الجديد برس:
أكد قائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، أن “كل ما فعله الأعداء تجاه ثورة الـ21 من سبتمبر كانت نتيجته ومآلاته الفشل، لأن الثورة إنجاز للشعب من واقع آماله وأهدافه وتطلعاته”.
وفي كلمة متلفزة ألقاها يوم السبت، بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة الـ21 من سبتمبر ومستجدات معركة طوفان الأقصى، قال الحوثي إن “الموقف الواضح للشعب اليمني المناصر لفلسطين، عبر حمل راية الجهاد في سبيل الله، هو من النتائج المهمة جداً لثورة الـ 21 من سبتمبر”. وأضاف “شعبنا لم يكن حاله كحال الذين استساغوا أن يتفرجوا على الشعب الفلسطيني بينما يمارس العدو الإسرائيلي جريمة الإبادة الجماعية”.
وأشار الحوثي إلى أنه “لو استمرت السيطرة الأمريكية على اليمن لكانت حالة التطبيع هي الحالة السائدة على الموقف الرسمي”.
ولفت إلى أن “موقف الإسرائيلي من ثورة 21 سبتمبر في عدائه وقلقه منها إلى درجة أنه اعتبرها أخطر من النووي الإيراني”، مؤكداً أن “الشعب اليمني حقق هدفاً عظيماً في ثورته وهو الحرية والاستقلال”.
وأضاف الحوثي، أن “الأمريكي والإسرائيلي ومن يواليهما اتجهوا إلى العدوان على شعبنا العزيز على مدى الأعوام الماضية. في المقابل، أكد اليمنيون أنه لا تُملى عليهم أي إرادة لا من الأمريكي ولا من الإسرائيلي ولا من عملائهما، وأنه ينعم بالحرية والاستقلال والعزة والكرامة، في حين أن من ارتهنوا للعمالة والخيانة وخضعوا لتحالف العدوان من أبناء البلد لا يمتلكون قراراً ولا إرادة ويخضعون بصورة كاملة للإملاءات الأمريكية”.
وفي هذا السياق، شدد على أن “كل ما حدث، في إطار ثورة الـ 21 من سبتمبر من أنشطة ومواقف، كان يمنياً أصيلاً من دون أي تأثير أو تدخل خارجي”.
وقال الحوثي إن “الأعداء فشلوا في استعاد السيطرة على اليمن، وإن اليمنيين حافظوا على هذا الإنجاز، ولو في الحد الأدنى، في عمقه الاستراتيجي، مؤكداً أن ثورة الـ 21 من سبتمبر راسخة مهما كان حجم المؤامرات والحروب والاستهداف”.
وتطرق الحوثي إلى دور السفير الأمريكي في صنعاء قبل ثورة الـ 21 من سبتمبر، موضحاً أن “السفير الأمريكي في صنعاء قبل هذا التاريخ كان هو من يمتلك أكبر نفوذ في مختلف المؤسسات الرسمية وصاحب القرار الأول، وأنه كان يملي على الجميع ما يشاء في كل المجالات”.
وأضاف أنه “عندما فقد السفير الأمريكي سيطرته نهائياً في صنعاء، هرب من البلد ومعه قوات المارينز، التي كان لها قاعدة في صنعاء في جوار السفارة الأمريكية”.
وفي كلمته، تحدث قائد حركة أنصار الله عن القدرات العسكرية التي تمتلكها قوات صنعاء، مؤكداً أن “التحديات الكبرى التي واجهها الشعب اليمني ساهمت في بناء القدرات العسكرية”، لافتاً إلى أنها تُبنى في إطار الثورة، ووصلت الآن إلى مستوى عظيم ومهم وكبير وواضح.
وأكد الحوثي “امتلاك اليمن ترسانة حربية متطورة لا يمتلكها كثير من الدول، وأن القوة الصاروخية هي عنوان هذا البناء المتطور والفعّال والمهم”.
وأضاف أن “القوة الصاروخية لبلدنا ذراع عسكرية ضاربة لمصلحة شعبنا في مواجهة أعدائه وأعداء أمتنا”، وأكد أن “اليمن بات في مستوى متقدم على مستوى الطيران المسيّر والقوة البحرية وتطوير القوة البرية وإنتاج متطلباتها”.
