الجديد برس:
سلطت مجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية الضوء على تنامي قوة الحوثيين، وكيف تحقق حلمهم بالقتال المباشر ضد “إسرائيل” بعد الضربة الناجحة التي استهدفت مدينة “تل أبيب” بطائرة بدون طيار. وأوضح التقرير الذي نشرته المجلة أن الحوثيين، الذين يشتهرون بشعارهم “الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود”، أصبحوا قوة لا يستهان بها في المنطقة.
وقالت المجلة في تقريرها أن الحوثيين كانوا يريدون الحرب مع “إسرائيل” منذ عقود، ويتضمن شعارهم المميز المكون من خمسة أسطر، والمطبوع على الأعلام ويتم ترديده في التجمعات، عبارتي (الموت لإسرائيل، واللعنة على اليهود)”.
وأضافت أنه “في التاسع عشر من يوليو، تحققت رغبة الحوثيين عندما ضربت إحدى طائراتهم بدون طيار برجاً شاهقاً في تل أبيب، مما أسفر عن مقتل رجل وإصابة آخرين. وكان الانفجار إشارة إلى واقع جديد مثير للقلق: فبعد أن حاصرتها حماس في الجنوب وحزب الله في الشمال، تقاتل إسرائيل الآن جماعة إسلامية أخرى، نجحت – وإن بشكل متواضع – في اختراق دفاعاتها الجوية الأسطورية”.
وأشار التقرير إلى أن “الحوثيين لا يشكلون تهديداً لإسرائيل فقط، التي ردت على الفور بشن غارات جوية على ميناء يسيطرون عليه على البحر الأحمر، بل أصبحوا أيضاً أكثر خطورة وتقلباً بشكل مطرد في الأشهر الأخيرة. فقد حافظوا على هجماتهم ضد الشحن التجاري في البحر الأحمر، بل وكثفوها على الرغم من الجهود العسكرية الأمريكية واسعة النطاق لوقفهم”.
وأضاف التقرير أن القائد الأعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط أصدر مؤخراً تقريراً مثيراً للقلق يقول إن الجهود العسكرية لكبح جماح الحوثيين فشلت ويجب توسيعها. وأشار إلى أن قوات صنعاء تمكنت أيضاً من “إجبار المملكة العربية السعودية على التراجع المهين في نزاع العقوبات المالية من خلال التهديد بمهاجمتها”.
واعتبر التقرير أن هذه القوة “تشكل جزئياً مقياساً لمدى ضعف جيرانهم الشديد”. فـ”ضربة صاروخية ناجحة على فندق في دبي أو مركز مؤتمرات في الرياض تعتبر ضربة مدمرة، وتبلغ قيمتها مليارات الدولارات من الخسائر في الأعمال التجارية وعائدات السياحة”. أما الحوثيون فلا يخشون مثل هذه الأمور؛ فقد اعتادوا التعرض للقصف ويتلذذون بالاستشهاد، كما اعتادوا العيش في الكهوف.
وأضاف التقرير: “لقد استخدموا أسلحة أكثر تطوراً منذ أن بدأوا في مهاجمة السفن في البحر الأحمر العام الماضي، وقد يزداد الوضع سوءاً”.
وأشار إلى أنه “مع تعليق العمل بخريطة الطريق، بدأت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، ومقرها مدينة عدن الساحلية الجنوبية، في بذل الجهود في الأشهر الأخيرة لإضعاف الحوثيين من خلال قطع وصولهم إلى النظام المصرفي الدولي. لكن الحكومة التي تتخذ من عدن مقراً لها ليس لديها أموال وهي تعتمد بشكل كامل على السعوديين. وفي يوليو هدد الحوثيون بمهاجمة السعوديين إذا لم يضعوا حداً للعقوبات المالية، وسرعان ما استسلم السعوديون، وقد تكرر النمط نفسه مراراً وتكراراً في السنوات الأخيرة.
واختتم التقرير بالقول: “هناك أمر واحد لا شك فيه، وهو أن الضربة الناجحة التي شنوها بطائرة بدون طيار على إسرائيل كانت بمثابة حلم تحقق. ويبدو أنهم مترددون في مقايضة تشددهم بالمال الذي يحتاجون إليه بشدة، فقد قال زعيمهم عبد الملك الحوثي في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي: “لقد كنا سعداء للغاية” بالمشاركة المباشرة في حرب مع إسرائيل والولايات المتحدة”.