الجديد برس:
شنت قوات صنعاء يوم الجمعة هجوماً غير مسبوق على مدينة “تل أبيب” في قلب “إسرائيل” باستخدام طائرة مسيرة جديدة متطورة لم يكشف عنها من قبل، وقد أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن هذا الهجوم قد صدم المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية.
ووفقاً لبيان صادر عن قوات صنعاء، نفذ سلاح الجو المسير العملية بنجاح باستهداف أحد الأهداف المهمة في منطقة يافا، والتي يطلق عليها الإسرائيليون اسم “تل أبيب”، باستخدام طائرة مسيرة جديدة متطورة أطلق عليها اسم “يافا”. وقد صممت هذه الطائرة لتجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو، ولا يمكن اكتشافها بالرادارات.
وأضاف البيان أن “القوات المسلحة اليمنية تعتبر منطقة يافا المحتلة هدفاً أساسياً وغير آمن، متوعدة بالتركيز على استهداف العمق الإسرائيلي. كما أكدت امتلاكها بنك أهداف داخل فلسطين المحتلة، بما في ذلك أهداف عسكرية وأمنية حساسة، والتي ستستهدفها رداً على المجازر والجرائم الإسرائيلية اليومية ضد إخوانهم في قطاع غزة.
وقد وثق نشطاء وإعلاميون إسرائيليون لحظة انفجار الطائرة المسيرة في مبنى بمدينة “تل أبيب”، حيث أظهرت المقاطع وصول الطائرة من جهة البحر المتوسط، مما يشير إلى مسار غير منتظم للمناورة.
وقد أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن التحقيقات كشفت أن الطائرة استخدمت مسارات مختلفة في رحلتها التي بلغت 2000 كيلومتر لتضليل أنظمة الكشف الإسرائيلية.
وعلى الرغم من أن مواصفات الطائرة “يافا” لم يتم الكشف عنها بعد، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقد أنها نسخة محدثة من طائرة “صماد-3” التي تمتلكها قوات صنعاء.
وقد انفجرت الطائرة على بعد 100 متر فقط من مقر السفارة الأمريكية، مما أسفر عن مقتل إسرائيلي واحد وإصابة حوالي 10 آخرين.
وقد أثار هذا الهجوم حالة من الصدمة داخل “إسرائيل”، مع تزايد التساؤلات حول فشل اعتراض الطائرة المسيرة. وفي حين ألقى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ومسؤولون آخرون باللوم على “الخطأ البشري”، أشارت صحيفة “هآرتس” العبرية إلى أن فشل تشغيل نظام الدفاع الجوي هو السبب المحتمل.
ووفقاً لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، تعيش المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حالة من الصدمة الكاملة، معتبرة أن تمكن الحوثيين من تهريب طائرة إلى “تل أبيب” وصدم المؤسسة الدفاعية هو أمر مخيف.
وفي نفس السياق، أشارت صحيفة “الغارديان” البريطانية إلى أن هجوم الطائرة المسيرة قد زعزع الشعور الهش بالأمن لدى الإسرائيليين، خاصة أولئك الذين يعيشون بالقرب من الحدود مع لبنان وغزة.
ويبرز هذا الهجوم قدرات قوات صنعاء المتطورة والتهديد الذي تشكله على “إسرائيل”.
اليوم “تل أبيب” وغداً منصة الغاز
وفي سياق متصل، علق موقع “إنتل تايمز” الاستخباري الإسرائيلي على اختراق طائرة مسيّرة يمنية الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ووصولها إلى “تل أبيب”، بالقول: “اليوم تل أبيب، وغداً سيوجهون نحو منصة الغاز”.
وتساءل الموقع عن قدرة “إسرائيل” على ردع اختراقات مماثلة مستقبلاً، وهو الشيء الذي “فشلت فيه ائتلافات عربية وغربية”، بحسب تعبيره.
وتحت عنوان “يا لها من دولة وهم وندم”، علقت منصة إعلامية إسرائيلية على ارتباك الناطق باسم جيش الاحتلال إزاء الحادثة، بحيث قال أولاً إنه “لا توجد إشارة إلى اختراق من البحر”، مستخدماً عبارات “لم نرَ”، و”لم نسمع”، و”سنفحص”، و”سنوضح”، ثمَّ “فجأةً، (قال) بأعجوبة ومعجزة: رأينا وسمعنا”.
وتساءلت المنصة الإسرائيلية: “أي متحدث باسم الجيش الإسرائيلي يجب أن نصدق؟ ذلك الذي لا يعرف، أم ذلك الذي يُهدئ”؟
وأعربت وسائل إعلام إسرائيلية، عن القلق والغضب عقب العملية التي نفذتها قوات صنعاء في “تل أبيب”، منتقدةً أداء المؤسستين الأمنية والعسكرية، ومهاجمةً الحكومة الإسرائيلية ورئيسها، بنيامين نتنياهو.
صحيفة “معاريف” أكدت أن مسيّرة “يافا”، التي كشفت عنها قوات صنعاء واستهدفت بها “تل أبيب”، هي “طلقة البداية”، مشددةً على أن اليمنيين كشفوا “سلاحاً كاسراً للتوازن”.
بدورها، رأت صحيفة “هآرتس” أن العملية اليمنية بواسطة المسيّرة “تعكس مرحلةً جديدةً من الحرب الدائرة بين إسرائيل وأعدائها منذ الـ7 من أكتوبر 2023″، موضحةً أن هذه الحرب “تتخذ على نحو متزايد شكل حرب إقليمية ومتعددة الجبهات”.
وأكدت منصة إعلامية إسرائيلية أن “تل أبيب دخلت قائمة التهديدات الأمنية”، في وقت نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مستوطنين قولهم إن “الأبنية في منطقة غوش دان ارتجت بعد الاستهداف بالمسيّرة”.
وتساءل محلل الشؤون العسكرية في موقع “والاه” الإسرائيلي، أمير بو حبوط: “ماذا لو كانت الطائرة المسيّرة قد انفجرت في قلب وزارة الدفاع في تل أبيب؟”. وأضاف الموقع: “حادثة المسيّرة تثبت أن الردع انهار”.