الجديد برس:
أكد محمد عبد السلام، رئيس وفد صنعاء المفاوض والناطق الرسمي باسم حركة أنصار الله، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى زج السعودية في معركة تُشغل اليمن عن نصرة غزة.
وأوضح عبد السلام خلال مقابلة مع قناة “الميادين” مساء الخميس، أن الاتفاق تم تجميده منذ بدء عملية طوفان الأقصى، محذراً السعودية من شن أي عدوان جديد على اليمن، كما أشار الى أن واشنطن تسعى إلى زج السعودية في معركة تشغل اليمن عن نصرة غزة.
وقال عبد السلام إن هذا الاتفاق مع السعودية “كان جاهزاً قبل طوفان الأقصى”، ولكن بسبب “العدوان الإسرائيلي والإجراءات التي تلته ورد الفعل، أمريكياً وغربياً”، تم تجميد الاتفاق دون إلغائه.
وأضاف أن الطرف السعودي “ما زال يؤكد تمسكه بخريطة الطريق، لكن هي في حالة من الركود”، بينما “لا يريد اليمن أن يكون هناك ركود وتراجع إلى الوراء بشأنها”، مشيراً أن “اليمن على تواصل مع الإخوة في السعودية حتى هذه اللحظة عبر الإخوة في سلطنة عُمان”.
وفي هذا الإطار، نصح عبد السلام السعودية، بألا تكون بديلاً من الولايات المتحدة و”إسرائيل” في عدوان جديد على اليمن.
وأوضح أن “الأمريكيين والبريطانيين يتمنون أن يزج بالسعودي والإماراتي ومن معهما في معركة من أجل إشغال الموقف اليمني”، متمنياً “ألا ينزلق السعودي مجدداً لتنفيذ إجراءات اقتصادية أو عقاب على الشعب اليمني خدمةً لإسرائيل”.
وأضاف أن “اليمن لا يريد أن يكون هناك ركود وتراجع، في وقتٍ أصبح هناك تراجع عملي وفعلي حتى عن الهدنة وخفض التصعيد، وهو ما لا نريد الوصول إليه”.
وأشار إلى أن “النظام السعودي قام بتعيين بديل من عبد ربه منصور هادي، من دون أن ينتخبه يمني واحد، ومن دون أي مرجعية”.
وفي السياق، لفت عبد السلام إلى أن “هذه الإجراءات اليوم عطلت جزءاً من الرحلات في مطار صنعاء”، متوجهاً إلى السعوديين بالقول: “إذا كنتم متمسكين بخريطة الطريق والهدنة وخفض التصعيد، فيجب على الأقل أن نستمر” في تنفيذها.
كما أشار الناطق باسم حركة أنصار الله إلى أنه تم تشكيل غرف عمليات مشتركة لجبهات الإسناد لغزة في عملية طوفان الأقصى.
وأكد محمد عبد السلام، أن “الشعب اليمني ساهم، عبر موقف صريح وواضح، في إسناد قطاع غزة، انطلاقاً من انتمائه، دينياً وأخلاقياً”، مشدداً على أن “العملية حققت أهدافها في كل المستويات”.
وأوضح عبد السلام أن العملية اليمنية “حققت أهدافاً كبيرة، عبر إشغال الموقف الغربي، وخصوصاً (الموقفين) الأمريكي والبريطاني”.
وأشار إلى أن “العملية اليمنية حققت هدفاً مهماً، هو إزالة الطائفية الـمقيتة” في اليمن، بعد أن “حاولت إسرائيل والولايات المتحدة، طوال عقود، عبر بعض الدول المنبطحة والمطبعة، تقديم الصراع على أنه عربي – فارسي”.
وشدّد على أن “الموقف اليمني جاء ليجسد المعنى الحقيقي لتقديم القضية الفلسطينية على موقفنا” على رغم الوضع الصعب الذي بعيشه اليمنيون.
وأضاف أن “الشعب اليمني والقادة يدركون أن هذا الموقف الكبير يتطلب أن يكون هناك وقفة مهما كان هناك من ألم”، مؤكداً، في هذا السياق، أن “اليمن يمثل حجة على سائر الأنظمة، التي في أيديها الحصار والعقاب الاقتصادي ووسائل كثيرة لم تقم بها”.
وفيما يخص العمليات العسكرية الأمريكية والبريطانية، قال عبد السلام إنها “جاءت من أجل حماية إسرائيل، ولم تأتِ من أجل استقرار اليمن، نتيجة الموقف اليمني الواضح والمؤثر تجاه السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى إسرائيل”.
