الجديد برس:
أكد قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، أن الرد آتٍ على العدوان الإسرائيلي على الحديدة، مشيراً إلى أن هذا العدوان لن يحقق الردع لمنع العمليات اليمنية المساندة لغزة.
وأضاف الحوثي، في خطابه الأسبوعي المتلفز، أن “عملياتنا المساندة لغزة متواصلة في المرحلة الخامسة من التصعيد، ولن نتردد في إسناد الشعب الفلسطيني المظلوم المعتدى عليه ضد العدو الإسرائيلي حتى يوقف إبادته الجماعية في غزة ويوقف حصاره”.
وأكد عبد الملك الحوثي أن “عملياتنا المشتركة مع المقاومة العراقية ستشهد تطوراً مهماً في المرحلة المقبلة”، مشيراً إلى أن “كل ما يحصل من جانب العدو الإسرائيلي سيكون محفزاً أكثر على الانتقام ومواصلة نصرة الشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “نريد أن يكون الصهاينة في منتهى القلق وألا ينعموا أبداً بالاستقرار، لأنهم محتلون مجرمون وظالمون”.
واعتبر الحوثي أن “من الجيد أن تكون نظرة العدو إلى الشعب اليمني وقواته على أنهم عدو خطير للغاية ومجهز بأسلحة حديثة، ويدل على فاعلية ما نقوم به”، مضيفاً أن “إعلام العدو تحدث عن الصدمة الكاملة التي عاشتها مؤسستهم الأمنية بعد عملية يافا”.
وتعهد الحوثي بأن “ستأتي صدمات أكبر”، مؤكداً على استمرار العمليات العسكرية اليمنية في البحار وحتى عمق فلسطين.
وأوضح الحوثي أن “الهدف من الاعتداء على الحديدة كان استعراضياً وفي سياق الاستهداف الاقتصادي للشعب اليمني ومحاولة لردع بلدنا عن مناصرة وإسناد فلسطين”. وأكد أن “عملياتنا العسكرية ستستمر ولن توقفنا أي اعتداءات عن التصعيد”.
أما عن الخطاب الذي ألقاه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام الكونغرس الأمريكي، فقال قائد أنصار الله إن “نتنياهو حظي باهتمام لم يحظ به حتى الرئيس الأمريكي”.
وأكد الحوثي أن هذا الاحتفاء “هو احتفاء بالإجرام والطغيان والإبادة الجماعية، وهو يدل على مستوى الدور الأمريكي المشترك في الإبادة الجماعية” في قطاع غزة.
ووصف الحوثي الخطاب بـ”المأزوم والمشحون بالأكاذيب”، معتبراً أنه “يظهر المأزق الذي وصل إليه نتنياهو، كما يظهر عدوانيته وإجرامه”.
وإذ طلب نتنياهو من العرب “التحالف مع إسرائيل ضد إيران” خلال خطابه، تساءل عبد الملك الحوثي: “ما ذنب إيران ولماذا هذا العداء لها؟”، مؤكداً أن “إيران لا تحاول أن تتمترس بالعرب في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، لأنها في موقع القوة”.
ورأى أن “الكلام عن تحالف أبراهام يعني مطالبة العرب بالتعاون مع العدو ضد فلسطين وضد أنفسهم وضد المسلمين، وهو كلام سخيف”، مضيفاً أن “من العرب من يتغابى ويكرر منطق العدو، بينما خرجت مظاهرات في الولايات المتحدة احتجاجاً ضد نتنياهو”.
وتابع قائد أنصار الله: “نتنياهو شكا من عملية يافا، ونحن نؤكد له أن المزيد من العمليات التي تستهدف تل أبيب آتٍ بإذن الله“.
وأكد الحوثي، في خطابه، أن الاحتلال الإسرائيلي “اندهش من عملية يافا، وصُدم بسبب أهمية الهدف الذي تم ضربه، والمسافة الطويلة التي اجتازتها الطائرة” اليمنية الصنع.
وبلغت هذه المسافة ما يزيد على 2200 كلم، كما ذكر الحوثي، وقد تمكنت المسيّرة من “اختراق كل الأسوار والأطواق التي يحتمي بها الاحتلال، من قبل حماته ومن يتجندون من أجل دعمه”.
وشدد الحوثي على أن استهداف “تل أبيب”، التي تضم أهم المنشآت والمراكز بالنسبة للاحتلال، يمثل “نقطةً حساسةً لألم الاحتلال وتكبره وتغطرسه”، مؤكداً أن ضربها يعني أن “لا مكان آمناً بعد للإسرائيليين في فلسطين المحتلة”.
