الجديد برس : علي أحمد جاحز
يبدو ان امريكا تنوي كشف قناعها وتباشر عدوانها على اليمن بعد ان فشلت ادواتها وادوات ادواتها على مدى شهور من العدوان في فرض مشروعها الاساسي ( تفكيك اليمن ) كجزء من مشروعها الكبير في المنطقة .
—
نحن نعرف ان ما نجحت في فرضه ادواتها بقيادة السعودية هو عزل مناطق الجنوب وبعض مناطق مأرب والجوف عن جسد اليمن على كل المستويات وتركتها رهين الفوضى ، واستطاعت ان تضع حواجز سياسية وعسكرية ومؤخرا اقتصادية بين حضرموت من جهة وبين بقية الجنوب من جهة ، وبين بعض مناطق مارب والجوف وبين بقية مناطق الشمال من جهة اخرى ، اضافة الى الحواجز نفسها التي فرضتها بين الشمال والجنوب عموما .
—
ولانها تعتمد استراتيجية الفوضى الخلاقة فانها قد نفذت الخطوة الاولى في طريق تفكيك اليمن وذلك بوضع ثلاثة اقاليم ( اقليم حضرموت واقليم عدن واقليم سبأ ) حسب المسميات التي تضمنها مخططها الذي فشل هادي و حكومته في فرضه قبل العدوان ، وتبقى ( اقليم الجند واقليم تهامة واقليم آزال ) لاتزال متماسكة ومرتبطة بعمق الدولة ، وهو ما فشلت السعودية وحلفها في اختراقه على مدى سنة ونصف من العدوان ..
—
وفي سبيل الدفع بذالك الاتجاه لجأت امريكا الى استخدام الورقة الاقتصادية عبر قرار نقل البنك و تغيير محافظه وسحب السيولة من السوق لتجعل صنعاء تفرض حواجز اقتصادية حاسمة على الحركة التجارية بينها وبين المناطق الخارجة عن السيطرة ، لتكريس خطوات الاقلمة تلقائيا .
—
ولو عدنا الى مقترحات امريكا للحل في اليمن والتي كانت تأتي عبر ولد الشيخ احيانا وعبر سفراء الدول الراعية احيانا اخرى او تطرحها امريكا مباشرة ، سنجد انها كانت تركز على ما يسمى ( تسليم المنطقة أ التي تعني تعز والحديدة ) وهو ما يعني اخراج اقليمي ( الجند و تهامة ) من جسد الدولة الى مربع الفوضى ليلحقا بالثلاثة السابقات .
—
وحين فشلت كل تلك المحاولات العسكرية والدبلوماسية في فرض المخطط الذي نجح في الجنوب والشرق ، على الحديدة وتعز ، دخلت امريكا اليوم وهي تنوي الانقضاض على تهامة و تعز لتضمن فرض ما تبقى من المخطط .
—
لا يبدو ان السيد القائد و الجيش واللجان غافلون عن ذلك ، ولذا دعا السيد القائد اليوم وفي خطابيه الاخيرين الى الحذر والتحرك بمسؤلية عالية ونبه الى ان هناك مخططات جديدة للعدو لفتح محاور جديدة في الحرب و ندد بالهجوم الامريكي على البحرية باعتبار انه يستهدف الحديدة ..
لا ينبغي ان ننفصل عن تاريخ وجذور الواقع الذي نعيشه اليوم لان كل ما نمر به مخطط مترابط وتقف خلفه آلة ضخمة استخباراتية وعسكرية وسياسية ودبلوماسية واعلامية ، و في كل الاحوال فاننا وبقدر ما يجب ان نحمله من وعي بتفاصيل وخلفيات ما يجري فان من المهم ان نثق بصمودنا و قدرتنا على افشال المخططات ومواجهة العدوان حتى وان كانت امريكا دخلت بنفسها وبوجهها الحقيقي في العدوان .
—
امريكا ان انجرت الى الدخول بقواتها في الحرب على اليمن فانها ستغرق في المستنقع باذن الله ، فالولايات المتحدة لا تختلف عن السعودية في كونها نظام شائخ هش اصبح يتصرف بانفعال و توتر في المنطقة، ومثلما السعودية اصبح قرارها مرهون بيد شلة مراهقين ، فان امريكا ايضا اصبحت ادارتها بين يدي خيارين كلاهما اضعف من بعض ، كلينتون المصابة بالهوس والصرع او ترامب المجنون المصاب بالهيستيريا وكان امريكا اصبحت خالية من الزعماء الحقيقيين الاقوياء ، وهذا يصب في صالحنا وصالح شعوب المنطقة