شيئا فشيئا بدات السعودية تعترف بوجود ضحايا وتدمير منشاءات داخل اراضيها ” جيزان ونجران وعسير” جراء القصف الصاروخي اليمني للمواقع العسكرية السعودية والمنشاءات الحيوية
ياتي هذا بعد ان استمر التكتم لاعلامي على اطلاق صواريخ يمنية باتجاه لاراضي السعودية واقتحام مواقع عسكرية سعودية وتدمير معدات وجنود وابراج رقابة من قبل الجيش واللجان الشعبية لاكثر من شهر ونيف بدون اي ذكر لها الا نادرا
ومع ارتفاع وتيرة الرد اليمني خلف اسوار الارضي اليمنية المحتلة بدأ الاعلام السعودي و منذ اكثر من اسبوع يشير يوميا الى وقائع الحرب وبعض نتائجها داخل راضيها وهو تطور مهم ما كان له ان يتم لولا النتائج الملموسة للعمليات العسكرية اليمنية المتصاعدة خلف اسوار الحدود اليمنية المحتلة (نجران عسير جيزان)
صحيح ان الاعلام السعودي لا يتحدث الا نادرا عن مقتل جنود سعوديين ولايشير مطلقا الى تدمير معدات عسكرية” دبابات ومصفحات ومدافع ” مع ان ذلك يحدث يوميا وبصورة متصاعدة كما لا يشير الى اشتعال نيران في مخازن اسلحة عديدة ومنشاءات عسكرية هامة وصحيح انه لا يزال يطلق على الصواريخ والمدفعية اليمنية بوصفها ” مقذوفات” تقليلا من شانها وصحيح انه لا يشير الى مقتل الجنود والضباط الا لماما وندرا ويركز بدلا عن ذلك الى مقتل ” مقيم باكستاني او جرح طفلة مع والدتها” كنوع من التركيز على البعد الانساني من ناحية وما يعني ان جيشه وقواته المسلحة وحرسه الوطني وحرس حدودة لا تزل في مامن من النيران ليمنية من ناحية اخرى
الا ان هذه مجرد اكاذيب والمهم هو انه مضطر اليوم بصورة او باخرى للاعتراف بان اليمنيين استطاعوا رغم امكاناتهم المحدودة الى نقل الحرب الى داخل الاراضي السعودية وتحويلها الى حدث يومي سعودي بعد ان حرصت السعودية على جعلها حرب بين اليمنيين تارة وحرب لدعم “الشرعية” اليمنيةتارة اخرى!
فيما كان هدفها لاساسي هو حماية الامن السعودي من مخاطر متوهمة وتكريس السلطة في ايدي الابناء السديريين ومنح السعودية مكانة في المنطقة على حسااب اشلاء ودماء اليمنيين وانتهاك سيادتهم واحتلال سمائهم وبحارهم
النقلة التي حدثت خلال الايام الماضية واضطرت السعودية الى التحدث عن هجومات فاشلة لليمنيين على اراضيها وقيامها بقتل العشرات وتدمير العديد من الاليات هو ما حدث في ثلاثة مواقع رئيسية في الرد اليمني وهي على وجه الخصوص :-
الاول- اشتعال النيران في منشاءات حيوية ولوجستية في مدينة الطوال الحدودية والثاني هو اقتحام الجيش واللجان الشعبية لموقع عسكري مهم في “عسير” وهو تطور غاية في الاهمية بعد ان كانت الاقتحامات تتم لمواقع حدودية وبراج مراقبة في نجران وجيزات فقط
والثالث هو اغراق امارة نجران بكاملها في الظلام بعد قصف الجيش واللجان لمحطة كهرباء قوة نجران التي كانت تغذي المنطقة بالانارة كل هذه بالاضافة الى تصاعد القصف الصاروخي اليومي للمواقع العسكرية السعودية كان له دور مهم في نقل الحرب الى السعودية وبدا الاعلام السعودي مضطرا الى التعمل معها بعتبارها حدثا سعوديا لاحدثا يمنيا وحسب
كل هذه التطورات في الحرب اليمنية السعودية تشير الى امرين مهمين في سيؤثران في نتائج الحرب وتطوراتها في المستقبل القريب
-الاول هو ان الرد اليمني الموجع للسعودية ولمتناسب مع عدوانها الوحشي على
بلدنا لم يكن عجزا بقدر ما كان قرارا سياسيا تاخر من وجهة نظر البعض ولم ينفذ بعد اما الحقيقة فهي ان اليمنيين يستطيعون الضرب في عمق السعودية وليس على حدودها وهذا ما اثبتته وقائع الحرب خلال الاسبوع الماضي على الاقل خلافا للمرجفين الذين استبعدو امكانة القدرة اليمنية على الرد
-والثاني هو ان لرد الاسترتيجي الذي نحن بصدده وسبق وان وعد به قائد الثورة في خطابه الاخير كامر حتمي لا تحذيري سيغير معادلة الحرب كليا ويمكن ان يحولها الى حالة اذلالا وهزيمة كبيرة للجيش السعودية على خلاف ما كانت ولا تزال تخطط له السعودية اي ان تكون الحرب اذلالا وتقسيما واقتتالا يمنيا يمنيا دون ان تتضرر السعودية بل ان العدوان كان هدفه ان لا تتضرر السعودية في المستقبل وهاهي الحرب ومؤشراتها القريبة القادمة تقول العكس
يبقى ان نقول ان احتلال بعض احياء عدن من قبل الجيش السعودي ومرتزقته تطورا لصالح السعودية في الحرب بعد اربعة اشهر من بدءها بل حافزا اضافيا لرد قاس وموجع بل قاصم للسعودية والايام القادمة ستخبر من يستخف باليمنيين انهم قادرين على تحرير الارض في كلا الحدودين الجنوبية والشمالية معا