كذلك، تحدث قائد أنصار الله عما أدت إليه “عملية يافا” لدى الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أنها “أصابت الإسرائيليين المحتلين بالهلع، بحيث خرج الكثيرون منهم إلى الشوارع، ولاسيما في الحي الذي وصلت إليه الطائرة”.
وعلى صعيد القيادة الإسرائيلية، عبّر مسؤولون، كما تابع الحوثي، عن “صدمتهم من عملية يافا، وقال أكثرهم إجراماً إن إسرائيل فقدت الأمن، وأنه تم تجاوز الخطوط الحمراء”.
وأشار إلى حديث موقع إسرائيلي عن “وجود خلل عملياتي خطير وعمى كامل، على الرغم من التأهب في جميع الجبهات”، بعد “عملية يافا”.
وأضاف أن الاحتلال رأى أن العملية “تمثل مرحلة جديدة من الحرب، ما يجعلها صراعاً إقليمياً متعدد الجبهات، وتمثل أيضاً بعداً جوياً جديداً، يتحدى قدرات سلاح الجو والجيش الإسرائيلي بأكمله، بحيث تم اختراق التقنيات والقدرات المعادية”.
كذلك، أكد قائد أنصار الله أن الاحتلال “يعرف مدى جدية الشعب اليمني وقواته المسلحة وتوجهه الرسمي والشعبي الصادق لإسناد غزة”، وهو ما ظهر عبر حديثه عن “صعوبة ردع اليمن”.
وأشار أيضاً إلى أن “الإعلام الإسرائيلي تحدث عن أن اليمنيين أثبتوا عبر ضرب تل أبيب أنهم يمثلون مشكلةً خطرةً على إسرائيل”، مؤكداً: “هذا ما نريده ونسعى له”. كما لفت إلى حديث وسائل إعلام إسرائيلية عن “الصدمة الكاملة التي عاشتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بعد عملية يافا”، مضيفاً أن “صدماتٍ أكبر ستأتي” على الاحتلال.
إضافةً إلى ذلك، “اعترف الاحتلال بأن اليمن يصنع أسلحةً متقدمةً لضرب إسرائيل، ويعترف بتأثير العمليات على وضعه الاقتصادي وتراجع البورصة”، كما تابع الحوثي. وفي هذا الإطار، شدد على أنه “من الجيد أن تكون نظرة الاحتلال إلى الشعب اليمني وقواته المسلحة على أنهم عدو خطير للغاية ومجهز بأسلحة حديثة”، مؤكداً أن هذا الأمر “يدل على فعالية ما يقوم به اليمن”.
وأضاف: “نريد أن يبقى دور شعبنا وقواته المسلحة بهذا المستوى من التأثير والفعالية، والحضور الكبير المساند لفلسطين. ولا نزال في تطوير مستمر لتكون القدرات أكثر فعاليةً، وأكثر تدميراً وضرراً وتنكيلاً بالعدو”.
قائد أنصار الله تحدث أيضاً عن تناول الإعلام الأمريكي “عملية يافا”، حيث ذكروا أن العملية “هي أخطر الهجمات تخريباً لأمن إسرائيل، بعد عملية الـ7 من أكتوبر الماضي”، التي شنتها المقاومة في قطاع غزة، كما تابع.
أما الإعلام البريطاني، فعبّر عن “اندهاشه من قدرة المسيّرة اليمنية على اختراق المنظومات الدفاعية لدول وجيوش”، بحسب ما ذكره الحوثي. في المقابل، أكد أن العدوان الإسرائيلي على مدينة الحديدة اليمنية “لن يحقق الردع لمنع العمليات اليمنية المساندة لغزة، وهذا ما يقر به الإسرائيليون”.
وأضاف أن “الهدف من الاعتداء على الحديدة كان استعراضياً، وفي سياق الاستهداف الاقتصادي للشعب اليمني، ومحاولة لردع اليمن عن مناصرة فلسطين وإسنادها”، مشدداً على أن الإسرائيليين “يعرفون بالتجربة تصميم الجيش اليمني وثباته، ولذلك هم يرونه عدواً غريباً لا تنطبق عليهم قواعد الردع المعتادة”.
في السياق نفسه، جدد الحوثي تأكيد أن “الرد على العدوان الإسرائيلي آتٍ ولا بد منه”، مؤكداً أن “موقف الشعب اليمني قوي جداً، وهو ثابت مهما كانت ردة فعل العدو، كانت استعراضية أو مهما نتج عنها”.
