المقالات

مجرى السيل للسيل

الجديد برس| بقلم- محمد عبدالله الموس|

هناك مقولة شائعة سمعناها من الأجداد لكننا لم ندرك اهميتها الا بعد فوات الاوان، تلك المقولة هي (مجرى السيل للسيل ولو بعد مائة عام) وهي مقولة تشرح نفسها إذ انها تعني عدم وضع المعوقات في مجرى السيل ولو انقطع السيل لمائة عام لأنه عندما يأتي ويجد ما يعترضه فسيجعلنا ندفع ثمن تلك السنين دمارا وخراب وربما ضحايا.

بالأمس القريب شهدنا في الاخبار الآثار الكارثية التي احدثتها السيول في دول مجاورة تملك من الامكانات اضعاف ما تمتلكه مدينة مثل عدن، وراينا كيف ان السيول ادت الى حالة شلل تام في بعض المدن وذلك نتيجة ان ذوي الاختصاص لم يعملوا حساب تصريف مياة الامطار.

على الناحية الاخرى راينا كيف ان سائلة صنعاء التي تم اصلاحها وصيانتها كيف انها جنبت صنعاء بعضا مهما من اضرار السيول التي كانت ستحدث لولا صيانة واصلاح سائلة صنعاء.

شهدت عدن خلال العام الماضي كمية قليلة من السيول ومع ذلك راينا حجم ضرر تلك الامطار على منازل وممتلكات الناس لانه لم تعد هناك ممرات للسيول كانت موجودة منذ ايام صهاريج عدن وما بعدها، إذ طال البناء كل فراغ في عدن تجاوز الشوارع والحدائق والمتنفسات والملاعب ليطال حتى ممرات السيول والمجاري.

اتذكر ان محافظ عدن الاسبق د عدنان الجفري كان تبنى مشروع اعادة تخطيط للاحياء القديمة في عدن بحيث يتم اسقاط المخطط على الواقع ثم يتم حصر المباني الخارجة التي تقع على ممرات الخدمات ومجاري السيول والطرقات بحيث يتم تعديلها او تعويض اصحابها ويتم ذلك على مراحل، لكن (الباب العالي) في صنعاء، كما كان يسميه، لم يساعده في ذلك.

التغير المناخي قادم لا محالة ومعظم احياء عدن القديمة تقع في مساقط السيول التي لم تعد موجودة اصلا وهذه دعوة للسلطة المحلية في عدن لوضع خطط عاجلة لتفادي الكارثة، وتذكروا حكمة الآباء(ان مجرى السيل للسيل ولو بعد مائة عام).

ومن سد مجرى السيل يوما ولم يكن.

اعد له مجرى جديدا تندما.

مع الاعتذار للمتنبي.