الجديد برس:
كشف الخبير والباحث اليمني المهتم بتتبع الآثار المهربة من اليمن، عبد الله محسن، أن متحف تاريخ الفنون في فيينا بالنمسا، والذي يعد أحد أهم المتاحف العالمية، يضم أحد القطع الأثرية اليمنية النادرة والتي تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، كاشفاً في الوقت نفسه طريقة حصول المتحف على هذه القطعة.
وقال محسن في منشور على حسابه بموقع “فيسبوك”، تحت عنوان (مقدمة ثور برونزي بديع يحيط برقبته ثعبان)، والذي يأتي ضمن سلسلة منشوراته (آثار اليمن.. في الخارج)، “من آثار اليمن في متحف تاريخ الفنون، فيينا، وهو أحد أهم متاحف العالم، مقدمة برونزية لثور، خرجت في الأصل من مقبض مصباح بجسم طويل على شكل كمثرى، يقفز الحيوان وقد فقدت أرجله الأمامية، وكذلك القرون”.
وأضاف محسن، في منشوره، أن الثور “يتميز جيداً بالخطم (الفدامة)، والعينين البارزتين، وطيات الجلد المتعددة وعنصر مثلث مليء بخطوط متوازية متموجة، ربما تمثل خصلة من الشعر بين القرون، وهناك عنصر على شكل أنبوب، مع شقوق متوازية كثيفة ربما كان ثعبان يحيط برقبة الثور”.
وأوضح محسن أن القطعة الأثرية اليمنية تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وأن متحف تاريخ الفنون في فيينا بالنمسا حصل عليها من متبرع عام 2008م، بدون ذكر تفاصيل أخرى.
يُشار إلى أن الخبير الأثري عبدالله محسن، كشف خلال الفترة الماضية، عن تعرض الآثار والمخطوطات اليمنية لعملية تجريف ونهب وتخريب وتهريب إلى خارج البلاد، ارتفعت وتيرتها خلال السنوات الأخيرة، كما نشر تفاصيل كثيرة عن آثار يمنية قديمة يتم عرضها وبيعها في العديد من بلدان العالم، أغلبها في دول عربية وغربية، ودعا الحكومة اليمنية مراراً إلى استعادة هذه القِطع التي يتم عرضها في المزادات بمبالغ زهيدة.
وفي السياق، تصدر الهيئة العامة للآثار والمتاحف في صنعاء، بشكل دوري، قوائم للمفقودات الأثرية تحت مسمى “آثارنا المنهوبة”، التي قالت إنه تم نهبها والسطو عليها وتهريبها وعرضها للبيع في مزادات عالمية في الخارج، كان آخرها القائمة رقم (18) وتم إصدارها مطلع أغسطس المنصرم.
وسبق أن أشارت الهيئة، في بيان نشرت تفاصيله وكالة “سبأ” بصنعاء في مارس الماضي، أنها كلفت فريقاً تابعاً لها بالرصد والتتبع للقطع الأثرية التي تُباع وتعرض في المزادات العالمية، ومن ثم إعداد القوائم والمعلومات التعريفية الخاصة بتلك القطع وأماكن تواجدها، ثم الرفع بتلك المعلومات للجهات المختصة لتمكينها من المطالبة باسترجاع تلك القطع الأثرية.
وذكر البيان أن “عدد القطع الأثرية التي تم السطو عليها وتهريبها إلى خارج البلد منذ عام 1994م بلغت أكثر من 13 ألف قطعة أثرية، منها نحو 8 آلاف قطعة تهم نهبها وتهريبها إلى خارج البلد، خلال فترة حرب التحالف السعودي على اليمن”.