الجديد برس
الحقيقة / كتب / سليمان ناجي آغـــا
تحالف العدوان السعودي الأمريكي بات يدرك أن قوته العسكرية بأسلحته الفتاكة والمدمرة والمحرمة دولياً لن تستطيع أن ترغم هذا الشعب، ولن تكسِر فيه روح الإرادة، ولن تهزِمه ولن تُركِعه، ولن تقتِل فيه روح التحدي ولا جبروت التصدي، وإن اليمنيون باتت لديهم قوة قادرة على المبادأة والمهاجمة، والقتال الموجع، والمباغتة الصادمة، وها هو يفاجئ قوى العدوان والاحتلال ومرتزقتهم في مختلف الجبهات بالبسالة والشجاعة ويمرغون انوف الغزاة والمرتزقة في التراب .. في الجبهات الحدودية يخرج إليه من جوف الأرض، عملاقًا لا يخاف، شبحًا لا يُرى، ومارِدًا لا يُهزَم، يُهاجِم ويُطلِق النار، ويقتُل، ويقتحم المواقع ويسيطر على مدن ويعود أدراجه سليمًا معافى، ومن بقي منهم في أرض الميدان فهو شهيدٌ سقط في قمة المواجهة
أثبت التاريخ البشري دومًا، أن الشعوب التي لديها قضبة عادلة أقوى من الدول مهما كان عدتها وعتادها ، وأنها أبقى من الممالك، وأثبت من الانظمة الظالمة ،والتحالفات الإجرامية وأقدر على الصمود من الملوك والحكام، وأخلص للأوطان منهم، وأصدق في الدفاع عنها من بطائنهم، وأنهم الذين يبدلون حكامهم، ويُغيِّرون قيادتهم، ويُبايعون ولاة الأمر، وأنهم أقوى منهم وإن امتلكوا الجيوش، وأشد مراسًا منهم وإن كانوا يملكون أنظمة وشرطة ومؤسساتٍ ووسائل قمعٍ وتعذيبٍ وترهيب وتحالف جيوش وتجنيد تنظيمات متطرفة ومرتزقة .
وأكدت سيرُ الشعوب، ومسيرات الثورات، وانتفاضات الأمم، قديمًا وحديثًا، أن العين دومًا تنتصِر على المخرز، وأن الإرادة تنتصِر على القوة، وتُرغِمها على ما تريد، وتُخضِعها إلى ما تتمنى، وأن الشعوب المقهورة تنتصِر على قاهرها، وتنتقِم من قاتلها، وأن المحتل والغازي دائمًا يرحل ويغادر، ويتخلى عن آماله وطموحاته، ويُفكِّك ما بناه في الأرض وعمَّره، ويترك كل ما ظنَ أنه باقٍ له ومخلَّدٌ فيه .او تتحول احلامه وطموحاته ومشاريعه إلى سراب
والتاريخ على هذا خيرُ شاهدٍ ودليل، ويملك على ذلك النتائج والبراهين، التي لا تُنكِرها عينٌ، ولا يتجاهلها عقلٌ ولا منطقٌ، ومنها يتعلَّم البشر، ويستفيد المقاومون، لتُصبِح بعد ذلك سُنةً وقانونًا، وناموسًا ونظامًا، لا تختلف ولا تتغيَّر، ولا تتخلَّف ولا تتبدَّل، وإن تَغيَّر المستعمرون، وتدافعت الشعوب، وتبدَّلت الأجيال.
