الجديد برس:
قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، إن الجيش الإسرائيلي وجه ضربات قاضية في الأيام الأخيرة ضد حماس والحوثيين وحزب الله، بينما حذر الإسرائيليين من أن الأوقات الصعبة قادمة.
وأضاف نتنياهو في كلمة له بعد الإعلان عن اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، أنه “لم ولن يخضع للأصوات المطالبة بإنهاء الحرب”.
وزعم رئيس حكومة الاحتلال بأنهم “يقتربون من تحقيق أهداف الحرب وإعادة المختطفين (الأسرى)، وتدمير قدرات حماس العسكرية والسلطوية وتأمين عودة سكان الشمال”.
وفي كلمته تبنى نتنياهو المسؤولية عن اغتيال القائد العسكري الكبير في حزب الله فؤاد شكر لكنه لم يذكر عملية اغتيال إسماهيل هنية في طهران.
وركز نتنياهو على مزاعم اغتيال قائد كتائب القسام محمد الضيف، في وقت سابق من شهر يوليو، والهجوم الذي شن على ميناء الحديدة. كما أشار نتنياهو إلى اغتيال شكر في بيروت يوم الثلاثاء. وقال “نقوم بإغلاق الحسابات ضد كل من يؤذينا”. وحذر من أن “هناك أياماً صعبة تنتظرنا”.
وأضاف نتنياهو: “منذ بداية الحرب أوضحت أننا نخوض حرباً ضد محور الشر الإيراني.. هذه حرب وجود ضد القبضة الخانقة التي تسعى إيران إلى تشديدها حولنا”، حسب تعبيره.
وتابع قائلاً: “لقد ذكرنا في خطاب أمام الكونغرس أن المحور الذي تسعى إيران إلى تشديده حول رقابنا له ثلاثة أذرع حماس والحوثيين وحزب الله، وجهنا في الأيام الأخيرة ضربات ساحقة لكل منهم”.
وأشار نتنياهو في كلمته إلى عملية الاغتيال في بيروت حيث قال: “في هجوم قضينا على نائب نصر الله الذي كان مسؤولاً عن قتل الأطفال وقتل العديد من الإسرائيليين الآخرين.. كان مسؤولاً عن الهجوم المتواصل في الشمال وهو أحد أكثر المطلوبين في العالم وقد رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يأتي برأسه.. كان متورطاً في قتل 241 جندياً أمريكيا و58 جندياً فرنسياً في بيروت.. لقد كان عاملاً رئيسياً في العلاقة بين إيران وحزب الله ومسؤولاً عن مجموعته الصاروخية”، وفق تعبيره.
وأردف قائلاً: “قبل أيام قليلة خلال زيارتي لموقع حادثة مجدل شمس، رأيت عمق الحزن وقلت لإخواننا الدروز نحن إخوة”، على حد قوله.
كما تحدث نتنياهو عن الرد المتوقع من حزب الله على عملية الاغتيال، حيث صرح: “أيها المواطنون الإسرائيليون، أمامنا أيام صعبة.. منذ اعتداء بيروت سمعت تهديدات من جميع الأطراف.. ونحن مستعدون لأي سيناريو وسنقف بحزم في وجه أي تهديد.. إسرائيل ستفرض ثمناً باهظاً على أي عدوان عليها من أي مكان”.
ومضى قائلاً: “في الأيام الأولى من الحرب قلت إن الأمر سيتطلب منا جميعاً الوقت والصبر، وأكرر ذلك اليوم، لا يوجد أسبوع في كل شهر دون أن يُطلب مني إنهاء الحرب ولم نستسلم للأصوات حينها ولن أستسلم اليوم أيضاً.. لم نكن لنقضي على قادة حماس ولما كنا قد قضينا على البنية التحتية تحت الأرض.. ولما كنا قد استولينا على محور فيلادلفيا أنبوب الأكسجين لحماس.. ولم نكن لنهيئ الظروف التي تقربنا من خطة تعيد لنا مختطفينا وتتيح لنا تحقيق كل أهداف الحرب.. وإعادة سكاننا إلى الجنوب والشمال بأمان.. لم يكن الأمر سهلاً وكان علي أن أقاوم الكثير من الضغوط”.
وصرح رئيس حكومة الاحتلال: “لقد حققنا كل شيء تقريباً، لأن مقاتلينا لم يستسلموا وهم مصممون على الفوز”، حسب قوله.
ولم يذكر نتنياهو إطلاقاً الاتصالات الخاصة بصفقة الأسرى والتي قد تتضرر نتيجة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والتي لم يشر إليها هي أيضاً.
