الأخبار المحلية تقارير

نذر السلام تشظي تجار الحروب .. سقوط آخر في نفق التحالفات (تحليل)

الجديد برس :موقع المستقبل

“وحده السلام، السلاح الأمضى لتفكيك خطوط العملاء والمرتزقة وتجار الحروب” وتلك ليست مقولة فلسفية ، بل حقيقة شهد اليمنيون اليوم تفاصيلها في التداعيات التي داهمت طابور مرتزقة الرياض، فما إن لاحت في الأفق نذر وقف العدوان السعودي وقبل أن تضع الحرب اوزارها بترتيبات تمضي قدما لوضع نهايتها البائسة حتى نال جبهة العملاء والمرتزقة بقيادة عبد ربه منصور هادي ما نالهم من التفكك والتصدع قبل أن تلتهم الدوامة آخرين من عملاء العدوان في سلسلة اتهامات وتصفيات وتحالفات دشنت مرحلة جديدة من الصراع سيكون هذا الفريق وحده وقودها ونارها. وغداة الاعلان الرسمي للنظام السعودي الانخراط بجدية في مفاوضات ترعاها الأمم المتحدة تستهدف وضع حد للحرب التي تقودها الرياض على اليمن بخطوات أممية لوقف النار وعودة الأطراف اليمنين إلى مفاوضات الحل السياسي تفكك طابور المرتزقة وتجار الحروب بدوامة خلافات مضت قدما بانشقاقات واتهامات متبادلة وسط تطورات دراماتيكية ميدانية تكللت بانهيارات متوالية لقوى العدوان والمرتزقة في ميدي والربوعة وصولا إلى تعز ولحج. وارتدت خطوات سياسية شرع فيها النظام السعودي في اطار محاولاته خلط الاوراق وبالا على عملاء ومرتزقة العدوان السعودي بعدما ارغمت هادي التوقع على قرارات ارتجالية قضت بإقالة رجل الامارات الأول في اليمن خالد محفوظ بحاح من منصبه نائبا للرئيس رئيسا للحكومة، وأتت بالدكتور بن دغر رئيسا للحكومة والجنرال العجوز علي محسن نائبا للرئيس. والقرارات التي بدت من الوهلة الأولى سعودية أكثر من كونها يمنية وقعها هادي مرغما املا في مكاسب يحققها من سيده السعودي قبل رحيله غير المشرف من دائرة الحياة السياسية اليمنية، لكنها فتحت الباب لمرحلة صراع جديدة بعدما اشعلت زوبعة خلافات وتصدعات طاولت طابور المرتزقة المحيطين بهادي الذين شرعوا في بناء تحالفات وخنادق لمرحلة صراع قادمة مفتوحة على كل الاحتمالات، لعل من أملاها هو روح العدالة الإلهية فما من دائرة تتسع لهؤلاء سوى تلك المفعمة بالخراب والدمار والحروب الطاحنة وهو الطريق ذاته الذي اختاره هؤلاء منذ اليوم الأول لمساندتهم العدوان السعودي الهمجي على اليمن. وإذ قدمت هذه التداعيات دليلا اضافيا على عجز هذا الفريق الذي تمترس طوال الفترة الماضية خلف صواريخ طائرات تحالف العدوان السعودي الهمجي وآلياته وأمواله المدنسة عن التعايش مع ظروف السلام، فقد قدمت ايضا دليلا آخر للشعب اليمني على افلاس هذا الفريق وانعدام المشروع الوطني لديه وبراعته في استثمار دماء اليمنيين ومعاناتهم وآلامهم وأحلامهم في الاثراء غير المشروع واستعدادهم المبيت لعب دور تجار الحروب في مختلف الظروف. وحال الفريق المحيط بهادي ومعه الرموز العتيقة لفرع التنظيم الدولي للاخوان (حزب الإصلاح) والتنظيمات المتشددة التي لبست عباءة الأحزاب السياسية، لا يختلف كثيرا عن حال اقطاب اليسار في الحزب الاشتراكي والتنظيم الناصري الذي أبو إلا أن يكونوا جزءا من معادلة ودوامة الصراع الجديدة بعدما عجزوا سابقا عن الصمود أمام حركة التحولات السياسية اليمنية بنزعتها الثورية نحو التغيير، وتمترسوا في صف أعتى الانظمة الاستبدادية واكاذيبها في شأن مصالح الشعب اليمني والدولة اليمنية. وبلغت التصدعات في جبهة عملاء ومرتزقة العدوان السعودي مستوى خطيرا ينذر بتلاشي وشيك لهذه الجبهة التي طالما راهن عليها تحالف العدوان السعودي الاماراتي الاميركي في حربه الظالمة والوحشية على اليمن. وقياسا بجهود احتواء وطنية تكللت اليوم بتفاهمات جديدة بين جماعة انصار الله والنظام السعودي لصالح استمرار التهدئة في الجبهة الحدودية بما في ذلك جبهة ميدي وبعض المحافظات على طريق الوقف الشامل لإطلاق النار وتعبيد الطريق لجولة مفاوضات الكويت، مضت مشاريع تحالف العدوان المرتزقة نحو المزيد من التعقيد. وتصدعت جبهة عملاء العدوان السعودي على نحو خطير بعد إعلان بحاح الانشقاق عن نظام هادي ورفضه قرار اصدره هادي يوم أمس الأول قضى بإقالته من منصبه، فيما اعتبره بحاح انقلابا” على الشرعية الزائفة التي اخترعتها لهم مطابخ العدوان السعودي. ورغم ذلك فان أكثر مظاهر التصدع في عملاء الرياض الضالعة بجرائم قتل وتشريد مئات الآلاف من اليمنيين وتدمير المدن والقرى والبنى التحتية للدولة اليمنية برزت في المخاوف التي عبر عنها بعض القادة الكبار المقربين من هادي والذين افصحوا عن اسئلة مرتبكة وشائكة لم تقدم لها اجابات حتى الآن حول مصيرهم الغامض في ظل التسويات القادمة.