الجديد برس:
استشهد 30 فلسطينياً في قطاع غزة على الأقل، وجرح عشرات آخرون، بعدما شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غاراتٍ على مدرستين في مدينة غزة، في مجزرة جديدة ارتكبها مستهدفاً مبانٍ تؤوي آلاف النازحين.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مصادر طبية قولها إن 30 شهيداً وعشرات الجرحى بينهم حالات خطيرة في قصف الاحتلال مدرستي حسن سلامة والنصر غرب مدينة غزة.
من ناحيتها، أفادت مواقع فلسطينية بأن القصف “دمر الجناح الشمالي لمدرسة النصر والذي يتكون من 3 طوابق، فيما دمر القصف الطابق الأرضي في مدرسة حسن سلامة”.
وأظهرت مقاطع فيديو “اندلاع الحرائق داخل المدرسة التي تؤوي آلاف النازحين الذين دُمرت منازلهم”.
الدفاع المدني: جهازنا بات عاجزاً عن التعامل مع القصف الإسرائيلي
في السياق ذاته، صرح جهاز الدفاع المدني في غزة، بأنه لا يزال نحو 16 فلسطينياً نازحاً مفقوداً تحت أنقاض مبنى المدرسة، وطواقمنا تواصل بحثها في المكان، وفق العائلات.
وأضاف أن “الجهاز بات عاجزاً عن التعامل مع القصف الإسرائيلي بسبب تهالك المعدات، وأن عناصره يعملون بالحد الأدنى من الوسائل المتاحة”.
وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي لا يحترم أي مواثيق أو أعراف في حربه على قطاع غزة، وما استمرار قصفه للمدراس التي تؤوي آلاف النازحين إلا دليلٌ جديد على ذلك، مشيراً إلى أن أغلب الجرحى الذين يصلون إلى المستشفيات هم من الأطفال والنساء.
ويأتي قصف المدرستين خلال أقل من 24 ساعة على ارتكاب الاحتلال مجزرة مماثلة بقصف مدرسة حمامة في حي الشيخ رضوان، الأمر الذي أدى إلى استشهاد 16 فلسطينياً من النازحين في المدرسة.
وفجر اليوم، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي، مجزرةً جديدة، مستهدفاً خيام النازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى، في دير البلح وسط القطاع، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء 3 شهداء وأكثر من 18 إصابة، في حصيلة لا تزال أولية، فيما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن مستشفى شهداء الأقصى.
“إسرائيل” قصفت 172 مركزاً لإيواء النازحين
من جانبه، قال مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة إن 172 مركزاً لإيواء النازحين استهدفها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.
وأشار المكتب إلى أن “نحو 1040 شهيداً ارتقوا داخل المدارس منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع”.
واليوم، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ 303، إلى 39583 شهيداً و91398 جريحاً، تم تسجيلهم منذ الـ7 من أكتوبر الماضي.
في غضون ذلك، لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وسط تعذر وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، بسبب الركام الكثيف والقصف المتواصل.
حماس تدعو إلى محاسبة كيان الاحتلال على جرائمه
وتعليقاً على مجزرة الاحتلال في مدرستي حسن سلامة والنصر غرب مدينة غزة، قالت حركة حماس في بيانٍ لها إن الاحتلال يتعمد تنفيذ مجازر ضد المدنيين، وأنه يتوجب على المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية العمل على وقف هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها.
وقالت حماس في بيانها إن أهداف الاحتلال من وراء هذه المجازر، من إرهاب وترويع وتهجير، “ستنكسر على صخرة صمود هذا الشعب ومقاومته الباسلة، وأوهام التركيع والإخضاع التي تسكن رأس نتنياهو وزبانيته ستنقلب دماراً وخراباً على كيانه الهش المأزوم، وجيشه الفاشل”.
النفايات ومياه الصرف تهدد حياة النازحين
هذا وحذرت بلدية غزة في وقت سابق اليوم من أن استمرار أزمة تكدس كميات كبيرة من النفايات يزيد من انتشار الأمراض والأوبئة ويهدد بتفاقم الأزمات الصحية والبيئية في المدينة، لافتةً إلى تكدس نحو 100 ألف طن من النفايات في مدينة غزة وحدها وتسرب المياه العادمة في شوارع المدينة، بالإضافة إلى عدم توفر كميات كافية من المياه.
وأشارت البلدية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي دمر منذ بدء العدوان في أكتوبر من العام الماضي نحو 126 آلية من مختلف الأحجام، ودمر 60 بئراً في عدة مناطق، بالإضافة إلى تدمير المنشآت الصحية والمرافق الخدماتية المختلفة، واقتلع نحو 60 ألف شجرة في معظم مناطق المدينة.
وطالبت بلدية غزة المنظمات المحلية والإقليمية والدولية كافة بسرعة التدخل وإنقاذ الأوضاع الإنسانية والمساعدة في توفير الآليات وقطع الغيار والوقود بكميات كافية ومعالجة الكارثة والتخفيف منها لمنع تفاقم الكارثة الصحية ووقف تزايد انتشار الأمراض المختلفة.
وأفادت وزارة الصحة بتسجيل 100 ألف حالة التهاب كبد وبائي في القطاع منذ بدء العدوان، وحذرت الوزارة من أن القطاع على شفا كارثة وبائية وبيئية وإنسانية من جراء تكدس النفايات وتلوث المياه وقلة الأدوية.