الجديد برس:
أعرب الصحافي والكاتب البرازيلي، بيبي إسكوبار، عن إعجابه بالتطورات الاستراتيجية العسكرية الهائلة التي حققتها قوات صنعاء، وخاصة في البحر الأحمر، حيث استهدفت السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الدور المتنامي لليمن في “محور المقاومة في غرب آسيا” قد اتخذ أبعاداً جديدة، مما جذب انتباه العالم.
وقال إسكوبار، في مقال تفصيلي تحت عنوان “لغز اليمن وروسيا” نشره “موقع المهد The Cradle”: “إن المناورات الاستراتيجية المتميزة التي تقوم بها اليمن في الدفاع عن فلسطين انطلاقاً من دورها المتنامي بشكل كبير في محور المقاومة في غرب آسيا، تأخذ الآن ملامح جديدة تحظى باهتمام واسع من قبل الأغلبية العالمية”، مضيفاً: “وكأن الإذلال غير المسبوق للبحرية الأمريكية في باب المندب والبحر الأحمر لم يكن كافياً، فقد استهدفت أنصار الله سفينة إسرائيلية بصاروخ حاطم-2 الأسرع من الصوت، في تقدم ملحوظ في التطور التكنولوجي المحلي”.
وتابع قائلاً: إن هذه التطورات الاستراتيجية العسكرية الهائلة التي حققها أنصار الله أعادت في الوقت نفسه إحياء الحرب غير المنتهية والحصار الذي فرضته السعودية والإمارات على اليمن في عام 2015 بدعم من أمريكا وبريطانيا، لافتاً إلى أن الرياض تكره المقاومة اليمنية كما تكره الطاعون، وبدلاً من صنعاء عاصمة اليمن المعترف بها، تدعم الرياض حكومة معادية لأنصار الله تتخذ من عدن مقراً لها، وهي حكومة تحظى باعتراف “النظام الدولي القائم على القواعد”. مستدركاً ذلك بالقول: “ولكن الحقيقة أن هذه الحكومة تجلس في فندق فاخر في الرياض”.
وأفاد إسكوبار بأن جماعة “أنصار الله” اليمنية بذلت جهوداً حثيثة للتفاوض على تبادل أسرى يشمل تبادل الطيارين السعوديين الأسرى بأعضاء حماس المعتقلين في السعودية. موضحاً أن الرياض لم تكتفِ بالرفض بل هددت أيضاً بمنع التحويلات المصرفية من وإلى اليمن، وإغلاق مطار صنعاء الدولي والموانئ البحرية.
وأشار إلى أن رد أنصار الله كان صارخاً: “إذا تم حظر البنوك اليمنية، فإن النظام المصرفي السعودي سوف يدمر. وإذا تم استهداف مطار صنعاء، فإن المطارات السعودية سوف تتعرض لنفس الشيء”، مؤكداً أن جماعة “أنصار الله” ليس لديها أي مشكلة في استهداف إنتاج النفط في السعودية رداً على الحصار الكامل، بالنظر إلى قدرتها المثبتة على استخدام الصواريخ الجديدة والزوارق المسيرة. وسوف تكون العواقب وخيمة على أسواق النفط العالمية.
وأشار إسكوبار إلى أن العمليات البحرية الغربية الجارية في البحر الأحمر، التي بدأت منذ أشهر فشلت في إحباط العمليات اليمنية ضد السفن المتوجهة إلى “إسرائيل” والسفن المرتبطة بإسرائيل، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن بقية سفن الشحن العالمية، كالصينية والروسية وغيرها، تبحر بأمان في البحر الأحمر بدون أن يطالها أي استهداف.
وكشف إسكوبار عن تقاربٍ دبلوماسي وسياسي بين موسكو وصنعاء، وعن رفض روسي للهجمات الأمريكية والبريطانية على اليمن، مؤكداً أن وفداً سياسياً بقيادة مسؤول رفيع في حركة أنصار الله اليمنية، زار موسكو مؤخراً، وأن الوفد لم يناقش ملف حرب الإبادة الجماعية المستمرة في غزة فقط، بل ناقش أيضاً ما يصفه أنصار الله بـ“العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن”.
وأوضح إسكوبار أن الوفد السياسي اليمني طمأن الروس بأن العمليات البحرية اليمنية “لا تشكل تهديداً للملاحة الدولية ولا تستهدف أحداً، بل هي دعم للشعب الفلسطيني والرد على الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية على اليمن”. مشيراً إلى أن “أنصار الله” أشادوا بتفهم روسيا، كما تم خلال اللقاء استعراض موقف روسيا الاتحادية من العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن ودعمها للعملية الإنسانية والسياسية في اليمن.