الجديد برس/
لاقى تنفيذ حكم الإعدام بحق القاصر “طارق محمد ناجي النصاريˮ والمتهم بقتل المجني عليه “علي حسين محمد هدنةˮ، اليوم، في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، استياء رواد منصات التواصل الاجتماعي، الذين قالوا أن “النصاري” أقدم وهو قاصراً على قتل المجني عليه “دفاعاً عن شرفه” وأن حكم إعدامه .
والشاب “طارق محمد ناجي النصاريˮ، من أبناء مديرية السدة محافظة إب، تسكن أسرته في العاصمة صنعاء، قدم إلى محافظة حضرموت، مطلع العام 2017م، وعمره 14 عاماً باحثاً عن فرصة عمل، وعمل في محل “بنشر” في مديرية “رماة” مع مواطن يدعى “علي حسين هدنة”، من أبناء بيحان التابعة لمحافظة شبوة.
تقول المصادر، إن “طارق نصاري”، تعرض لـ“محاولة اغتصاب من قبل نجل صاحب محل البنشر المدعو علي حسين هدنة، ما دفعه إلى القيام بقتله دفاعاً عن شرفه”، وكان ذلك بعد نحو عام من العمل معه في البنشر وكان عمره حينها 15 سنة.
وأظهرت صور محاضر ضبط متعلقة بمعاينة مكان الحادثة صادرة عن شرطة رماة، كمية من مادة الحشيش والحبوب المخدر في سيارة المجني عليه، وداخل شنطة ملابسه، والذي كان منبوذاً من سكان المنطقة وسبق أن حرموا عليه دخول مدينتهم.
وكان النصاري قد طالب من والد المجني عليه صاحب الورشة مستحقاته طوال العام التي كان يعمل فيها بهدف الاغتراب في السعودية لكن صاحب البنشر رفض تسليمه ما عليه من مستحقات
قبل نحو شهرين، صدر حكم الإعدام بحق “نصاري” ، ما دفع قبائل من صنعاء وإب ومأرب وشبوة ومحافظات أخرى، إلى التوجه إلى أسرة “هدنة” وقبيلة “المصعبين” في بيحان بشبوة، ونصب مطارح لهم هناك مطالبين بالعفو.
وبعد أسابيع من نصب المطارح، وأبدت “أسرة آل هدنة” ووجها أسرة “آل الفطامي” ومن معهم من وجهاء قبيلة المصعبين التي ينتمي إليها المجني عليه، موافقتها على العفو عن “نصاري” في ساحة الإعدام، وتم رفع المطارح، ليتفاجأ المتضامنون مع “نصاري”، اليوم، بتنفيذ حكم الإعدام.
وتقول المحكمة إن التنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص حتى الموت جاء بعد محاولات إقناع وترغيب من وسطاء قبليون وفاعلي خير لأولياء الدم المجني عليه بالمسامحة والعفو، وبعد رفض أولياء الدم ذلك، ليتم تنفيذ الحكم بالإشراف المباشر من رئيس نيابة استئناف سيئون القاضي محمد عوض بن علي الحاج.
وأثار تنفيذ الحكم، بحق قاصر المخالف للدستور والقوانين اليمنية وإخلاف “آل هدنة” بالوعد، استياء المتضامنين مع “النصاري” حيث كتب الناشطين منهم “شجاع مظفر”، تدوينة على “فيسبوك”، قال فيها: “هدنة يغدر بالولد طارق النصاري، بعد أن وعد الناس والقبائل بأنه سيعفوا يوم التنفيذ، بعد أن أخبره الناس بالظلم الذي سيقوم به لأن الولد دافع على نفسه وشرفه وعرضه.. ولكنه اليوم يغدر بالوجهات ويعيب قبيلته؟”.
وأضاف “مظفر”: “العيب ليس على المدعو هدنة فهو معروف من هو وتاريخه معروف، لكن العيب على قبائل المصعبين الذين يعرفون القصة الحقيقية التي أخفيناها على الناس حتى لا نؤثر على العفو، وقد رفعنا المخيم من بيحان بعد وعود الفاطمي والمصعبين بالعفو.. راحت القبيلة لا حول ولا قوة إلا بالله”.