الجديد برس:
اجتاحت “إسرائيل” حالة من الذعر والترقب في انتظار الرد اليمني المحتمل على الغارات الإسرائيلية الأخيرة على محافظة الحديدة.
ووفقاً لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية الشهيرة، شهد سوق الأوراق المالية في “تل أبيب”، المركز المالي لـ”إسرائيل”، انهياراً حاداً وسط مخاوف من هجمات يمنية انتقامية.
وبحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، تراجع مؤشر “TA 90” بنسبة 1.5%، وتراجع مؤشر “TA 125” بنسبة 1.3%، وهي تعتبر المؤشرات الرئيسية في بورصة “تل أبيب”.
كما سجلت البورصة انخفاضات حادة في عدة أسهم، حيث انخفض سهم “شيسك” بنحو 5%، سهم شبكة “Ferion” بنسبة 4.5%، وسهم شركة “Electra Consumer” بنسبة 4%.
وأكدت قناة “كان” العبرية أن “إسرائيل” تستعد لصراع طويل الأمد مع الحوثيين بعد استهدافها ميناء الحديدة في اليمن مؤخراً.
وقد أدى هذا الانهيار في البورصة إلى اجتماع طارئ لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، حيث سادت حالة من القلق بين المسؤولين. وشاركت وزيرة المواصلات، ميري ريغيف، في هذا الاجتماع الذي ركز على تعزيز الدفاعات الجوية حول المنشآت الحيوية والاستراتيجية، وخاصة مصافي النفط في حيفا.
ومع تزايد القلق من رد يمني محتمل، عقدت الوزيرة ريغيف اجتماعاً لتقييم الوضع مع ممثلي المؤسسات الاستراتيجية في “إسرائيل”. وحثت الوزيرة الشركات التابعة لوزارتها، بما في ذلك شركات القطارات والموانئ والمطارات، على الاستعداد لجميع السيناريوهات المحتملة.
وأكدت على أهمية الاستعداد لأي هجمات محتملة من قبل الحوثيين على المنشآت الحيوية، مشددة على ضرورة الحفاظ على استمرارية عمل وزارة النقل والشركات التابعة لها.
ويعكس هذا الاجتماع الطارئ حالة القلق المتزايد داخل “إسرائيل” بعد الهجوم على ميناء الحديدة. وتترقب “إسرائيل” بحذر رداً يمنياً واسع النطاق، حيث يبدو أن صنعاء عازمة على الرد بقوة على العدوان الإسرائيلي.
وعقب هذا الهجوم أعلنت قوات صنعاء أنها سترد على العدوان الإسرائيلي الغاشم على المنشآت المدنية في محافظة الحديدة، مؤكدةً عزمها على استهداف الأهداف الحيوية في “إسرائيل”. وقد جدد المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، التأكيد على اعتبار منطقة “تل أبيب” المحتلة منطقة غير آمنة، وذلك في بيان متلفز مساء السبت.
وأكد أن “القوات المسلحة اليمنية سترد على هذا العدوان السافر، ولن تتردد في ضرب الأهداف الحيوية للعدو الإسرائيلي مع تأكيدها على ما ورد في بيانها السابق بشأن اعتبار منطقة يافا المحتلة منطقة غير آمنة”. كما أشار إلى أن قوات صنعاء “تُعد العُدة لحرب طويلة مع هذا العدو حتى وقف العدوان ورفع الحصار وإيقاف كل جرائمه المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
وصباح الأحد، أعلنت قوات صنعاء تنفيذ عمليتين عسكريتين استهدفتا أهدافاً مهمة في “إيلات” جنوبي فلسطين المحتلة وسفينة أمريكية في البحر الأحمر، مؤكدةً أن الرد على العدوان الإسرائيلي على اليمن قادم لا محالة وسيكون كبيراً وعظيماً.
أنصار الله: جميع المنشآت الحساسة في عمق “إسرائيل” أهداف مشروعة
وفي هذا السياق، أعلن المتحدث الرسمي باسم حركة أنصار الله، محمد عبد السلام، أن قوات صنعاء لن تلتزم بأي قواعد اشتباك في مواجهة “إسرائيل”، وأن الرد اليمني على الغارات الإسرائيلية على محافظة الحديدة سيكون بلا خطوط حمراء.
وفي مقابلة مع قناة “الجزيرة”، أكد عبد السلام، الذي يرأس أيضاً وفد حكومة صنعاء المفاوض، أن العدوان الإسرائيلي على الحديدة كان سافراً وأن العدو قد أشعل حرباً مفتوحة، معتبراً أن العدوان الإسرائيلي على الحديدة محاولة لتغيير الصورة المهزومة للعدو.
وأضاف عبد السلام أن الهدف الإسرائيلي من هذا العدوان هو توسيع نطاق الصراع وتجاوز قواعد الاشتباك. ووجه تحذيراً شديد اللهجة قائلاً: “إن فتح معركة مع الشعب اليمني لن يكون سهلاً”. وأكد أن صنعاء ستستهدف العمق الإسرائيلي، مشيراً إلى أن المواجهة مع العدو الصهيوني ستكون مفتوحة وبلا حدود.
وأكد عبد السلام أن صنعاء لن تلتزم بأي قواعد اشتباك مع العدو الصهيوني ولا تخشى أي تصعيد، وأنهم يتحركون في سبيل قضية عادلة. وأضاف: “نحن جاهزون وقادرون على تحمل جميع التبعات”. وأوضح أن طبيعة الرد على العدوان الإسرائيلي ستحددها طبيعة المعركة وظروفها.
وفي تحذير صارم، أكد عبد السلام أنه لن تكون هناك أي خطوط حمراء في الرد على العدوان الإسرائيلي، قائلاً: “على الإسرائيليين أن يتوقعوا ردنا في كل لحظة”. وأوضح أن جميع المنشآت الحساسة على مختلف مستوياتها ستكون أهدافاً مشروعة.
وأكد عبد السلام أن الهدف الأساسي لقوات صنعاء هو الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم، وأنهم لن يتراجعوا عن هذا الهدف.
وتعهد بمواصلة صنعاء في معركة إسناد المقاومة الفلسطينية، قائلاً: “لن نتراجع أمام أي حريق، بل هذه الحرائق تلهب مقاومة الشعب اليمني”. وأضاف أن عملياتهم تثبت وجود حالة من التصاعد والثبات في مواجهة الكيان الإسرائيلي.
واختتم عبد السلام تصريحه بالتأكيد على أن قوات صنعاء لديها الإرادة والقدرات الكافية لخوض معركة طويلة، قائلاً: “نفسنا طويل والمعركة مهمة وكبيرة ولها تداعياتها”.