الجديد برس:
تتداعى القبائل في المحافظات اليمنية الجنوبية إلى حراك متصاعد ومستمر ضد الفصائل المسلحة التي تحكم تلك المحافظات، على خلفية مطالب حقوقية مشروعة، منها ما يتعلق بنصيب تلك المناطق وأبنائها في الثروات السيادية التي تنتجها محافظاتهم والخدمات التي يعتبر الحصول عليها أبسط ما ينبغي أن توفره السلطات ليعيشوا حياة كريمة، وهو ما يحدث في حضرموت، ومنها ما يتعلق بالحرية وضمان سلامة الأرواح وأمانها، وهو ما يحدث في شبوة التي تطالب قبائلها بالكشف عن مصير أبنائها المعتقلين في سجون المجلس الانتقالي، الذين مرَّ على اعتقالهم أكثر من ثماني سنوات لا تعرف عنهم أُسرهم شيئاً منذ اعتُقلوا.
قبيلة لقموش في محافظة شبوة، يصعِّدون تحركاتهم وإجراءاتهم المطلبية لإطلاق سراح أبنائهم ومعرفة مصيرهم، والشيء الوحيد الذي يعرفونه هو أنهم معتقلون ومخفيون قسراً داخل سجون الانتقالي الموالي للإمارات، أما هل مازالوا أحياء أو أنهم ماتوا تحت التعذيب، فهذا ما يريدون معرفته ويصرون عليه.
القبائل الأخرى في شبوة تتداعى تباعاً إلى الالتفاف حول قبيلة لقموش وتتضامن مع مطالبها وتؤيدها، وتعلن الوقوف إلى جانبها في كل تحركاتها، حيث دعا الشيخ حاتم بن محسن بن فريد العولقي، خلال تسجيل صوتي تداوله، الجمعة الماضية، ناشطون على مواقع التواصل، كل قبائل شبوة للوقوف إلى جانب قبيلة لقموش المطالبة بالكشف عن مصير أبنائها وإطلاق سراحهم من سجون المجلس الانتقالي بعدن وغيرها من المحافظات.
الشيخ العولقي أكد وقوفه الكامل إلى جانب قبيلة لقموش، داعياً مشايخ ووجهاء شبوة إلى الضغط على الجهات المعنية في عدن للإفراج عن أبناء القبيلة، معتبراً بقاءهم ثماني سنوات داخل سجون من وصفها بالعصابات في عدن “وصمة عار في جبين كل أبناء قبائل شبوة الذين لم ينتصروا لأبنائهم ومظالمهم”.
وأكد الشيخ العولقي أن اللقاء المقبل لقبائل شبوة مع لقموش سيمثل “رسالة قوية لكل من يتطاول على أبناء شبوة وحقوقهم”، محذراً من المماحكات التي قال إن هناك أطرافاً سوف تستغلها لأهداف سياسية وحزبية، خصوصاً المرتبطة بالقضايا الحقوقية، لافتاً إلى ضرورة أن يبقى صوت شبوة قوياً، حسب تعبيره.
كما شدد على ضرورة رص الصفوف وتكثيف الجهود وتصعيد الموقف في حال لم تتجاوب سلطات عدن مع مطالب أبناء لقموش، وذلك من خلال اتخاذ قرارات قوية تحفظ لأبناء شبوة حقوقهم وكرامتهم، حسب قوله.
في السياق، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مرئياً كشف جانباً من أسرار اختطاف وإخفاء أبناء قبيلة لقموش في سجون المجلس الانتقالي بعدن، منها تفاصيل مداهمة عناصر تابعة لمدير أمن عدن السابق شلال شايع، مطعم صالح بن سعيد القميشي في المنصورة، واختطافه، وإلحاق أخيه محمد به بعد ثلاثة أيام، ولا يزال مصيرهما حتى الآن مجهولاً، رغم ما كابدته أسرتهما طيلة ثمانية أعوام من البحث الذي لم يأتهم بنتيجة.
التسجيل المرئي المتداول، أظهر أيضاً لقطات بشعة للتعذيب الذي نال أبناء القميشي وثمانية معتقلين آخرين تم ترحيلهم إلى السجن السري المعروف بقاعة وضاح، وسط توقعات بأن الجميع تمت تصفيتهم.
يشار إلى أن قبيلة لقموش أمهلت، الإثنين الماضي، شلال شايع رئيس مكافحة الإرهاب، المتهم باختطاف أبنائها ثمانية أيام للكشف عن مصيرهم، ويبدو أن المهلة ستنتهي بدون أن يتم الكشف عن مصير المخفيين، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع وتيرة التصعيد وانتقاله إلى مراحل متقدمة ربما تكون تداعياتها وخيمة على المجلس الانتقالي، حسب مراقبين.
*YNP / إبراهيم القانص