الجديد برس | مقـــالات
عبدالله مفضل الوزير
الخبر: اشتباكات بين مليشات ابو العباس “القيادي السلفي بمرتزقة تعز” ومليشيات صادق سرحان ” احد مرتزقة هادي والاصلاح” بعد ساعات من مقتل القيادي الاصلاحي مالك خرسان عضو المجلس العسكري في ما يسمى مقاومة تعز.
هذا ما حدث يوم امس ويكاد يكون هذا المشهد التراجيدي يومي بين مرتزقة تعز ولا يخفى ما يحصل في عدن والمناطق المحتلة عموما من اغتيالات وعمليات تفجير واشتباكات بين مرتزقة اتحدوا جميعا تحت راية الغزاة وهاهم يقتتلون حسب مصلحته وحسب ما يبحث عنه.
غالبا ما يتبادر لدى السطحيين من الناس أنه بمجرد انسحاب الجيش واللجان الشعبية من تعز سيعم الخير والسلام أرجاء المحافظة لذلك يصبون جام غضبهم على جيشناولجاننا الشعبية بحجة أنهم السبب مع ان قيادة الثورة عرضت على المخلافي بداية العدوان الانسحاب لصالح قوات الامنية والسلطة المحلية وبحيث لا يطال منهم ضد العدوان أي أذى لكنه رفض باعتراف رسمي منه على قناة الجزيرة غير أن أولئك السطحيين يتغابون أو لا يريدون استرجاع هذه الأحداث ليظلوا يرددون خيبتهم لمساعدة المرتزقة بوعي أو بدونه.
مع أن هذا المشهد يومي وأصبح بالنسبة لنا كمشهد ممل لا نريد سماعه ونصب جام غضبنا ولعناتنا على أولئك المرتزقة لكني أود هنا المكاشفة مع الجميع.
بمجرد قراءتي لأي أخبار من هذه أتخيل ماذا لو انسحب جيشنا ولجاننا الشعبية كيف سيكون المشهد في تعز وبغض النظر عن الجرائم التي سيتفنن فيها هؤلاء المرتزقة في استهداف كل من هو ضد العدوان وكل من شارك و يشارك في مواجهته، ومع العلم أن هذه الفصائل لازالت اليوم تجمعها عداوة مع عدو واحد ولذلك هي تؤجل خلافاتها إلى أدنى ما يمكن، وما نشاهده اليوم من اشتباكات فيما بينهم وتطهير عرقي هو في حده الأدنى كون هناك بينهم من يحاول الحفاظ على الصف.
لنتخيل كيف سيكون المشهد في تعز في الحالة تلك، بكل تاكيد ستكون سوداوية ومرعبة جدا، وتعز بالذات ستكون أبشع صورة مما نشاهده اليوم في الجنوب، كونها مرتع للجماعات التكفيرية التي عملت بحرية إبان حكم النظام السابق إضافة إلى غياب دور العقلاء وتهميشهم كسياسة مضى عليها النظام السابق لاستهداف هذه المدينة الحالمة بالسلام لتشويهها كونها مدينة الثقافة اليمنية، فتمت محاولة تحويلها إلى مدينة الخراب والجهل والتخلف.
طبعا لم أتطرق في المشهد التعزي السوداوي التراجيدي فيما بين المرتزقة لما يتعرض له الاشتراكيين والناصرين من قتل ومواجهات مستمرة مع جماعة ابو العباس والمخلافي، غير أن ما شاهده أولئك من فتوى تكفيرية لعبدالله العديني في خطبة الجمعة للاشتراكيين والناصريين والحداثيين دعاة الاختلاط كافي ولكنهم يصمون آذانهم وإن تكلموا فبحياء ويتجهون لمهاجمة ما تبقى من معالم الدولة التي يحميها الجيش واللجان.
لنحاول إسقاط نفس المشهد على صنعاء التي صارت اليوم تستضيف ضعف سكانها من مختلف محافظات اليمن، ونحاول إسقاط المشهد ونسأل المرتزقة وأسيادهم، هل تريدون الدخول الى صنعاء ليكون المشهد الذي نشاهده في المناطق المحتلة من اشتباكات فيما بين المرتزقة ونشر للفوضى أن يعم صنعاء وبقية المناطق التي ولله الحمد هي الأغلب ولازالت صامدة؟ هل هذه شرعيتكم واذا كان الجيش واللجان الشعبية الباسلة تقارع هذا المشروع وتسمونهم بقاموسكم انقلابيين فيماهم لازالوا يدعونكم للشراكة في السلطة وحكم المناطق التي يسيطرون عليها والشراكة في اخراج وتامين المناطق التي تحت ايديكم من حالة الفوضى التي أدخلتموها فيها؟ ومازلتم ترفضون وتطالبون بانسحابهم لصالح من؟! لصالح هؤلاء شذاذ الآفاق الذين ترونهم اليوم مقاومة وغدا ارهابيين فتدخلونا في بحر من حلبة لا له أول ولا آخر، لذلك نحن نفضل مقاومتكم إلى النهاية ونحن منتصرين بإذن الله.
وبالمناسبة يحاول شذاذ الآفاق من الخلايا النائمة لحزب الاصلاح وبعض السطحيين منهم ومن غيرهم تعميم هذه الصورة بأن انسحاب الجيش،واللجان الشعبية سيضع حدا ونهاية لهذه الحرب، دون ان يلتفتوا او يتذكروا للمشهد المتكرر في عدن وتعز من اشتباكات وفوضى امنية وارهابية، مع الاشارة إلى أن وسائل الاعلام في عدن تحاول إخفاء كثير من الحوادث الصغيرة وليسأل كل من له صديق في عدن وسيجيبه ان اطلاق النار وانعدام الامن مشهد يومي وفي المساء تكاد تكون الشوارع خالية إلا من شذاذ الآفاق، أما في مأرب فبالرغم من سيطرة حزب الاصلاح لوحده لاغلب المحافظة إلا أنه لا يقبل بأي مكون سواه هناك اضافة الى اعمال النهب اليومي لعائدات النفط والغاز من خيرات المحافظة وتحميل السلطة في صنعاء النتيجة، فعلى كل قاطرة غاز قيمة مضافة لصالح العرادة وحزب الاصلاح، بالاضافة الى بقية ايرادات الدولة، كما انها تشهد عمليات تطهير عرقي لكل من يخالف العرادة وحزب الاصلاح.
نقول لأولئك أصحوا من غفلتكم وتحملوا مسئولياتكم فأنتم مستهدفون كما بقية الشعب ولا سبيل الا مواجهة العدوان ومرتزقته فلا خير يحملونه لهذه البلد لأنهم مرتزقة بالأول وأعمالهم دالة عليهم ثانيا، اضافة الى ان مشروع الصهاينة في المنطقة وما نشاهده في سوريا والعراق يتكرر في اليمن وتحت عناوين مختلفة.