وأضاف أن “الأهداف، التي يضربها العدوان في بعض المناطق، كانت ضُربت عشرات المرات في العدوان السابق”، لافتاً إلى أن “هؤلاء سيفشلون كما فشلوا في غزة”.
وأكد عبد السلام “وجود التفاف شعبي كبير، مثل الذي جرى في إبان العدوان على اليمن، أدى إلى حالة من التحفيز”، مضيفاً أن “اليمن لديه قيادة حكيمة وشعب عظيم معروف عبر التاريخ في مواجهة المعتدين أياً كانوا”.
وأشار إلى أن “إمكانات اليمن أصبحت واضحة، فالعمليات المؤثرة تثبت أن هناك قدرات فنية ونوعية وتطوراً كبيراً للقدرات العسكرية، على الرغم من الحصار والاستهداف”، لافتاً إلى أن “هناك جنرالات غربيين يتحدثون عن الرعب الذي أصابهم، وهم في أعالي البحار”.
وقال إن “اليمن حقق اليوم ما كان من المستحيلات، واستفاد من تجارب بعض دول المحور في التصنيع والتأهيل”، بحيث أصبح تصنيع المسيرات في اليمن “متقدماً جداً”، وهناك تقدم في صناعة الصواريخ البالستية والقدرات الفنية واللوجستية والاستخبارية.
وفي هذا السياق، تحدث عبد السلام عن “حزمة من الضغوط التي واجهها اليمن، نتيجة موقفه تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني”، قائلاً إنها “كانت كبيرة وكثيرة جداً”.
وكشف عبد السلام أن “اليمن تلقى رسائل من الولايات المتحدة، عبر بعض الوسطاء، مفادها أنها لا تريد توسعة الصراع، ولا تريد أي إسناد يمني لغزة”، لكن رد قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، كان أن “من يحرص على عدم توسعة الصراع فعليه إيقاف العدوان الصهيوني”.
ولفت إلى “حدوث نوع من العروض عبر السماح للتفاهمات اليمنية – السعودية بالاستمرار، في مقابل أن يتوقف دعم اليمن لغزة”، غير أن اليمن رفض رفضاً قاطعاً أن “يُربط أي موقف له بأي مكان آخر، ورفض أن يجري الابتزاز أو الضغط عليه عبر طرح ملف آخر”.
وتطرق عبد السلام إلى “تهديدات وصلت إلى اليمن بفرض قيود اقتصادية، قبل وقف عمل البنوك بأشهر، بعد فشل العمليات العسكرية”.
وأكد “أننا لا يمكن أن نتوقف عن موقفنا، إلا بعد توقف العدوان على غزة، إذ إننا جاهزون لوقف عملياتنا الخاصة إذا توقف العدوان الإجرامي بحق الشعب الفلسطيني”.
وشدّد على أن “ما يقرره الإخوة في فلسطين وقادة المقاومة بشأن أي اتفاق أو تعليق أو هدنة للعمليات العسكرية، فإن اليمن سيلتزمه”، إذ إن “الموقف اليمني هو موقف إسناد لـغزة، وردة فعل على العدوان الإسرائيلي، الذي تجاوزت بشاعته كل القوانين الأخلاقية والإنسانية”.
ورداً على الادعاءات، التي تفيد بأن صنعاء تتقاضى أموالاً لقاء مرور السفن، أكد عبد السلام أن ذلك الكلام “سخيف وساقطـ، فلو كان صحيحاً لما أُصيبت موانئ إسرائيل بالشلل”.
وأضاف عبد السلام أن “هذه الدعاية تسقط أمام العمليات العسكرية والأساطيل الأمريكية، والحقيقة التي يشاهدها الجميع”.
وأكد أن “العمليات اليمنية أثبتت أن هناك محوراً للمقاومة يقول ويفعل”، وأنه “محور حقيقي ينتفض ويتحرك عندما يلزم الأمر”.
وشدّد على أن “التعاون بين جبهات الإسناد هدفه زيادة الضغط على الاحتلال، ومن غير المستبعد أن يكون هناك عمليات مشتركة”، مؤكداً أن “محور المقاومة أصبح في أكثر المراحل تطوراً وتشكلاً ليكون محوراً قوياً ومؤثراً”.
وفيما يخص استهداف متهمين بالتجسس في اليمن واعتقالهم، أوضح عبد السلام أن ذلك “لا يكون على خلفية أنهم موظفون في الأمم المتحدة أو أي سفارة”.
وأكد عبد السلام أن الاعتقالات “لها دوافع أمنية فحسب، فبعض ضعاف النفوس، ممن يشتغلون في المنظمات، يقدم معلومات إلى أجهزة خارجية”، مضيفاً أن “من تثبت براءته من الموقوفين يتم إطلاق سراحه فوراً”.