الجديد برس
بقلم / علي شرف المَحَطْوري
لم تدرك السعودية أنه لا شيء خدم ثورة 21 سبتمبر 2014 وقدم لها كافة التسهيلات لأن تصل إلى عقر الطاغية المجرم علي محسن وتطيح به مثل غباء هذا الأخير وحزبه الإخواني المتعنتين في كل مراحل الصراع السابقة واللاحقة.
ومحاولة السعودية إعادة تعويم علي محسن ومنحه منصب عميل برتبة “نائب رئيس” وبقدر ما هي خطوة تهدف إلى استفزاز الشعب اليمني وصناع ثورة 21 سبتمبر، فهي تكشف عن حجم الصراع الدائر بين دول التحالف (السعودية والإمارات)، وبين هادي وبحاح بإقالة هذا الأخير والتخلص من خدماته، وتنصيب عميل آخر هو أحمد عبيد بن دغر بدلا عنه.
كما أنها خطوة تدل على ضيق خيارات تحالف العدوان، وفقدان السعودية بالتحديد الكثير من أدواتها في الداخل، وتنبئ عن نزوع بن سلمان والأمريكان من خلفه نحو فرض حالة “الحرب الدائمة” داخل اليمن، بتجميع الإخوان تحت راية علي محسن، والدفع بهم نحو مواجهة ثورة 21 سبتمبر التي تمكنت من إثارة سخط الشعب اليمني ضد “الهيمنة الأمريكية” مما أدى إلى إغلاق السفارة الأمريكية لأول مرة في تاريخ الجزيرة العربية وليس اليمن فحسب، وواشنطن لم تنس تلك الصفعة السياسية الموجهة إليها من قبل شعب فقير معدم كاليمن.
ولا يُستبعد أن السعودية تحاول استنساخ “المبادرة الخليجية”،حيث تنوي التخلص من هادي، وتنصيب علي محسن رئيسا، ولكن مَن أعطى السعودية كل هذا اليقين بأن كل ما ترسمه وتخطط له سوف ينتهي به إلى التطبيق، ألا يجدر بها أن تضع حسابا لأن هناك من هو جاهز لتكرار 21 سبتمبر وعلى مستوى أكبر.
ونصيحة إلى بن سلمان أن يكون قوي القلب، ويستمر في جنونه وغبائه، فليس شيئاً حظي به أنصار الله مثل غباء أعدائهم.