الجديد برس : مقالات واراء
كتب / محمد قاضي
لماذا افتعل الدواعش احداث الصراري في هذا الوقت تحديدا؟ هل لانهم عرفوا اليوم بان آل الجنيد زيدية متعايشون بسلام في معقل الشافعية لقرون مضت؟ ام انهم بعد هذا العمر كله اكتشفوا مؤخرا بانهم روافض ومجوس يجب استئصالهم؟ فأين كانت الغيره والحمية المفاجئه فيكم قبل شهور مثلا ؟ لماذا اليوم؟
سأخبركم سبب التصعيد المفاجئ ضد الصراري نيابة عنهم:
كانت اليمن والدول العربية والاسلامية في تعايش ووئام الى ان دخلت هذه الافكار العفنة الى مجتمعاتنا، فلم نسمع عن سني وشيعي رافضي ومجوسي الا بعد ان ظهرت الفتنة من قرن الشيطان ‘ارض نجد’ وهابية السعودية .
ففيما يخص تعز؛ المدينة وما حولها بفضل الله اصبحت تحت السيطره شبه الكاملة بدليل الصراخ والعويل باسطوانه ‘حصار تعز’ بين الفينة والاخرى كلما اقتضت الحاجة، ومطالبة قيادات اخوانية للجنة الثورية بمعالجة المغرر بهم على نفقة الدولة، وهذا يثبت بان الحصار كان مركز على المرتزقة فقط دون غيرهم من ابناء الحالمة.
فبعد هذا التطور ‘السابر’ اصبح الدواعش في مأزق اضعف موقفهم في الميدان فكيف يمكنهم الخروج منه؟ لانهم سيخسرون الارتزاق وكل شي بعد ذلك، ففكروا بحيله خبيثة لجر الجيش واللجان الشعبية الى مكان تكون طبيعتة وتضاريسة تخدم الطرف المسيطر عليه اولا، فلم يجدوا مكان انسب من مديرية صبر الموادم.
فقاموا بالتمهيد عبر إثاره موضوع الحسينيات والشيعة والرافضة كعادتهم وما الى ذلك ‘اعلاميا’ قبل البداء بإجتياح القرية وارتكاب المجازر حتى تكون مبررا لها، وبما ان المنطقة لا يوجد فيها اي مواجهات سابقة ولا تشهد اي توتر يذكر، سيطروا الدواعش على كل الجبال والتباب والقرى المحيطة بقرية الصراري تمهيدا لأندلاع مواجهات تم الاعداد والتجهيز لها.
فكان الهدف الحقيقي لهذه الافعال والممارسات الاجرامية ليس من اجل نصره الاسلام وتتطهير تعز وغيرها من الشعارات الجذابة التي دائما يرفعها انصار داعش للتبرير عن كل جرائمهم التي تأخذ الطابع الطائفي في كل الدول… وانما هناك بعد استراتيجي للمسأله يتمثل بجر الجيش واللجان لحلبه صراع جديدة ظروفها وطبيعتها مؤاتية تأهل داعش لاحراز نصر ولو ضئيل، فالمنطقة ذات جبال شاهقة لن يستطيع رجالنا الوصول للصراري وانقاذ اهاليها الا بعد تتطهير المناطق المطله وهذا سيستغرق جهد طويل واستنزاف بشري ومادي هائل كونهم احكموا السيطرة على الطرق والممرات المؤدية مسبقا للقرية، ووارد جدا ان يتدخل طيران العدوان لمسانده اذنابة وهذا الهدف الذي نقصده، فالموضوع عباره عن فخ تم نسجه بإحكام بغية إلحاق الخسائر باكثر قدر ممكن.
بالأضافة لتأسيس ثقافة طائفية مقيته تكون البداية من تعز عاصمة التمدن والحداثة، وذلك بعد ان فشلت السعودية إثارتها عبر دعم التظاهرات التي نادت بإخراج الزيود منها قبيل العدوان على اليمن، فما امكن منهم الا تنفيذ المخطط الذي يستهدف النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية عمليا، كما هو الحال مع الازيديون في العراق على سبيل المثال.
وبالتالي ما يحدث في الصراري انموذج يراد له ان يطبق في كل ارجاء اليمن الحبيب لنقع في مستنقع الطائفية حتى نكون عراق اخر لاسمح الله، ومع هذا كله من اخذ على عاتقة عهد الدفاع عن كرامة وحماية ارواح الشعب اليمني من اقصاه الى اقصاه وقدم خيره رجالة دفاعا عن اهلنا في الجنوب دون مقابل غير الجحود والنكران من البعض، لا يمكن ان يتخلى عن الدفاع عن اهالي قرية الصراري او غيرهم في اي رقعه من ارض اليمن .
لذلك لا يمكن بأي حال من الاحوال ان نقبل بمقارنة ما يحدث بالصراري بما حدث في كتاف ودماج، ففي الحالة الاولى يحدث تتطهير عرقي بكل ما تعنية الكلمة من معنى، ضد أسره معروفة من نفس القرية لم يتعرضوا لاحد بسوء، من قبل اناس تعتبرهم الاحداث والوقائع امتداد لمشروع فتنوي في المنطقة يراد لليمن ان تغرق في وحلة ومستنقعه اسوه ببقية بعض الدول العربية، بأيادي محلية من داخل وخارج المحافظة وربما بينهم اجانب لأرتكاب جرائم ضد اليمنيين باموال ودعم سعودي بإمتياز.
لكن في الحالة الثانية حدث ان هناك كان في تعايش سلمي لم يتعرض احد لسكان دماج وكتاف بأي اذئ حتى ابان فتره الحروب الست على صعده، وعندما حان الوقت جاءت الاوامر من الرياض فتم استحداث المتارس والنقاط ومارست تلك الجماعات نشاطها نهارا جهارا، فجهزت العبوات والاحزمة الناسفة والانتحاريين والسيارات المفخخة ضد ابناء صعده.
ومع كل ذلك تعقل الطرف الاخر ‘انصارالله’ قدر الامكان بغية معرفتة بعواقب المخطط الذي تريد تلك الفئة تنفيذه في المحافظة، لكنه تطور الامر واصبح من الضروري ان يوضع حد لتلك الجرائم التي مورست ضد الابرياء في والاسواق والمساجد والمناسبات في صعده، عندئذ تتطور الامر اكثر ووصلت سموم تلك الجماعات لكل المحافظات اليمنية وكان كل الانتحاريين من طلاب مراكز دماج وكتاف وهناك شواهد ودلائل كثيره على ذلك.
فيما يخص موضوع خروجهم من قرائهم وتهجيرهم حسب زعمهم، فلم يطلب منهم احد الخروج وهذا بعلم الجميع واعضاء الوساطة مازالوا على قيد الحياة، وانما الحجوري من طلب اراد ذلك حتى يستعطفوا الاخرين ويجعلوا من قضيتهم مظلمه، كيف لا؟ وهم اليوم في صنعاء تحت ادارة اللجنة الثورية -التابعة لانصارالله- كبقية اليمنيين لماذا لم يطلبوا الخروج من اليمن اذا؟