الجديد برس | مقالات
فاديا مطر
مع عودة تركيا إلى بداية ستينيات القرن الماضي، مع بدء الانقلابات العسكرية. تصحو انقرة على وقع انقلاب عسكري لم يكتمل مشهده في 16 يوليو الحالي. لتتوالى ردود أفعال على محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا والتي جرت على أيدي ضباط مقربين من المعارض التركي فتح الله غولن، وفق ما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمره الصحافي فجر السبت 16 تموز الحالي في اسطنبول، بعد إعلان كل من الرئيس التركي ورئيس وزرائه بن علي يلدريم فشل انقلاب العسكري واستعادة السيطرة على الوضع وتحرير رئيس هيئة الأركان خلوصي آكار، مع عدم استبعاد الرئاسة التركية لحصول انقلاب آخر. فقد صرّحت رئاسة الأركان التركية في مؤتمر صحافي في 16 تموز الحالي، أن الانقلاب نفذه عسكريون من سلاح الجو وجهاز الأمن والمدرعات.
فيما لم يستبعد مستشار رئيس البرلمان الإيراني تورط كل من السعودية وأميركا في هذا ا نقلاب. بعد الطلب التركي للو يات المتحدة بتسليم المعارض التركي غولن الذي اتهمه اردوغان بالوقوف وراء انقلاب. واعتبار السلطات التركية منع تسليمه أو حمايته من قبل أي دولة هو عدوان. والذي بدوره نفى غولن صلته بأن يكون له أي علاقة وراء محاولة الانقلاب العسكري الذي شهدته الأرض التركية صباح السبت 16 يوليو الحالي، مؤكداً أنه يدين هذه المحاولة، ومع فرضيات تشبه الشك الإيراني في بصمات تضع علامات استفهام في أواخر السطور، تحل فرضيات قوية بوجود تدخل لسلاح الجو الأميركي من قاعدة انجرليك والتخلي عن الانقلابيين بعد استسلام اردوغان لمطالب واشنطن والتي نشرت صحيفتها واشنطن بوست في عددها الصادر اليوم أن الرئيس اردوغان أجرى اتصالا ً مع الرئيس أوباما بينما تحط طائرته في قاعد انجرليك الجوية.
وغاب عن السمع حتى الثالثة فجراً وهو ما يوافق بعض الظنون بأنّ الانقلاب هو أحد المشاهد الهوليودية الأميركية في التأنيب من جهة وفتح الطريق لتصفية الحسابات مع الخصوم السياسيين أردوغان للانتقال إلى النظام الرئاسي من جهة أخرى. فالمصادر الإعلامية التي ذكرت أن أردوغان طلب اللجوء إلى ألمانيا قبيل الذهاب إلى قاعدة انجرليك، كانت توضح في ما بين سطورها أن هناك مطالب واستجابات قد تمّت غيّرت معها مجرى اللجوء والأحداث وغيرت معها مشهد الشارع التركي الذي شكره اردوغان على وقوفه في وجه الانقلاب، واعداً إياه بتطهير الجيش ممن وصفهم بالشرذمة ومحاسبتهم.. هذا وقد طلب اللجوء السياسي إلى اليونان 8 من العسكريين الأتراك الذين شاركوا في ا نقلاب، لتبدأ توضيحات المشهد بالظهور. على تقدم المشهد التركي نحو مستجدات تخيم عليها توترات وتغيرات إقليمية ودولية، ربما ستطيح بتركيا إلى منعطف البازارات السياسة الإقليمية والدولية. فهل سيغير المشهد الداخلي التركي سيناريوهات محددة؟ وهل ستترك تداعياته أثرها على مشاهد السياسة الخارجية التركيه الإقليمية الساخنة؟ هي وحدها صور الأيام المقبلة تحدد أياً منها سيكون الفيصل!