وجدّد قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، تأكيده أن “موقف شعبنا وصوته العالي كانا حاضرين خلال الأعوام الماضية، إلى جانب الشعب الفلسطيني”، مشدداً على أن “اليمنيين لم يتزحزحوا أبداً عن تمسكهم بالقضية المحورية لنصرة الشعب الفلسطيني على رغم الجرائم الرهيبة والحصار الشديد”.
وفي هذا الإطار، شدد الحوثي على أن “موقفنا في جبهة الإسناد في اليمن ثابت في الوقوف إلى جانب إخوتنا في فلسطين ولبنان”، ذاكراً أن العمليات التي أجرتها قوات صنعاء، من نوع استهداف يافا المحتلة الأخير، هي في إطار المرحلة الخامسة، ومستمرة.
وأشار إلى أن “عملية القصف الصاروخي إلى يافا المحتلة الأسبوع الماضي كانت كبيرة ومزلزلة للعدو، وأن القصف اخترق كل منظومات الحماية للعدو وإنجاز مهم في سياق متطلبات المرحلة الخامسة المستمرة”.
وبشأن الدعم اليمني لفلسطين، قال الحوثي إن “اليمن يسعى، عبر موقفه الثابت في جبهة الإسناد، لما هو أعظم وأكبر في نصرة الشعب الفلسطيني”، مؤكداً أنه “على الرغم من كل ما يمتلكه العدو فإن الفعل الجهادي والمقاوم مستمر، ويؤثر بصورة واضحة في العدو وآماله”.
وعلى صعيد التحركات الشعبية المتضامنة مع فلسطين في اليمن، أكد الحوثي أنه “تم توجيه كل الفعاليات وكل المناسبات في اليمن لتكون في الاتجاه المناصر للشعب الفلسطيني”، مؤكداً أن “الخروج الأسبوعي المليوني سيتواصل، وأنشطة الذكرى العاشرة لثورة الـ 21 من سبتمبر مستمرة هذا الأسبوع، في إطار نصرة الشعب الفلسطيني”.
أما على الصعيد العسكري، فأشار قائد حركة أنصار الله إلى أن “عدد الملتحقين بالتدريب في التعبئة أصبح نحو نصف مليون متدرب، بينما هناك مئات الآلاف أيضاً ممن تدربوا سابقاً في إطار التشكيل العسكري”. وشدد على أن “عمليات إسقاط طائرة الاستطلاع الحربية الأميركية MQ-9 إنجاز مهم جداً، في سياق المواجهة مع الأعداء”.
وأكد أن “هناك مسؤولية كبرى على الأمة أن تتحملها في مقابل المجازر الإسرائيلية في غزة”. إلى جانب ذلك، قال الحوثي إن “الاحتلال يربي أجياله على الحقد والكراهية والإجرام منذ الطفولة”.
وبشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان، قال قائد حركة أنصار الله، إن “الجريمة الوحشية البشعة للعدو الإسرائيلي في لبنان، من خلال وسائل الاتصال، هدفت إلى تنفيذ إبادة جماعية”، مؤكداً أن “التوجه العدواني الهمجي للعدو يبرهن على أن لا حل معه إلا الخلاص منه، وهذه مسؤولية شعوبنا”.
وبيّن الحوثي أن “الجريمة، التي استهدف فيها العدو قادة ومجاهدين من حزب الله ومدنيين، تأتي في إطار سعيه للإبادة الجماعية وحسم المعركة”، مشدداً على أنه “مهما كان حجم الاستهداف والعدوان الإسرائيليَّين فلن يُثنيا حزب الله، ولن يفرضا عليه أن يتراجع عن موقفه”.
وأكد أن “دور حزب الله عظيم ومهم في إسناد غزة، لذلك يشن الاحتلال عدوانه على لبنان”. وفي الوقت نفسه، لفت إلى أن “دور حزب الله المؤثر والفاعل سيستمر، وهو قوة متماسكة، وجمهوره قوي ومتماسك ومضحٍّ”.
وقال الحوثي إن “حزب الله صامد وثابت في موقفه وفي مساندته الشعب الفلسطيني وقطاع غزة والمجاهدين في القطاع، وإن ثبات موقف حزب الله واضح ومعلن في خطابات أمينه العام، السيد حسن نصر الله”، مؤكداً أن “معركة حزب الله في لبنان ومعركة الفصائل الفلسطينية المقاومة هي معركة واحدة”.