الجديد برس:
أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن المواجهة الحالية بين الولايات المتحدة وقوات صنعاء في البحر الأحمر وخليج عدن تسلط الضوء على “تآكل الهيمنة البحرية الأمريكية في المنطقة”، مشيرةً إلى أن الرسالة الرئيسية التي يتم إرسالها هي أن الولايات المتحدة تتعرض للردع بدلاً من أن تكون هي الرادعة لأعدائها.
وفي تقريرها، تناولت الصحيفة أنباء قيام الولايات المتحدة بإرسال قطع بحرية حربية إلى المنطقة، موضحةً أنه “في حين قد يعالج هذا الانتشار التهديدات المباشرة، فإنه لا يفعل الكثير لمعالجة الضرورة الاستراتيجية الأوسع نطاقاً، وهي استعادة الهيمنة الأمريكية في الممرات البحرية”.
وأشارت إلى أن العام الماضي شهد إضعافاً لموقف الولايات المتحدة، وخاصة بسبب افتقارها إلى استجابة جريئة وقوية بما فيه الكفاية لردع الحوثيين، مما سمح بتآكل النفوذ الأمريكي في منطقة يعتبر فيها التفوق البحري أمراً بالغ الأهمية.
وأضاف التقرير أن “البحرية الأمريكية كانت تاريخياً ركيزة من ركائز القوة الأمريكية”، ولكن “الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط، وتحديداً الاستجابة العاجزة للتهديد الحوثي، سلطت الضوء على حقيقة مثيرة للقلق وهي: تآكل الهيمنة البحرية الأمريكية في المنطقة”.
كما أكدت الصحيفة أن “الاستجابة الأمريكية” لعمليات قوات صنعاء في البحر الأحمر وخليج عدن لم ترقَ إلى مستوى “عمل عسكري حاسم ومستدام”.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الوضع الذي وصفته بـ”التقاعس” له عواقب منها أنه “يرسل رسالة مفادها أن الولايات المتحدة هي التي يتم ردعها”، معتبرةً أن ذلك “يقوض مصداقية أمريكا ويضعف قدرتها على الدفاع عن مصالحها وحلفائها”.
وأضافت أن وضع الولايات المتحدة في البحر الأحمر “يخلق حالة من عدم اليقين بين الحلفاء الإقليميين مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الذين قد يشككون في مصداقية الدعم الأمريكي ويسعون إلى ترتيبات أمنية بديلة، ربما مع قوى منافسة مثل روسيا أو الصين”.