السعودي سياسياً خاضع للإرادة الأمريكية، والتودد للعدو الإسرائيلي والتحالف مع أعداء المسلمين”.