الجديد برس:
تعرضت سفينة نفطية لرباعية من الهجمات المتلاحقة في البحر الأحمر يومي الخميس والجمعة، في حادثة تُعتبر غير مسبوقة حسب ما أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وتقارير غربية كشفت عن تفاصيل الحادثة وهُوية السفينة المستهدفة.
وفي يوم الخميس، أفادت الهيئة البريطانية عبر مذكرة رسمية بأنها “تلقت تقريراً حول الهجمات التي وقعت على بُعد 45 ميلاً بحرياً جنوب المخا في اليمن”. ووفقاً للمذكرة، أشار الربان إلى تعرض السفينة لهجوم بواسطة قذيفة (آر بي جي) من قاربين صغيرين بلونين أبيض وأسود، كان على متنهما أربعة أشخاص يرتدون معاطف بيضاء وصفراء واقية من المطر.
وأكدت الهيئة أن السفينة وطاقمها كانوا في أمان واستمروا في الإبحار إلى الميناء التالي. وفي يوم الجمعة، تم تحديث المعلومات لتشير إلى هجوم إضافي بواسطة صاروخ انفجر بالقرب من السفينة.
وفي تحديث لاحق من نفس اليوم، أبلغ الربان عن الهجوم الثالث بواسطة زورق مسيّر، حيث تمكن الطاقم الأمني من إطلاق النار عليه ما أدى إلى انفجاره قرب السفينة. وبعد نحو ساعتين، تعرضت السفينة للهجوم الرابع بواسطة صاروخ آخر انفجر بالقرب منها. وأكدت الهيئة أن الطاقم والسفينة لم يتعرضوا لأضرار.
حتى الآن، لم تعلن قوات صنعاء مسؤوليتها عن الهجمات. ووصف موقع “ماريتايم إكسكيوتيف” الأمريكي المتخصص في الشؤون البحرية الهجمات بأنها “نادرة” بسبب استخدام مجموعة متنوعة من الأسلحة تشمل الزوارق السريعة والقذائف التي تُطلق من الكتف والصواريخ والطائرات بدون طيار.
التقارير أكدت أن السفينة المستهدفة هي ناقلة النفط “دلتا بلو”، التي تعد من نوع “سويزماكس”، وتُرفع علم “ليبريا”. السفينة بطول 274 متراً وعرض 48 متراً، وتديرها شركة “دلتا تانكرز” اليونانية. وتبين البيانات الملاحية بعد وقوع الهجمات أنها تتواجد حالياً في منتصف البحر الأحمر ومتجهة شمالاً.
وبحسب موقع “ماريتايم إكسكيوتيف” فإن الشركة “دلتا تانكرز” تملك 29 ناقلة، وقد تم احتجاز إحدى سفنها في إيران في مايو 2022 وهي سفينة “دلتا بوسيدون”.
ونقل الموقع عن مجموعة الأمن البحري “نبتون بي 2 بي” قولها إن “شدة هذا الهجوم المطول تشير إلى أن السفينة من المرجح أن تكون مرتبطة بإسرائيل إما من خلال الملكية أو نشاط التداول الأخير”، ما يجعلها هدفاً محتملاً لقوات صنعاء.
وأفاد موقع “ماريتايم إكسكيوتيف” أن السفينة كانت محملة بالوقود وأظهرت إشارة على نظام التعريف الآلي بوجود حراس مسلحين على متنها.
الجدير بالذكر أن قوات صنعاء قد استهدفت العديد من السفن التابعة لشركات شحن يونانية ضمن “المرحلة الرابعة من التصعيد”، بسبب انتهاك هذه الشركات لقرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة. وفي هذا السياق، تسعى شركات الشحن الكبرى، التي امتنعت عن الوصول إلى الموانئ الإسرائيلية، لتفريغ بضائعها في موانئ بديلة، مثل اليونان، ومن ثم تقوم “إسرائيل” باستئجار شركات أخرى لنقلها بتكاليف إضافية.