الأخبار المحلية تقارير

“إسرائيل” قلقة.. صحيفة “جيروزاليم بوست” تؤكد تصاعد هجمات الحوثيين وسط فشل أمريكي بريطاني ذريع بالتصدي لها

الجديد برس:

قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إن المجتمع الدولي والولايات المتحدة وبريطانيا فشلوا جميعاً في التزاماتهم بوقف هجمات الحوثيين البحرية ضد الملاحة الإسرائيلية والسفن الأمريكية والبريطانية.

وأكدت الصحيفة، في تحليل نشرته منتصف يونيو الجاري، بعنوان: “غرق السفن في البحر الأحمر: فشل المجتمع الدولي”، أن الهجمات الناجحة التي شنها الحوثيون على سفينتين في البحر الأحمر، توضح كيف فشل المجتمع الدولي تماماً في التزاماته.

واستعرض التحليل الهجومين اللذين شنهما الحوثيون في الثالث عشر والرابع عشر من يونيو الجاري، ضد سفينتي توتور- التي غرقت في البحر الأحمر بعد استهدافها بزورق مسيّر، ثم صعد المقاتلون الحوثيون على متنها وفخخوها من الداخل، ما أدى إلى غرقها- و”فيربينا”، التي اشتعلت فيها الحرائق ولم يتمكن أحد من إطفائها بعد ما استهدفها الحوثيون، مشيراً إلى أن السفينتين تعرضتا للهجوم مرتين واضطر طاقمهما إلى مغادرتهما.

التحليل أكد أنه لا يوجد مكان آخر في العالم يشهد هذا النوع مما وصفه بـ”الفوضى الهوبزية في الشرق الأوسط”.

كما تطرق إلى أن حركة حماس بَنَتْ مئات الكيلومترات من الأنفاق وخزنت أسلحة أكثر من معظم الدول، وأطلقت آلاف الصواريخ على إسرائيل، مضيفاً أن حزب الله انضم إلى الحرب في 8 أكتوبر، وأطلق آلاف الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات والطائرات المسيَّرة على إسرائيل، منتقداً الأمم المتحدة لأنها لم تُدِن هذه الهجمات التي قال إنها لا نهاية لها، موضحاً أن كل ذلك دفع بالحوثيين في اليمن إلى البدء في مهاجمة السفن، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن الحرب التي بدأت في أكتوبر ونوفمبر، شهدت مدّاً وجزراً فيما يتعلق بـ”نجاح” الحوثيين في ضرب السفن”، موضحاً أن الولايات المتحدة دخلت في شراكة مع المملكة المتحدة ودول أخرى لمحاولة حماية الشحن. ومع ذلك فمن الواضح أن الولايات المتحدة استقرت الآن على الروتين نفسه الذي استقرت عليه إسرائيل مع حزب الله، حيث نفذت القيادة المركزية الأمريكية، وهي القيادة الميدانية لتأمين البحر الأحمر وممرات الشحن، بعض الضربات مع القوات الشريكة على الحوثيين. ومع ذلك يواصل الحوثيون هجماتهم. مرجعاً ذلك إلى أن “الرد” صغير لا يضر بقدرات الحوثيين.

وذكر التحليل أن هجمات الحوثيين على السفن تتزايد ولا يوجد حل يطرحه المجتمع الدولي لوقفها. مؤكداً أن هذا يوضح مدى عجز المجتمع الدولي فيما يتعلق بحماية الشحن. كما أنه ليس تطوراً إيجابياً وسط التوترات بين إسرائيل وحزب الله.

وأشار إلى أن هناك مخاوف طرحتها الكثير من الدول والمنظمات الدولية بشأن احتمال نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله، موضحاً أن هذه المخاوف توضح كيف أنه لا توجد محاولة حقيقية لوقف هجمات حزب الله، وأضاف أن ما يحدث هو هجمات ضد إسرائيل من لبنان إلى اليمن، على مدى قوس يبلغ آلاف الكيلومترات، متهماً إيران بأنها تدفع بوكلاء لإطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل ومهاجمة السفن.

وأوضح التحليل مدى ما تتعرض له إسرائيل من هجمات عجزت عن مواجهتها، بقوله إنه “في عالم ينجح فيه النظام الدولي القائم على القواعد، سيواجه حزب الله والحوثيون ردة فعل. اليوم وكلاء إيران يفعلون ما يريدون في المقام الأول، وإسرائيل تعاني وطواقم السفن التجارية تعاني. ويشكل الهجوم الأخير على سفينتين ضربة قوية للشحن وسيؤدي إلى تآكل الثقة في قدرة الولايات المتحدة ودول أخرى على تأمين ممرات الشحن”.

كما أبدى التحليل أيضاً مخاوف من استغلال روسيا لضعف الولايات المتحدة وبريطانيا في المنطقة العربية، مشيراً إلى ما نشرته وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”- في 15 يونيو الجاري- من تقارير أوضحت أن “سفينتين حربيتين من الأسطول الروسي في المحيط الهادي ستشاركان في مناورات بحرية مشتركة مع البحرية المصرية في البحر الأبيض المتوسط”، مؤكداً أن ذلك يكشف كيف يمكن لروسيا أن تستغل هذا الوضع.

*YNP / إبراهيم القانص