جدير بالذكر أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تحدث بعد وقت قصير من اجتماع المجلس الوزاري السياسي الأمني الذي استمر ساعتين ونصف الساعة، علماً أنه دعا إلى عقد مشاورة أمنية أخرى على نطاق محدود.
وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن هذا الاجتماع عقد في الوقت الذي تدور فيه تساؤلات داخل “إسرائيل” حول كيفية رد فعل إيران وحزب الله وحماس على الاغتيالات الأخيرة.
وتثير عمليتا الاغتيال (هنية وشكر) مخاوف كبيرة من تصعيد كبير سيؤدي إلى حرب إقليمية في المنطقة.
حزب الله ينعى القائد العسكري فؤاد شكر
ومساء الأربعاء، أعلن حزب الله اللبناني استشهاد القائد العسكري الكبير فؤاد شكر واسمه الحركي “الحاج محسن” جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية يوم الثلاثاء.
وقال الحزب في بيانه: “بعد مسيرة حافلة كلها إيمان بالله وعهد مع الله، نزف القائد الجهادي الكبير الأخ العزيز والحبيب السيد فؤاد شكر (السيد محسن) شهيداً كبيراً على طريق القدس”.
وأضاف: “وكما كان حضوره المباشر في الحياة معنا قوة مميزة للمقاومة ستكون شهادته العظيمة دفعاً قوياً لإخوانه المجاهدين من أجل المضِي قدما بثباتِ وشجاعة لحفظ الإنجازات والانتصارات والمقدرات وتحقيق الأهداف والآمال التي كان يتطلع إليها هذا القائد الكبير”.
وتابع الحزب: “هذا بيان تعزيتنا وتبريكنا وأما موقفنا السياسي من هذا الاعتداء الآثِم والجريمة الكُبرى سَيُعَبِّرُ عنه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله “حفظه الله” غداً في مسيرة التشييع”.
وكان حزب الله قد أعلن صباح الأربعاء أن فؤاد شكر كان موجوداً في المبنى الذي استهدف بالغارة الإسرائيلية، وأنه ما زال ينتظر رفع الأنقاض لمعرفة مصيره.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع حصيلة شهداء الغارة الإسرائيلية إلى 5 أشخاص، بعد أن كانت أفادت بسقوط 3 قتلى وإصابة أكثر من 70 آخرين.
وقالت الوزارة في بيانها مساء الأربعاء “سقوط 5 شهداء مدنيين، بينهم 3 سيدات وطفلة وطفل، وذلك بعد ارتقاء شهيدة من الجرحى”.
تدريبات إسرائيلية وتهديدات
وفي كلمة له أمام الجنود خلال مناورة لجيش الاحتلال بالمنطقة الشمالية قرب الحدود مع لبنان، هدد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي بتنفيذ اغتيالات أخرى في بيروت لردع حزب الله، وفق تعبيره.
وقال هاليفي: “أتيحت لنا الفرصة أمس لقتل فؤاد شكر، وهو أكبر شخصية عسكرية بحزب الله، وهو أيضاً شخص مقرب جداً من (الأمين العام للحزب) حسن نصر الله، وكان في الواقع يرتب له كل الأمور العسكرية”.
وأضاف: “لم يعد شكر موجوداً، لكننا أيضاً غير مستعدين لاستمرار وُجود حزب الله على الحدود، على بعد 200 متر من المطلة، أو من شتولا، أو من رأس الناقورة”.
ومضى مهدداً بقوله إن جيش الاحتلال يعرف كيفية “الوصول إلى نافذة معينة بأحد أحياء بيروت”، أو “نقطة معينة تحت الأرض”، كما يعرف كيفية تنفيذ “مناورة في الداخل (لبنان) بقوة كبيرة”.
وفي وقت سابق، قال وزير دفاع الاحتلال، يوآف غالانت، إن الجيش الإسرائيلي قضى على من وصفه برئيس الأركان في حزب الله فؤاد شكر بعملية “قاتلة ودقيقة” في ضاحية بيروت الجنوبية.
وأضاف غالانت في منشور على منصة “إكس” أنه باغتيال شكر “أكدنا اليوم أن بمقدرتنا الوصول لكل مكان من أجل تدفيع ثمن لمن يمس بإسرائيل”، وفق تعبيره.
كما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هاغاري، أن الغارة الإسرائيلية نفذت بناءً على معلومات الاستخبارات العسكرية، مشيراً إلى أن شكر كان مسؤولاً عن القتال في مواجهة “إسرائيل” منذ الثامن من أكتوبر الماضي، حسب قوله.