الجديد برس:
تحدث اللواء احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق بريك، عن القدرات غير الموجودة التي تستند عليها تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، في مواجهة حزب الله في الشمال.
وأقر بريك، في مقالٍ في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، بأن “الجيش الإسرائيلي لا يمكنه هزيمة حزب الله”، وأن مخططات نتنياهو وغالانت وهاليفي “تُعرض نفس وجود إسرائيل لخطر”.
واعتبر بريك أن إعلان غالانت، في محادثة مع جنود وقادة على الحدود الشمالية، بشأن نقل مركز ثقل الجيش الإسرائيلي إلى الشمال واحتمال شن هجوم بري قريباً على حزب الله، “يثير القلق”، مشيراً إلى أن نتنياهو وهاليفي صرحا بذلك مؤخراً أيضاً.
وأوضح أن الثلاثة (نتنياهو وغالانت وهاليفي) لم يفوا بأي هدف من أهداف الحرب في قطاع غزة، والتي أهمها “تقويض حماس وتحرير جميع الأسرى”، وعملياً “تسيطر حماس اليوم على كافة أنحاء القطاع، ومدينة الأنفاق”.
ودمرت حرب الاستنزاف، بحسب ما وصفها بريك، كل جزء جيد من “إسرائيل” من اقتصاد وعلاقات دولية وحافزية المقاتلين، بالإضافة إلى رفض الكثير من جنود الاحتياط التجنيد مراراً وتكراراً.
“لا يمكن هزيمة حزب الله”
ورأى بريك أن نتنياهو وغالانت وهاليفي يتجاهلون المعطيات الخطيرة للعملية العسكرية في قطاع غزة، ويخططون لشن هجوم بري على حزب الله في لبنان، مؤكداً أن هذا الهجوم يمكن أن “يوجه لإسرائيل ضربة قاتلة ونهائية”.
وشدد على أن “الجيش الإسرائيلي، الذي لم ينجح في تقويض حماس، بالتأكيد لن ينجح في تقويض حزب الله، الذي تفوق قوته قوة حماس مئات المرات”.
هذا فضلاً عن “تدهور الجيش الإسرائيلي في السنوات العشرين الأخيرة، والذي لا يسمح له بالانتصار في حرب”، وفق ما أكده بريك الذي بين أن تقليص القوة البرية بنسبة 66% تصعب من بقاء القوات لفترة طويلة في المناطق التي يحتلها، بالإضافة إلى غياب قوات تحل محل القوات المقاتلة، ولهذا السبب اضطر الجيش الإسرائيلي إلى إخلاء مناطق احتلها، كما حدث في غزة، وكما سيحدث في لبنان، مؤكداً أن “لا معنى لاحتلال أرض ثم إخلائها، لأن حزب الله سيعود فوراً إلى تلك المناطق”.
ليس هذا فحسب، فبريك يؤكد أن “المشكلة الرئيسية في هجوم بري على حزب الله، هي أنه يمكن أن يؤدي إلى حرب متعددة الساحات، تُطلق فيها آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية والطائرات المسيّرة على الجبهة الداخلية، وستندلع حرب في 5 ساحات برية على الأقل”.
وحينها ستتركز كل القوات البرية لجيش الاحتلال تقريباً في الشمال من أجل الحرب مع حزب الله، ولن تبقى هناك قوات للدفاع في القطاعات الأخرى، وعليه، رأى بريك أنه “سيتم تقديم الجيش الإسرائيلي للعالم كجيش من دون عمود فقري وقدرات”.
وتطرق بريك، في مقاله في “هآرتس” إلى كلام مسؤول أمريكي حذر من إمكانية نشوب حرب شاملة بين “إسرائيل” وحزب الله، مشيراً إلى أن التصعيد قد يكون له عواقب “كارثية وتداعيات غير متوقعة”، ولذلك وصفه بريك بأن “يدرك لوضع إسرائيل أكثر من المسؤولين الإسرئيليين أنفسهم”.
ويأتي كلام بريك في سياق تصاعد الحديث في كيان الاحتلال عن نقل مركز ثقل الجيش الإسرائيلي إلى الشمال استعداداً لمواجهات أوسع مع حزب الله.