الجديد برس:
كشف عضو وفد صنعاء المفاوض، عبد الملك العجري، عن تفاصيل مهمة حول عرقلة الولايات المتحدة لخارطة الطريق المتفق عليها بين صنعاء والرياض، إضافة إلى موقف صنعاء خلال الفترة الماضية وصولاً إلى التطورات الأخيرة المرتبطة بقرارات البنك المركزي في عدن.
وفي منشور على منصة “إكس”، أشار العجري إلى أن “قُبيل طوفان 7 أكتوبر، كنا بصدد الخطوات الأخيرة لإعلان خارطة الطريق بين حكومة صنعاء والرياض ومن معها رسمياً عبر الأمم المتحدة”. وأضاف: “جاء طوفان الأقصى وما تلاه من عمليات إسناد في البحر الأحمر، فعملت أمريكا على عرقلة إعلان خارطة الطريق كجزء من عملياتها العقابية ضد المساندة اليمنية لغزة”.
وأكد العجري أن صنعاء كانت مستعدة لتجاوز الفيتو الأمريكي، لكنها اصطدمت باستجابة السعودية للضغوط الأمريكية. وقال: “كنا مستعدين وجاهزين لتجاوز الفيتو الأمريكي كونها ليست طرفاً فيها، لكن للأسف استجابة السعودية للضغوط الأمريكية لم تساعد على ذلك”.
وأوضح أن صنعاء فضلت الانتظار خلال الفترة الماضية حتى تضع حرب غزة أوزارها، كون “الأمور كانت لا زالت إلى حدٍ ما مقبولة وفي حدود الاحتمال”.
وتابع العجري قائلاً: “مع تصاعد المواجهة بين الجيش اليمني والقوات الأمريكية والبريطانية، تقاطعت المصالح الأمريكية والسعودية وحكومة المرتزقة على استغلال ما اعتقدوه فرصة للفتك بحكومة صنعاء وإرغامها على تقديم مزيد من التنازلات، سواء في البحر الأحمر بالنسبة لأمريكا أو بالإنقلاب على خارطة الطريق، بل وكانوا يتحدثون علناً بأن هذه أفضل فرصة لهزيمة صنعاء”.
وأكد العجري أنه “على هذا الأساس جاءت قرارات التصعيد الأخيرة التي أعلنها بنك عدن، وإيقاف الرحلة اليتيمة من مطار صنعاء بدفع أمريكي وسعودي، وكانت هذه خطوة تصعيد خطيرة جداً، فهي ليست مجرد انقلاب على خارطة الطريق وعلى التفاهمات السابقة بين صنعاء والرياض”.
وأضاف: “فتحالف العدوان كان قد أغلق كل المنافذ المالية والاقتصادية الرسمية على صنعاء منذ بداية العدوان، ولم يبقَ من متنفس لما يزيد عن 25 مليون إنسان غير منافذ القطاع الخاص، ولم يحسبوا أنهم بهذه الخطوة المجنونة لا يتركون أي مجال للمناورة، ومن شأنها أن تذهب بالأمور مباشرة إلى الحرب، لأنها تضع حياة أكثر من ٢٥ مليوناً على المحك، وحياتهم مهمة أهم من كل شيء، أهم من أمريكا وأهم من إسرائيل وأهم من رؤية ٢٠٣٠ وأهم من حكومة المرتزقة”.
واختتم العجري منشوره بالقول: “من أجل الشعب اليمني، نحن جاهزون لأن نذهب لأقسى الخيارات كما تحدث السيد القائد في خطابه الأخير”.
وتؤكد هذه التصريحات صحة التقارير السابقة حول تدخل الولايات المتحدة لعرقلة التوقيع على خارطة الطريق المتفق عليها بين السعودية وحكومة صنعاء، من أجل الضغط على الأخيرة لوقف عملياتها ضد السفن المرتبطة بـ”إسرائيل”، وكذلك وقوفها وراء قرارات البنك المركزي في عدن.
في السياق نفسه، وجه قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي مؤخراً تهديدات غير مسبوقة للسعودية، متوعداً بالرد بالمثل على قرار نقل البنوك وإغلاق مطار صنعاء، ومهدداً باستهداف البنوك والمطارات والموانئ السعودية.