الجديد برس/ تقرير
مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي، وفشله في تحقيق أي من أهدافه المعلنة، لجأ العدو الى استهداف قادة المقاومة الفلسطينية واستهداف الضاحية الجنوبية من بيروت مستهدفا رئيس المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” إسماعيل هنية وأحد قادة المقاومة اللبنانية، في تصعيد عسكري هو الأخطر في المنطقة منذ بداية العدوان.
وعقب العملية الصهيونية الغادرة، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) اليوم الأربعاء، عن استشهاد رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في غارة صهيونية استهدفت منزله بطهران.
وقالت الحركة في بيان لها: إنها “تنعى الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية، رئيس الحركة، الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد”.
وتأتي هذه التطورات بعد محاولة اغتيال جيش العدو الصهيوني بطائرة حربية فؤاد شكر، القائد العسكري في المقاومة اللبنانية، في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتعليقًا على هذا الاعتداء الذي تعرضت له الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الثلاثاء، أصدر حزب الله بيانًا أوليًا قال فيه: إنَّه لا زال ينتظر حتّى الآن النتيجة التي سيصل إليها المعنيون فيما يتعلق بمصير القائد الكبير ومواطنين آخرين في المكان، ليُبنى على الشيء مقتضاه”.
ومنذ بدء العدوان الصهيوني على غزة في السابع من أكتوبر الماضي ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 39400، والإصابات الى 90996، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع العدو وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأدانت الفصائل والقوى الفلسطينية، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، كما نعت حركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ “فتح”، وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، والجبهة الشّعبية، والجبهة الديمقراطية، وحزب الشعب، القائد إسماعيل هنية، واعتبرت عملية الاغتيال عملا إجراميا جبانا.. مؤكدة أنها لن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة نضاله وتمسكه بحقوقه وثوابته الوطنية، ودعت لمزيد من الوحدة الوطنية والصمود في وجه الاحتلال وجرائمه.
كما أكدت أن عملية الاغتيال هذه لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني وصموده، بل ستزيده تصميما وإصرارا على المضي قدما بالتمسك بحقوقه وثوابته الوطنية حتى الحرية والاستقلال.
ويرى خبراء أن نتنياهو أخذ الضوء الأخضر الأمريكي لضرب طهران وضاحية بيروت الجنوبية، وهذا يأتي في سياق خلط الأوراق والنصر المزعوم الذي يحاول تحقيقه للهروب إلى الأمام من حربه على غزة.
ويؤكد الخبراء أن التصعيد والجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق المقاومة تمت تحت غطاء أمريكي سافر لا يعترف بالقانون الدولي ولا يفرق بين المدنيين والسياسيين والعسكريين ولا يرعى إلا ولا ذمة.
كما يعتقدون أن الكيان الغاصب فتح أبواب جهنم على نفسه ولن يمر العدوان على قادة المقاومة السياسيين والعسكريين دون رد وأن استمراره يؤدي الى نشوب حرب إقليمية شاملة.
فيما يرى الكثير من النقاد والخبراء أن الإدارة الأمريكية مسؤولية عن التصعيد في المنطقة”، في الوقت الذي يدعي فيه البيت الأبيض أنه لا يريد توسعة النزاعات، إلا أنه يدعم، في الوقت ذاته، الكيان الصهيوني بشكل أعمى”.
وأثار اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تحليلات متعددة حول دلالات هذه العملية وتأثيراتها المحتملة.
وفي هذا السياق، يرى الباحث الإستراتيجي العميد شربل أبو زيد، أن واشنطن تريد إشعال الحرب في المنطقة وأن على “محور المقاومة” اتخاذ مواقف حاسمة في هذا الاتجاه.
وأكّد الباحث أبو زيد، في حديث لإذاعة “سبوتنيك” الروسية للأنباء، أنّ الكيان الصهيوني حصل على ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية ليغتال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية في إيران، ويضرب العاصمة اللبنانية بيروت.
وشدّد أبو زيد، في حديثه على “ضرورة اتخاذ محور المقاومة في المنطقة مواقف حاسمة بشأن آلية الرد على الجرائم الصهيونية”.
وحذّر من “الخرق الأمني الأمريكي والبريطاني والأوروبي والصهيوني الكبير لمنطقة الشرق الأوسط”.. مستنكرا “موقف واشنطن التي تدعي الرغبة في وقف التصعيد في المنطقة”.
واعتبر أبو زيد أنّ “التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط تمثل حشداً وتمهيداً لمعركة كبرى، قد تحصل في أي لحظة”.
بدوره، أدلى الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب المصري، بتصريحات تلخص ما يمكن استنتاجه من هذه العملية الخطيرة وفق رؤيته.
ونشر بكري تعليقا حول اغتيال إسماعيل هنية، قال فيه: إن “عملية اغتيال هنية، وقبلها القيادي في حزب الله الحاج فؤاد شكر، تشير إلى أن خطة الاغتيالات والمطاردة التي وعد بها رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو تمثل الحلقة الثانية من سيناريو الحرب، ويوضح أن الاغتيالات لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستستمر كجزء من استراتيجية صهيونية أوسع”.
وتوقع أن تنعكس عملية الاغتيال بالسلب على المحادثات الجارية لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن.. معتبراً أن هذه العمليات تضع عراقيل أمام الجهود الدبلوماسية وتزيد من تعقيد الوضع” على حد قوله.
وتابع قائلا: “استمرار هذه العمليات من شأنه أن يدفع نحو توسعة الحرب الإقليمية، وهو أمر يمكن أن يغير المعادلة في المنطقة بشكل جذري.. وتوسع الصراع قد يؤدي إلى تداعيات كبيرة على الاستقرار الإقليمي والدولي”.
وختم بكري حديثه بالقول: “اغتيال هنية ليس مجرد حدث عابر، بل يحمل في طياته إشارات خطيرة حول مستقبل المنطقة والعلاقات الدولية.. تتجه الأنظار الآن إلى ردود الفعل المحتملة من الأطراف المعنية وإلى كيفية تطور الأوضاع في الأيام القادمة”.