وللأمريكيين نذكرهم بتأريخهم فما نفعمكم حرقُ بيوت الصفيح في فيتنام، ولا إشعالُ النار في الحقول والأجران، ولا دكُ البلاد وعامة الناس بآلاف الأطنان من المتفجرات، وللفرنسيين نقول وما مكَّن الفرنسيين في الجزائر طولُ البقاء، ولا دموية الاستعمار، ولا ملايين الشهداء الذين قتلوهم، ولا بشاعةُ وفُحش المعاملة التي لاقوهم بها، ولا أبقى جبروت العنصريين في جنوب أفريقيا حكمُهم، وما استطاعت قوتهم في الأرض البقاء، ولا تمكَّنت حداثة أسلحتهم من تركيع الشعب،
كذا هي إرادة الشعوب في كل مكان، تنتصِر على الطغاة والمحتلين ، وتثور على البغي والعدوان، وتنهض عملاقًا في ساحات الوغى وميادين القتال، وإن ظن العدو أنها ضعيفة ومهيضة الجناح، فإنها تقف أمامه جبارةً لا تلين، وعزيزةً لا تخضع، وقويةً لا تقهر، والتاريخ يحفظ الثائرين، ويُقدِّر المقاتلين، ويحيي ذكرى الشهداء والمضحين، ويُدرِّس سير الأبطال والمغاوير، ولكنه ينسى جنرالات الحرب، وقادة الاحتلال، وضباط الاستعمار، وعناصر الأجرام والقاعدة وداعش والمرتزقة لا إذا أراد أن يحاكمهم وينتقم منهم، ويحاسبهم ويقتص منهم.
وإن اليمن شعب أصيلٌ وعريق، ومجاهدٌ ومقاتل، وصابرٌ وجسور، وسينتصِر على الطغاة والمجرمين وسيهزِم الغزاة والمحتلين ، وسيقتِل من قتل أبناءه، وسيتفوق على قوى الغزو والاحتلال والمرتزقة أيًا كانت قوتهم، ومهما بلغ بغيهم وعدوانهم، ولن تُضعِفهم قوة العدوان ولا آلة بطشهم البشعة، ولن تعمي عيونه الاسلحة الفسفورية ولا غازات صواريخهم وقذائفهم ،و لا اسلحتهم المحرمة دولياً وستكون عيونه أقوى من مخارزهم، وأصلب منها في المواجهة والثبات.
اللجان الشعبية والجيش مُسلَّحةٌ تسليحًا عاليًا، وتملك وسائل قتالية حديثة، فبندقيتهم سريعة الطلقات لا تتعثَّر ولا تضطرب، وصواريخهم بعيد المدى يُصيب ولا يُخطئ، ومكامنهم كثيرة، واهدافهم محددة ومفاجأتهم أكثر مما يحفظها أو يعتاد عليها تحالف العدوان السعودي الأمريكي ورجالهم كأسود الوغى، بات مظهرهم يُخيف العدو ومرتزقته ، وشكلهم يُرعِبه، وسلاحهم الذي يُزيِّن صدورهم يرهبه وصرختهم تقض مضاجعه يتأهبون لمواجهة قوى الغزو والاحتلال وعناصرهم الإجرامية من تنظيم القاعدة وداعش ويترقبون توغُّلهم، وينتظرون تورُّطهم، وسيكون لهم معهم صولاتٌ وجولاتٌ، وقد شعر العدو ببواكيرها، وأيقن بخواتيمها، بعد أن العمليات النوعية للجيش واللجان الشعبية في استهدافهم في صافر وباب المندب والطوال والعند وكل جبهات القتال
كما لقنهم دروساً في عقر دارهم وسطر البطولات والتضحيات وحقق الانتصارات الأسطورية فسيطر على الربوعة في عسير والخوبة في نجران واصبحت في قبضة الجيش واللجان
اليمنيون يقولون للجان الشعبية والجيش رغم الجراح والآلام، والضحايا والشهداء، والتدمير والخراب، إِيَّاكم أن تُسلِّموا بقوة العدو، ولا تَجنبوا عن ملاقاته، ولا تتأخروا عن قتاله، فنحن بإذن الله أقوى منه، وهو يخاف من الموت، ويترقّب القتل، ويتحسِب من الأَسر، ونحن معكم وإلى جانبكم، نصبر معكم، ونتحمَّل المعاناة من أجل هدفٍ أكبر، وغايةٍ أعظم، وإن الله ناصرنا، وهو معنا يؤيدنا ويكفلنا.