الجديد برس: مقالات واراء
بقلم/ امة الملك الخاشب
عندما تأملت في مشهد الدبابتين المتصادمتين الذي يعتبر فريد من نوعه ولا يوجد له مثيل عبر التاريخ ,تذكرت حينها تلك الشائعات التي كان يروج لها الاعداء عن أنصار الله (الحوثيين ) في حروب صعدة وخاصة في الحرب السادسة التي شاركت فيها السعودية بضرب محافظة صعدة مباشرة بالطيران السعودي الحاقد
كان الاعداء يروجون أن الحوثيين قوة لا تقهر وأنهم يستخدمون السحر في حروبهم وحتى في أساليب طرحهم للمحاضرة وكانوا يضخمون في نفوس خصومهم عن قدرات المقاتل الحوثي ويبالغون في وصف قدراته ,
لدرجة أن البعض كان يتخيل أن الحوثي هذا وحش أو حوت وقدراته خارقة للعادة وأستذكر بعض المواقف التي كنت أعيشها خاصة بين بسطاء الناس من كانوا واقعين تحت تأثير الاعلام المضلل وهم يسمون الحوثي (بالحوتي ) واذكركم أيضا بشائعة انتشرت في أواسطهم وعرفتها وهي أن الطيار في الحرب السادسة كلما كان يطير بطائرته الحاقدة فوق سماء صعدة كان يخيل إليه أنها بحر ( وهذا في اشعاتهم نتيجة سحر الحوثي ) وبرغم أنها اشاعة تدعو للسخرية وكأن ما حصل في صعدة من دمار وسفك للدماء لم يشف غليلهم ولم يطيب نفوسهم المريضة
المهم النتيجة أن تلك النظرة عن الحوثيين علقت في أذهات الكثير خاصة من جنود آل سعود وخاصة بعد أن كانوا يشاهدونهم في الحرب السادسة يقتحمون المواقع السعودية والجبال بكل سهولة وبساطة وهم قلة قليلة حيث لم يكن يتجاوز عددهم العشرات فعلا في تلك الفترة الذين كانوا يشاركون في الدفاع عن المعتدين على أرض صعدة الطاهرة
الشائعات كانت تنتشر حتى في أوساط الناس البسطاء في صنعاء وغيرها أن الحوثيين سحرة وأقوياء وتستحيل أي قوة أن تهزمهم وتقضي عليهم
وهذا ما جنينا ثمرته الآن
رأينا ورأى العالم مشهد فريد من نوعه حيث انقلبت المسلّمات المتعارف عليها عند العالم فالمعروف أن من يولي الدبر ويهرب هو من لا يملك سلاحا ولكن أن نرى دبابة بكل هيلامنها تهرب والذعر يظهر من طريقة هروبها وتولي الأدبار وتصتدم بزميلتها في الهروب أمام ضربات مقاتل يمني بسيط لا يحمل سوى سلاحه التقليدي فهذا لا يحدث ولا في أفلام الأكشن
هذا فقط حصل في اليمن وفي اليمن فقط فالعامل النفسي والعقائد المغروسة في نفوسهم كان لها دوركبير في صناعة تلك المشاهد العظيمة بالإضافة طبعا الى الشجاعة منقطعة النظير التي أظهرها المقاتل اليمني
وهناك الكثير ممن يعودون من الجبهات جرحى يحكون ويحدثونا أنه حتى على مستوى الصرخة عندما يصرخ بها ثلاثة أو أربعة من المجاهدين يلاحظوا أن الأعداء يفرون هربا ورعبا ,ويُخيل لهم أن من يصرخ بها عشرات أو مئات من المجاهدين
فأحيانا عندما يحدث أمراً ما قد يؤلمنا ونتأثرمنه ولا نعرف أن الله تعالى يدبر لأمر قد لا ندركه نحن البشر الضعفاء
فسبحان من يجعل أعدائه يخدمون أولياءئه من حيث لا يشعرون
وأذكركم بقصة شبيهه عند رسم الرسوم المسيئة للنبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وحصلت دعوات لمقاطعة البضائع الدنماركية جعلت من الكثير يبحثون ويسألون من هو محمد الذي جعل المسلمون يخرجون في مسيرات غاضبة ويقاطعون البضائع الدنماركية ما اضطر مسؤل دنماركي في وقتها أن يقدم إعتذار رسمي من حكومته عن تلك الرسومات التي ما جاءت وما ولدت إلا بسبب ثقافة ابن تيمية الأب الروحي للوهابية التي أساءت للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله ,
تلك المشاهد التي عرضها الاعلام الحربي هزت البيت الأبيض وجعلتهم يسارعون بالاجتماع الذي عبر ولا زال يعبر عن قلقه الذي لا يمكن له أن يزول مهما عملوا ومهما فعلوا فمادام الشعب اليمني فيه عرق ينبض بالحياة وبالعزة والكرامة ويمتلك قائد عظيم حكيم عليهم أن يستمروا في قلقهم ولا يوجد علاج لقلقهم سوى أن يموتوا بغيظهم او يتركوننا وشآننا ويرحلوا عن كل البلاد الاسلامية