الجديد برس:
أوصى باحثون صينيون في مجال الانترنت الفضائي، الصين من السماح لـ”ستارلينك” من العمل في أراضيها، داعين بلادهم إلى ضرورة إيجاد بدائل وطنية آمنة بسبب المخاطر التي تتهدد الأمن القومي الصيني بسبب ارتباط “ستارلينك” وشركة “سبيس إكس” بالمخابرات والجيش الأمريكي.
وأكد الباحثون أن “سبيس إكس” مالكة شبكة “ستارلينك” لخدمة الإنترنت الفضائي لها ارتباط مباشر ومبكر مع الجيش الأمريكي، وقد استخدمتها أمريكا في الحرب ضد روسيا في أوكرانيا.
ويقول الباحثون من الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع إن الحرب في أوكرانيا لفتت الانتباه العالمي نحو “ستارلينك”، حيث لعبت تقنية الإنترنت عبر الأقمار الصناعية الرائدة من “سبيس إكس” دوراً بارزاً في ساحة المعركة.
ويشير المؤلفون إلى أن اهتمام الجيش الأمريكي بمشروع “ستارلينك” يعود إلى المراحل المبكرة من تطوير التكنولوجيا، وذلك بسبب فائدتها الواضحة في الاتصالات في ساحة المعركة، وجمع المعلومات الاستخباراتية، وأنظمة الإنذار الصاروخي، وهو ما يقود إلى أن سرعة دفع واشنطن لتمكين المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي من خدمة “ستارلينك” كأول بلد عربي وأول بلد في الشرق الأوسط بأكمله يحصل على هذه الخدمة، هدفه تمكين خدمة الإنذار الصاروخي المبكر في اليمن لرصد الهجمات الصاروخية التي تستهدف كيان الاحتلال الإسرائيلي وسفنه التجارية أو المرتبطة به التي تستهدفها القوات اليمنية بسبب عدوانه على قطاع غزة.
وبالعودة لما أوردته الدراسة الصينية يقول الباحث تشانغ وتشانغ ووانغ، فإن القلق الرئيسي فيما يتعلق بنشر الولايات المتحدة لستارلينك هو أنه “يساعد الجيش الأمريكي في بناء بيئة ساحة معركة شفافة أحادية الاتجاه وتعزيز قدراته في نقل البيانات والاستطلاع ودعم الاستخبارات الاستراتيجية”، الأمر الذي يشير أيضاً إلى أن منح اليمن خدمة “ستارلينك” هو مقدمة لعمل عسكري أمريكي ضد اليمن والقوات المسلحة اليمنية التابعة لحكومة صنعاء، خاصة بعد أن فشلت واشنطن في المعركة البحرية واستطاعت اليمن إجبار الولايات المتحدة على سحب قطعها الحربية من البحر الأحمر لأول مرة في التاريخ اليمني والأمريكي.
وتكشف الدراسة أن الجيش الأمريكي قاد وموّل تطويل مشروع الإنترنت الفضائي لاستخدام لأغراض استخباراتية، وكانت عسكرة ستارلينك عملية تدريجية. فمنذ إطلاق الدفعة الأولى من الأقمار الصناعية في عام 2019، تعمقت العملية بجهود مشتركة من (سبيس إكس) وهي شركة الفضاء الأمريكية الخاصة والجيش الأمريكي. في البداية، بقيادة الجيش وبدعم من تمويل المشروع، تم تطوير “ستارلينك” لتوفير خدمات استخباراتية للجيش. ومع تقدم التعاون، بدأت “سبيس إكس” في المشاركة في التدريبات العسكرية الأمريكية واختبار الأسلحة، مما أظهر بشكل متزايد اتجاهاً نحو التسليح.
وبعد اندلاع الصراع بين روسيا وأوكرانيا، بدأت “سبيس إكس” في السعي بشكل استباقي إلى تعاون أعمق مع الجيش الأمريكي، مما أدى إلى تطويرها المستمر لأقمار “ستارلينك” الصناعية والأجهزة المحمولة للاستخدام القتالي.
وكشفت الدراسة أن مشروع “ستارلينك” اجتذب منذ فترة طويلة اهتماماً كبيراً من جانب الجيش الأمريكي “نظراً لقيمته الهائلة في الاتصالات في ساحة المعركة والاستطلاع الاستخباراتي وأنظمة التحذير من الصواريخ، وقد حافظت سبيس إكس على ارتباطها بعلاقات تعاون وثيقة مع وزارة الدفاع الأمريكية والعديد من الفروع العسكرية الأخرى”.
وحسب الدراسة “تعتقد وزارة الدفاع الأمريكية أن قدرات تصميم وإنتاج المركبات الفضائية المخصصة والفعالة لشركة سبيس إكس (الأقمار الصناعية) تتوافق بشكل جيد مع متطلبات البنتاغون فيما يتعلق بالمرونة والابتكار والقدرة على تحمل التكاليف في تطوير وتوريد أنظمة الفضاء. وفي أكتوبر 2020، حصلت سبيس إكس على عقد بقيمة 149 مليون دولار من وكالة تطوير الفضاء (SDA)، وهي فرع من وزارة الدفاع الأمريكية، لتطوير وإطلاق أربعة أقمار صناعية تعمل بالأشعة تحت الحمراء المستمرة (OPIR)، وبالتالي بناء كوكبة أقمار صناعية “طبقة التتبع”. وتحاول وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة الأمريكية (DARPA) الاستفادة من هذا الرصد والمراقبة القائمين باستخدام الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض التابعة لستارلينك لإنشاء نظام إدارة مهام آلي يسمى “بلاك جاك”، والذي يدمج قدرات الملاحة والاتصالات وتوزيع المعلومات السريع. وسيساعد هذا في تعزيز تكنولوجيا الاستطلاع وتعزيز قدرات الضربات الدقيقة بعيدة المدى عبر المجالات. وبفضل وظائف المراقبة القوية، أصبحت ستارلينك منصة مهمة لنظام “بلاك جاك” الاستخباري التابع للدفاع الأمريكية.
وفي مارس 2019، “وقعت سبيس إكس عقداً بقيمة 28 مليون دولار مع القوات الجوية الأمريكية لاختبار خدمات الإنترنت المشفرة لأقمار ستارلينك، وفي نوفمبر من نفس العام، أجرت القوات الجوية الأمريكية اختبارات التحقق المبكرة لتكنولوجيا الأقمار الصناعية التابعة لستارلينك ذات المدار المنخفض والتي تضمنت الاتصال المباشر بين أقمار ستارلينك ومصفوفات هوائيات الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية الأمريكية، وكان الهدف هو استخدام مجموعة أقمار ستارلينك لإنشاء مرافق اتصال عالمية مرنة وعالية النطاق الترددي ومنخفضة الكمون لدعم العمليات القتالية والتدريبات المختلفة للقوات الجوية الأمريكية. وفي سبتمبر 2020، لم يتم ربط ستارلينك بأنظمة قتالية خلال مناورة إطلاق نار حي واسعة النطاق أجرتها القوات الجوية الأمريكية فحسب، بل قدمت أيضاً خدمات استخباراتية لطائرات AC-130 وF-35 وF-22. وفي مارس 2021، قدمت شركة سبيس إكس الدعم المعلوماتي لتجربة “سيناريو القتال الأرضي-الجو” في قاعدة إدواردز الجوية”.
المصدر: المساء برس