الجديد برس:
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الإثنين، أن حزب الله أطلق نحو 1000 طائرة بدون طيار على “إسرائيل” منذ بداية الحرب.
وأقرت بأن حزب الله أظهر القدرة على “التعلم والاستفادة من النقاط العمياء في الدفاعات الإسرائيلية، من خلال رسم خرائط الشمال بطائراته بدون طيار للمراقبة”، وفق ما أكدت مؤسسة ورئيسة مركز “ألما” للأبحاث الإسرائيلي، ساريت زهافي.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الحزب قادر على توجيه ضربات إلى “إسرائيل” بطائرات مسيّرة في تبادل إطلاق النار اليومي، المستمر منذ نحو 10 أشهر.
وأكدت أن “إسرائيل” تواجه مشكلة مع الطائرات بدون طيار، لأنها قد تكون صغيرة ويصعب اكتشافها، ولا تتحرك في مسارات، يمكن التنبؤ بها أو تنبعث منها الحرارة الشديدة لمحركات الصواريخ التي تجعل من السهل تعقبها وتدميرها، كما أنها رخيصة الثمن ومتوفرة بكثرة، ويتم نشرها بأعداد متزايدة ومتطورة.
وتطرقت “وول ستريت جورنال” إلى الأداء الناجح لحزب الله في الاستفادة من المسيّرات، إذ “يرسل عدة طائرات في وقت واحد، واحدة على الأقل للاستطلاع وأخرى مفخخة بالمتفجرات”، معترفةً بقدرتها على تحقيق الإصابات شمالي فلسطين المحتلة، حيث ضربت مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية.
كما أن المسيّرات ضربت معدات عسكرية إسرائيلية حساسة، بما في ذلك بالون مراقبة بالرادار يسمى “سكاي ديو”، في مايو الماضي، ونظام مضاد للطائرات بدون طيار بملايين الدولارات يُسمى “درون دوم” في يونيو الماضي.
وفيما اعتبرته الصحيفة الأمريكية “استفزازاً للجيش الإسرائيلي”، أشارت إلى أن حزب الله أطلق طائرات استطلاع مسيّرة للمراقبة في الأشهر الأخيرة، وجمع صوراً جوية لمواقع إسرائيلية حساسة ونشرها في “تذكير غير مباشر بضعف إسرائيل” (سلسلة “الهدهد” التي نشرها الإعلام الحربي لحزب الله).
وذكرت أيضاً أن الحزب أطلق، الجمعة 19 يوليو الجاري، 65 صاروخاً على الشمال، وفي اليوم نفسه، انفجرت مسيّرة أُطلقت من اليمن باتجاه عاصمة الكيان “تل أبيب”، بعد أن حلقت أكثر من 1000 ميل.
تحدي المسيّرات: هذا ما ستواجهه “إسرائيل” في حرب شاملة
كذلك، أكدت “وول ستريت جورنال” أن القبة الحديدية واجهت صعوبة بالغة في التعامل مع تحدي المسيرات.
وفي هذا السياق، شدّد نائب ضابط الأمن في مستوطنة “كريات شمونة”، عند الحدود مع لبنان، أرييل فريش، على أن “الجيش الإسرائيلي لا يملك، في الوقت الحالي، أي وسيلة للوقاية باستثناء استخدام طائرات إف 16″، معرباً عن قلقه بشأن هذا التهديد.
وحدّدت الصحيفة الأمريكية أن ضعف “إسرائيل” أمام المسيرات هو علامة على التحديات التي ستواجهها في أي حرب شاملة مع حزب الله.
وبشأن صعوبة التعامل مع المسيّرات، أوضحت الصحيفة أن إسقاط الطائرات المسيّرات بواسطة طائرة نفاثة، يتطلب من الطيارين، تحديد موقع الأجهزة التي يصعب اكتشافها وتمييزها عن الطائرات المسيّرة الصديقة والطائرات الحربية الأخرى والطائرات المدنية.
وقال طيار في سلاح الجو الإسرائيلي إن “الطائرات بدون طيار لديها بصمات حرارية منخفضة، لذلك تحتاج الطائرات إلى أن تكون خلفها وعلى مقربة منها قدر الإمكان حتى تتمكن الصواريخ الباحثة عن الحرارة من الاشتباك معها”.