الجديد برس:
كشفت دراسة حديثة قام بها علماء من جامعة سيتشوان، في الصين، أن تنشيط وزيادة قوة العضلات، قد يوفر فوائد صحية أكبر للدماغ، مقارنة بأدوية مكافحة السمنة التي تركز على الوزن.
كشفت الدراسة الجديدة أن مواقع الدهون تحت الجلد تؤدي وظيفة أفضل في التنبؤ بالأمراض العصبية التنكسية، والعلامات البيولوجية للشيخوخة في الدماغ، مقارنة بالمقاييس العمومية للعضلات، ومقاييس الدهون الكلية في الجسم.
قام الفريق بتحليل بيانات 412691 شخصاً شاركوا في التجربة. مع متوسط عمر 56 عاماً، أصيب 8224 منهم بالخرف بما في ذلك مرض الزهايمر، وباركنسون.
يقول عالم الأوبئة، في جامعة سيتشوان، هوان سونغ: “تسلط هذه الدراسة الضوء على إمكانية تقليل خطر إصابة الأشخاص بهذه الأمراض من خلال تحسين تكوين أجسامهم”.
وكان المشاركون الذين حافظوا على قوة عضلية عالية نسبياً، التي تم قياسها من خلال قبضتهم، أقل عرضة بنسبة 26 في المائة للإصابة بحالة تنكسية عصبية مثل الخرف.
كتب الباحثون في ورقتهم البحثية: “قد تلعب جودة العضلات، مقارنة بكمية العضلات، دوراً أكثر أهمية في تطور الأمراض التنكسية العصبية”.
وكشفت الدراسة المنشورة في مجلة “ساينس أليرت” العلمية، أن أولئك الذين لديهم مستوى أعلى من دهون الذراع مقارنة بدهون الساق، كانوا أيضاً أكثر عرضة بنسبة 18 في المائة للحصول على تشخيص لحالة تنكسية عصبية.
لكن توزيع الدهون على أجسامنا هو في أقل تقدير علامة على مشاكل صحية قد تؤدي إلى تفاقم شيخوخة الدماغ. على سبيل المثال، فإن العديد من المرضى الذين أصيبوا بحالة تنكسية عصبية لديهم تاريخ من أمراض القلب، والسكتات الدماغية، وكلاهما مرتبط بشكل مباشر بالدهون الزائدة.
يمكن أن تكون الدهون تحت الجلد علامة على أن أجسامنا فيها رواسب دهنية في الأعضاء الحشوية، بما في ذلك عضلاتنا، مما يزيد من الالتهاب ويضعف وظيفتها. يؤدي هذا بعد ذلك إلى تلف البطانة الداخلية للأوعية الدموية، مما يؤدي مباشرة إلى أمراض القلب.
كانت دهون البطن عاملاً آخر مرتبطاً بزيادة خطر التنكس العصبي. في الرجال الذين لديهم مستويات عالية من الدهون حول جذعهم، كان معدل المرض 3.38 حالة لكل 1000 شخص سنوياً، مقارنة بـ 1.83 حالة بين الرجال الذين لديهم مستويات منخفضة من دهون البطن.
في النساء اللاتي لديهن مستويات عالية من الدهون في البطن، كان معدل الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية 2.55 لكل 1000 شخص سنويًا، مقارنة بالنساء اللاتي لديهن كميات منخفضة من دهون البطن عند 1.39.
يقول سونغ أن “التدخلات المستهدفة لتقليل دهون الجذع والذراعين مع تعزيز نمو العضلات الصحية قد تكون أكثر فعالية للحماية من هذه الأمراض من التحكم العام في الوزن”.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة “ساينس أليرت” العلمية، تؤثر الأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر، وباركنسون على أكثر من 60 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن ينمو هذا العدد مع تقدم السكان في السن، لذلك من الأهمية أن نحدد طرق تعديل عوامل الخطر لتطوير بعض الأدوات الوقائية.
تحليل الدهون وتوزيعها
تعد الدهون في الجسم مؤشراً مهماً للحالة الصحية العامة. بينما يرتبط تراكم الدهون في منطقة البطن بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع 2، فإن الدهون المتراكمة في الذراعين والساقين يمكن أن تكون لها مؤشرات صحية مختلفة. الدهون في الأطراف قد تكون مرتبطة باضطرابات أخرى أو حالات طبية مثل السمنة الموضعية أو احتباس السوائل.
الأمراض المحتملة
1. مشاكل الدورة الدموية: تراكم الدهون في الذراعين والساقين قد يكون مرتبطاً بمشاكل في الدورة الدموية. قد تشير هذه الدهون إلى اختلالات في الأوعية الدموية أو زيادة في ضغط الدم، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
2. الاضطرابات الهرمونية: يمكن أن تكون الدهون الزائدة في هذه المناطق نتيجة لاختلالات هرمونية. حالات مثل متلازمة تكيس المبايض أو اضطرابات الغدة الدرقية قد تؤدي إلى تراكم الدهون في مناطق معينة من الجسم.
3. التورم المزمن: في بعض الحالات، يمكن أن يكون تراكم الدهون نتيجة لتورم مزمن أو احتباس السوائل، مما قد يكون علامة على حالات صحية مثل التهاب الأوعية الدموية أو قصور القلب.