الجديد برس:
أدانت وزارة الثروة السمكية التابعة لحكومة صنعاء الاعتداء على حقوق الصيادين ومصالحهم، والسطو على مراكز الإنزال السمكي في رأس باغشوة بمحافظة حضرموت، معتبرةً إياها اعتداءً سافراً يهدد حياة الصيادين وسبل معيشتهم.
وفي بيان نشرته وكالة “سبأ” التابعة لحكومة صنعاء، استنكرت الوزارة ضلوع قوات مدعومة من الإمارات في فرض سيطرتها على هذا الموقع الحيوي، مُشيرةً إلى أن هذه التصرفات تأتي ضمن مساعٍ لعسكرة مراكز الإنزال السمكي في جنوب البلاد، في إشارة إلى قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الممولة من الإمارات.
ونددت الوزارة بمظاهر التحشيد والزحف العسكري باتجاه منطقتي الريان والضبة، محذرةً من أنه يُنذر بتصعيد خطير يستهدف الوضع الأمني وحياة المواطنين في حضرموت.
وأكد البيان على ضرورة وقف الاعتداءات على مراكز الإنزال السمكي بشكل فوري، داعياً السلطات في محافظة حضرموت ووزارة الزراعة والثروة السمكية في الحكومة المدعومة من التحالف إلى التصدي لهذه المخططات وحماية مصالح الصيادين وأبناء حضرموت.
وشددت وزارة الثروة السمكية بصنعاء أنها لن تدخر جهداً في الدفاع عن حقوق الصيادين ومصالحهم، وستعمل مع جميع الجهات المعنية لضمان حماية هذا القطاع الحيوي في حضرموت، حسب البيان.
وأمس الثلاثاء، جددت قبائل مديرية الديس الشرقية في محافظة حضرموت رفضها القاطع لإقامة معسكر تابع للمجلس الانتقالي الموالي للإمارات في منطقة رأس باغشوة، معلنةً بدء التصعيد.
وأكد بيان صادر عن لجنة لقاء “يثمون”، التي تمثل أبناء قبائل الديس، أن المهلة التي أعطتها اللجنة للسلطة المحلية قد انتهت، وذلك بناءً على تدخلات ومطالبات بالتهدئة وإيقاف الاحتشاد الذي كان مقرراً في 13 يوليو، لإعطاء فرصة للوصول لحلول بشأن المطالب التي أعلن عنها في بيان “يثمون” السابق.
وأوضح البيان أن المطالب التي تضمنها البيان السابق لم يتم تنفيذها خلال المهلة المحددة بأسبوع، والتي انتهت السبت الماضي. هذا الأمر دفع اللجنة للتصعيد والدعوة للاحتشاد يوم الثلاثاء في رأس باغشوة. ودعا البيان جميع شباب الحموم ومناصبهم وأبناء الديس خاصة وشباب حضرموت عامة للاحتشاد والوقوف مع إخوانهم حتى انتزاع كامل المطالب.
وحسب مصادر مطلعة، نفذت قبائل الديس وقفتها الاحتجاجية أمس الثلاثاء في رأس باغشوة بأسلحتها، لمطالبة السلطات بوقف العمل في المعسكر وفتح مطار الريان، وتوقيف العبث بثروات أبناء حضرموت، إلى جانب الوقوف مع المعلمين ووقف التعسفات بقطع أرزاق الصيادين من أبناء حضرموت وحرمانهم من لقمة عيشهم.
ونفت المصادر أن تكون الوقفة بغرض المواجهة المسلحة، مشيرة إلى أن حمل قبائل الديس لسلاحهم الشخصي يأتي لحماية أنفسهم في حال تعرضوا لأي هجوم أو إطلاق للرصاص كما حدث في حوادث سابقة.
وفي وقت لاحق مساء الثلاثاء، احتشد المئات من شباب قبائل الحموم في الديس الشرقية بمحافظة حضرموت، بهدف الزحف نحو منطقة رأس باغشوة، للمطالبة بوقف استحداث المعسكر الإماراتي وإلغاء إنشاءه، وذلك بعد انتهاء المهلة المحددة للسلطة المحلية.
وقال مصدر قبلي، إن قوات عسكرية من المنطقة العسكرية الثانية تمركزت قرب منطقة “يثمون”، لمنع مرور المحتشدين إلى منطقة رأس باغشوة.
وأكد المصدر، أن وفداً من السلطة المحلية بقيادة “صالح عبود العمقي” و”سالمين بن مجنح”، وصلا إلى منطقة الحشود القريبة من “يثمون”، والتقيا بالمقدم “سالم الغرابي”، أحد مقادمة الحموم.
وذكر المصدر، أن المقترحات التي تم طرحها من قبل وفد السلطة المحلية تضمنت “تجنيد أبناء الديس الشرقية، وتمديد المهلة أسبوع إضافي لحل الخلاف”، إلا أنه فشل في إقناعهم.
وأشار المصدر، إلى أن القبائل رفضت طلب الوفد، وحددوا مهلة 24 ساعة للرد على مطلبهم بعدم استحداث معسكر رأس باغشوة، والانسحاب من المنطقة، مهددين بالزحف إلى المكان المخصص لإقامة المعسكر، ومحذرين القوات من اعتراض الحشود.
ومطلع الشهر الجاري، كانت قبائل الحموم وأبناء الديس الشرقية، قد منحت السلطة المحلية في حضرموت والمنطقة العسكرية الثانية، مهلة ثلاثة أيام، لتنفيذ مطالبها، ثم مددت المهلة إلى عشرة أيام، إلا أنه لم يتم الاستجابة لمطالبهم.
ويطالب أبناء قبائل الحموم وأهالي منطقة رأس باغشوة، بإيقاف أي استحداثات وإنشاء معسكر في منطقة رأس باغشوة، على أن الموقع يعتبر المنتزه والمتنفس الوحيد لأهالي المنطقة.