الأخبار المحلية تقارير

التحاق المعلمين في لحج بالجبهات: خيار مؤلم لتحسين أوضاعهم المعيشية في ظل رواتب متدنية وتدهور اقتصادي

الجديد برس:

أكد تقرير اقتصادي حديث أن رواتب المعلمين التي تدفعها الحكومة اليمنية الموالية للتحالف في مناطق سيطرتها لا تلبي احتياجاتهم الأساسية، مثل الغذاء والسكن وتعليم أبنائهم، في ظل التدهور المعيشي وتراجع قيمة العملة المحلية. وأدى ذلك إلى انتشار حالة من الاستياء بين المعلمين ودفعهم للبحث عن مصادر دخل بديلة لتحسين أوضاعهم الاقتصادية.

وأفاد التقرير، الذي نشرته صحيفة “عدن الغد” تحت عنوان “المعلمون في لحج: الرواتب لا تكفي والجبهات خيار مؤلم”, أن رواتب المعلمين في محافظة لحج لا تتجاوز غالباً 80 ألف ريال، وهو ما يعادل حوالي 200 ريال سعودي فقط. ومع ارتفاع معدلات التضخم وأسعار السلع، بات من المستحيل تقريباً على المعلم تلبية احتياجات أسرته أو توفير حياة كريمة لأطفاله بهذا الدخل المحدود.

وأشار التقرير إلى أن العديد من المعلمين اضطروا للانخراط في جبهات القتال كوسيلة لتحسين وضعهم المعيشي، نتيجة للعروض المالية المغرية التي تقدمها بعض الأطراف. وأوضح أن رواتب تصل إلى 1000 ريال سعودي، ما يعادل أكثر من 500 ألف ريال يمني، تُعد مبلغاً مغرياً مقارنة برواتبهم السابقة، مما يدفعهم إلى التخلي عن مهنة التعليم والمخاطرة بحياتهم في مناطق الصراع.

وأكد التقرير أن توجه المعلمين للجبهات ليس مدفوعاً بقناعات أيديولوجية أو انتماءات سياسية، بل يأتي نتيجة الضرورة الاقتصادية. ومع غياب حلول حكومية لتحسين أوضاعهم وتأخر صرف الرواتب لفترات طويلة، أصبح خيار القتال هو الأكثر جذباً للمعلمين، حيث توفر الرواتب العسكرية أضعاف ما يحصلون عليه من العمل في المدارس.

كما حذر التقرير من الآثار السلبية المتزايدة على قطاع التعليم، حيث تعاني المدارس في المحافظة من نقص حاد في الكوادر التعليمية المؤهلة، ما يؤدي إلى تدهور مستوى التعليم وجودته، ويجعل الطلاب هم أولى ضحايا هذه الأزمة.

وفي ختام التقرير، دعا إلى ضرورة تدخل الحكومة اليمنية والجهات المعنية لإيجاد حلول جذرية وسريعة لتحسين الأوضاع المالية للمعلمين، وتوفير الدعم اللازم لهم لضمان استمرارهم في أداء رسالتهم التعليمية والمساهمة في بناء وتطوير المجتمع علمياً.