وأشار إلى أن “التضامن كان كبيراً مع اليمن بعد العدوان الإسرائيلي، من إيران وحزب الله وفصائل المقاومة في فلسطين والعراق وسوريا”. ومن خارج محور المقاومة، كان هناك تضامن على المستوى الرسمي أيضاً، إذ “عبّرت بعض الأنظمة العربية والإسلامية عن تضامنها وإدانتها الصريحة”.
وعلى الصعيد الشعبي كذلك، كان التضامن “واسعاً من مختلف دول العالمين العربي والإسلامي”، بحسب ما أكده قائد أنصار الله.
وفيما يرتبط بالعمليات التي تنفذها قوات صنعاء في البحر الأحمر، أكد الحوثي أن “الولايات المتحدة فشلت في منعها”، مشيراً إلى أن “القائد الأعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، أكد ذلك في رسالة سرية لوزير الدفاع”، لويد أوستن.
وإذ أشار الحوثي إلى أن الاحتلال “يعترف بأن الحرب في قطاع غزة هي المحرك الرئيس لجبهات الإسناد لمناصرة الشعب الفلسطيني”، فإنه شدد على أن “مسار العمليات اليمنية المشتركة مع المقاومة العراقية سيشهد تطوراً مهماً في المرحلة المقبلة”.
كذلك، تحدث قائد أنصار الله عن توقيع الفصائل الفلسطينية اتفاقاً في الصين، مؤكداً أن هذا الأمر “مهم جداً لتعزيز حالة التعاون ومواجهة العدو، وخطوة متقدمة لإنهاء الانقسامات”.
وتطرق الحوثي في كلمته إلى الوضع الإنساني الصعب، الذي يعانيه قطاع غزة من جراء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضده، مشيراً إلى أن من جرائم الاحتلال في هذا الأسبوع، هو العدوان المتكرر على الأحياء الشرقية لخان يونس، جنوبي القطاع، بعد العودة البسيطة لمظاهر الحياة.
ولفت الحوثي إلى أن الاحتلال يركز اعتداءاته على مراكز إيواء النازحين والمناطق التي يزعم أنها “آمنة”، بعد نزوح الناس إليها.
وأضاف أن حجم الإجرام الإسرائيلي في قطاع غزة فظيع جداً، مشيراً في هذا الإطار إلى شهادة الأطباء الغربيين الذين عملوا في القطاع في ظل الحرب، ولافتاً إلى أن الاحتلال يتعمد استهداف الأطفال بالقصف والقنص وكل وسائل القتل.
وإزاء ذلك، أكد الحوثي أن ما يفعله الاحتلال في قطاع غزة، هو إجرام وطغيان وهمجية ووحشية، مشدداً على أن “كل المنتسبين إلى الكيان الإسرائيلي تجردوا من أي مشاعر إنسانية”.
وعلى الرغم من حجم التدمير والاستهداف المستمر في قطاع غزة، لا تزال المقاومة “تقاتل ببسالة وثبات”، كما أكد قائد أنصار الله.
في هذا السياق، ذكر الحوثي أن المجاهدين في قطاع غزة يواصلون استهداف آليات الاحتلال بصورة فعالة ومتزايدة، بحيث تمكنوا من “إصابة 500 دبابة إسرائيلية وتدميرها، وهذا عدد كبير، عدا عن الآليات الأخرى”.
وتحدث أيضاً عن الخسائر البشرية في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ أعلن الاحتلال “إصابة 9250 جندياً في إحصائية رسمية، إلا أن هذا الرقم قد يكون قليلاً مقارنةً بالرقم الحقيقي”، كما أضاف.
أما عن الضفة الغربية، فأشار قائد أنصار الله إلى مواصلة الاحتلال اعتداءاته على المدن والبلدات والقرى. وأضاف أيضاً أن الاحتلال كثف اقتحامات المسجد الأقصى وتدنيس باحاته.
السيد القائد:
الرد على العدوان الإسرائيلي على الحديدة آت ومستمرون في إسناد غزة دون تردد..#الرد_آت#عملياتنا_مستمرة#سيد_القول_والفعل pic.twitter.com/J9DrHqFF2X— العميد يحيى سريع (@army21ye) July 25, 2024
السيد القائد:
العمليات المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في #العراق ستشهد _إن شاء الله _ تصعيداً كبيراً في الفترة المقبلة..#الرد_آت#عملياتنا_مستمرة#سيد_القول_والفعل pic.twitter.com/v3gKcprpiJ— العميد يحيى سريع (@army21ye) July 25, 2024