المقالات

أسلحة الدمار الشامل : عن القنبلة البدوية.. بقلم/ عرفات الرميمة

الجديد برس | مقـــالات

تباهى أحد أبناء النفط – من رعايا عيال سعود – في أحدى القنوات الفضائية بالقول : بأنهم قريباً سوف يمتلكون القنبلة النووية ، ولا يعرف ذلك الدعيٌّ بأنهم يمتلكون القنبلة البدوية الوهابية من أيام مخترعها محمد بن عبدالوهاب ، الذي جعل من اتهام المسلمين – المخالفين لمذهبه – بالكفر مبررا دينيا للغزو والقتل والتوسع ، قامت على أثرها الدولة السعودية ، تلك القنبلة البدوية أشد فتكاً وأقوى أثراً من أي قنبلة نووية على وجه الأرض وعدد قتلى القنبلة البدوية منذ نشأتها حتى اليوم يفوق عدد قتلى القنبلتين الذرتين اللتان ألقت بهما امريكا على مدنتي هيروشيما ونكازاكي عام ١٩٤٥م، ومن يعتقد خلاف ذلك عليه أن يقرأ كتاب (عنوان المجد في تاريخ نجد ) للمؤرخ عثمان بن بشر النجدي ، الذي كان يبرر للقتل والنهب والسلب الذي قامت عليه الدولة السعودية الأولى – خصوصا للمناطق الشيعية -بالقول : ( وقولك أننا اخذنا كربلاء وذبحنا أهلها وأخذنا أهلها فالحمد لله رب العالمين ولا نعتذر عن ذلك ونقول : وللكافرين أمثالها ) . وقد توسعت دولة عيال سعود في شبه الجزيرة العربية عن طريق فتاوى الوهابية التي تبيح دماء وأموال وأعراض المسلمين من غير الوهابية باعتبارهم كفاراً وهذا ما حدث بالضبط حتى قيام مهلكة عيال سعود عام ١٩٣٢م . وبعد قيام المهلكة عملت على نشر المذهب الإرهابي بأموال النفط وجعلت كل منتسب له قنبلة موقوته – وحزاماً ناسفاً – تنفجر متى سنحت لها الفرصة ويكفي أن تعلم أن كل التفجيرات التي وقعت في العالم بواسطة انتحاري يفجر نفسه وسط ناس مسالمين أمنين ينتمي لذلك المذهب سيئ الذكر .

ويمكن أن نتساءل : ماذا أضاف مخترع القنبلة البدوية الوهابية للإنسانية ؟ لا شي سوى القتل للمخالفين من المسلمين ، بالاضافة الى التفاهة والبذاءة وسوء الأدب مع الله ومع الرسول ومع خلق الله من غير أتباع ذلك المذهب ؟ فألله عند الوهابية يشبه شاباً أمرداً في حديث ينسبونه الى رسول الله – ويقول عنه ابن تيمية أنه حديث صحيح مرفوع عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس – (على هيئة شاب أمرد له شعر جعد قطط ) أليس هذا كذباً وافتراءً وقلة أدبِ مع الله سبحانه القائل عن نفسه : ( ليس كمثله شيُ وهو السميع البصير ) ؟ويتكلم محمد بن عبدالوهاب عن الرحمة المهداة وكأنه شخص عادي جداً، فهو يقول عنه : ( لا ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑأﺣﺪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺰﻟﺘﺔ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﺎ أﻭ إﻣﺎﻣﺎ ﺃﻭ ﻣﻼ‌كاً أﻭ ﻋﺒﺪﺍ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﻢ …ﻷ‌ﻥ ﺍﻻ‌ﻧﺴﺎﻥ إﺫﺍ ﻣﺎﺕ ﺻﺎﺭ ﻣﻌﺪﻭﻣﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﺪﻭﻡ ﻻ‌ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻨﺔ ﻭإن ﻋﺼﺎﻱ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﻧﻬﺎ ﺗﻨﻔﻊ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻻ‌ﻳﻨﻔﻊ ) هل هناك بذائة وقلة أدب مع رسول الإنسانية أكثر من تلك العبارة ؟ عصى محمد عبدالوهاب تنفع أفضل من محمد – عليه وعلى آله الصلاة والسلام – أما إساءة ذلك المذهب للإسلام والمسلمين فحدث ولا حرج ، فقد قرن الأرهاب بالإسلام وجعل من محاربة المسلمين أوليةً وشرطا للإنتساب اليه وجعل من الأرهاب سلوكاً لاتباع نبيهم محمد بن عبدالوهاب – وليس للمنتسبين للنبي محمد عليه الصلاة والسلام الذي قال الله عنهم ( محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) وجعل ثقافة القتل والذبح والسفاح واِرضاع الكبير ومفاخذة الصغيرة ونكاح الجهاد ومضاجعة الزوجة الميتة وزواج الصغيرات …الى آخر مفردات الشذوذ الجنسي و الفكري ثقافة تنتسب للإسلام وهي بالأساس تنتسب لبادية نجد وخرجت من داخل سروال مؤسس ذلك المذهب .

هذا الفهم لخطر القنبلة البدوية كان قد نبه اليه وحذر منه الفيلسوف الفرنسي المرحوم (روجيه جارودي ) في كتابه عن الأصوليات في بداية تسعينات القرن الماضي ، قائلاً: إن الأصولية الوهابية وفهمها للإسلام يشكل خطرا على الاسلام اولا وعلى غير المسلمين ثانياً . ولديه الحق فيما قال وذلك لان الوهابية ترى نفسها زوراً وبهتاناً خير من الأخرين – كما قال أبليس أنا خير منه – وهي المعبر الحقيقي والوحيد عن الاسلام وغيرها – من المذاهب والطوائف والديانات – هم الباطل الذي يجب أن يعود الى الحق الوهابي بمنطق القوة وليس بقوة المنطق او أن يموت ، فهم الفرقة الوحيدة الناجية وغيرهم فرق ضالة مظلة وهم أصحاب السنة وغيرهم أصحاب البدع – وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة وصاحبها في النار – بالمختصر هم كفار يجب قتلهم والتقرب بدمائهم الى الله – ومن رحم ذلك الفهم الصحراوي العقيم والمغلوط للإسلام خرجت القاعدة وطالبان وداعش والنصرة وأخواتها في الغي والضلال ، تلك الحركات التي ذبحت الاسلام – على الطريقة الاسلامية – وجعلت من دين الاسلام والسلام وبسم الله الرحمن الرحيم دينا للقتل والحرب والإعدام والذبح والسحل والحرق وأعادت مصطلحات البداوة – بالذبح جئناكم وجعل رزقي تحت ظل رمحي – الى الوجود في زمن الحضارة ونسبت للإسلام كل ما لا يمت لجوهرة بصلة .

هل بقى لديك يا صديقي شك بعد ذلك أن مهلكة عيال سعود يمتلكون قنبلة بدوية تفوق خطرا وفتكا وتطوراً من كل القنابل النووية في العالم ؟