الأخبار المحلية

التحركات الإماراتية في سقطرى تواجه تحديات قوية من الكيان القبلي

الجديد برس:

يواصل مشايخ وأعيان ووجهاء محافظة أرخبيل سقطرى احتجاجاتهم ضد ممارسات قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، والتي وصلت إلى حد استهداف الكيان القبلي الأصلي المناهض للوجود الإماراتي في الأرخبيل.

ووفقاً لوثيقة رسمية، أصدر محافظ سقطرى المعين من قبل المجلس الانتقالي، رأفت الثقلي، قراراً بتشكيل لجنتين لمتابعة ما أسماه “هيكلة المقادمة”، في خطوة اعتبرها الكثيرون محاولة لاستهداف الكيان القبلي وتقويض الوحدة القبلية وتسهيل تنفيذ المشاريع الإماراتية الاستعمارية في الأرخبيل.

وفي نهاية الشهر الماضي، أصدر المحافظ الثقلي قراراً مثيراً للجدل بإلغاء صفة شيخ مشايخ أرخبيل سقطرى، في مسعى إماراتي واضح لتقويض تماسك الكيان القبلي وتسهيل للمجلس الانتقالي استبدال مشايخ سقطرى بدون اعتبار للرفض الشعبي.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أصدر المحافظ أيضاً أمراً إدارياً بعنوان “تصحيح المقادمة والأعيان والوجهاء”، والذي دعا فيه إلى تغيير جميع الوجهاء والمشايخ في سقطرى، وزعم أن هذه الخطوة تهدف إلى “استعادة دور القبيلة السقطرية بعيداً عن الأحزاب السياسية”.

وقد قوبل هذا الأمر برفض شديد من قبل أعضاء المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى، حيث قرر مشايخ وحكماء ووجهاء محافظة أرخبيل سقطرى عدم التعامل مع رئيس هيئة المجلس مبارك علي قبلان ورئيس دائرة المشايخ محمد دولي عبد الله، رافضين دعوتهما لحضور اجتماع في ديوان المحافظة.

واتهم مشايخ سقطرى قبلان ودولي بالوقوف وراء الظروف المعيشية الصعبة وغلاء الأسعار والتفكك المجتمعي، نتيجة ممارساتهما الفاسدة وتنفيذهما الأجندة الإماراتية دون اعتبار لمعاناة المواطنين.

وفي مذكرة رسمية إلى مرجعية المجلس العام لمشايخ ووجهاء محافظتي المهرة وسقطرى، السلطان عبد الله بن عيسى آل عفرار، طالب مشايخ سقطرى بإنهاء معاناة المواطنين في المحافظة وإيقاف دور قبلان ودولي، وتسليم إدارة الهيئة التنفيذية في المجلس العام ودائرة المشايخ لأشخاص أكفاء. وتزامن هذا الرفض مع وصول ضباط إماراتيين إلى جزيرة سقطرى، وفقاً لمصادر أمنية، والذين شاركوا في اجتماع اللجنة الأمنية مع المحافظ الثقلي.

وفي اجتماع موسع برئاسة شيخ مشايخ أرخبيل سقطرى عيسى بن ياقوت، والذي كان المحافظ قد ألغى صفته القبلية، أكد مشايخ وأعيان قبائل سقطرى أن الشأن القبلي في الأرخبيل مستقل ولا وصاية لأحد عليه. وأعربوا عن استعدادهم للتنسيق مع السلطة المحلية من أجل تحقيق المصلحة العامة لأبناء الأرخبيل، بما في ذلك التنمية وتوفير الخدمات.

كما شدد المشايخ على ضرورة أن تركز السلطات على مسؤولياتها الأساسية في التنمية وتحسين الخدمات والبنية التحتية، بدلاً من إثارة الصراعات القبلية والاجتماعية التي من شأنها أن تزيد من معاناة المواطنين.