المقالات

تصريحات البيت الابيض،، ومشروع قرار بريطانيا بوقف الحرب في اليمن،، خداع امريكي للتخدير وامتصاص الغضب الشعبي

الجديد برس : مقالات واراء

كتب / عبدالله مفضل الوزير

ما قالته الادارة الامريكية من ان على السعودية وقف الحرب في اليمن بدون شروط انما هو هروب من تحمل المسئولية القانونية للجرائم المرتكبة في اليمن، ومحاولة جديدة للخداع والتخفي تحت عبائة السلام كذبا لامتصاص الغضب الشعبي خاصة بعد مجزرة الصالة الكبرى وتفكيك القوى الوطنية بمحاولة استقطاب احد طرفيها تحت مسمى مساعي المفاوضات والسلام.
 
حيث مصدر مسئول بالادارة الامريكية ان على السعودية وقف الحرب بدون شروط اذا ارادت السعودية استمرار المساعدات الامريكية لحماية
سيادتها وخاصة في الحدود وأضاف المسؤول الذي لم تكشف صحيفة الواشنطن بوست عن اسمه أن الإدارة الأميركية أبلغت السعودية أن هناك فرقا بين “دعم سيادتهم الحدودية، ودعم حملتهم الحربية”، لافتا إلى أن الحرب في اليمن “لا تتعلق” بأمن السعودية الإقليمي.
 
مع ان امريكا قدمت المساعدات للسعودية في العدوان على اليمن بشكل متكامل ولم يكن السعودي الا جندي امريكي فهي من تدير المعركة وتقدم الدعم الاستخباراتي وتزود الطائرات بالوقود وقدمت السلاح وغطت على كل جرائم العدوان.
 
بريطانيا ايضا وبايعاز من امريكا تقدمت بمشروع قرار الى مجلس الامن يتضمن الوقف الفوري للحرب في اليمن والعودة الى العملية السياسية ومن المقرر التصويت عليه في الايام القادمة وستعترض عليه كما يبدو فرنسا بما يضمن تعديله لصالح العدوان
 
 
هناك مؤامرة من كل هذا الخداع الأمريكي للتنصل عن جرائم العدوان، فهي ارادت تقديم نفسها كراعية للسلام لتمتص الغضب والسخط الشعبي عليها
 
هذه التطورات تعود لعدة عوامل:
 
الاول: الخوف من براكين الغضب الشعبية بعد مجزرة الصالة الكبرى، وايضا انذهالها من الحشد الشعبي الكبير في مسيرة العاشر من محرم، وتحاول الان تفادي هذا الغضب بالقول انها ستوقف العدوان وعلينا ان نتجمل منها، ونغمض اعيننا ونمشي وراء مبادرة كيري.
 
 
الثاني: مجزرة الصالة الكبرى المروعة لاقت احتجاجات واسعة من قبل المنظمات الغربية وستتصاعد هذه الاحتجاجات بشكل أكبر خلال الايام القادمة وامريكا تحاول الآن التنصل وتفادي أي مسئولية قانونية عن هذه الجريمة وغيرها من جرائم العدوان
 
الثالث: انسداد الافق امام العدوان في تحقيق اي انتصار وتصاعد قوة الجيش واللجان الشعبية والصمود الاسطوري الذي ابداه الشعب اليمني والتطور اللافت لدى القوة الصاروخية، جعل امريكا تحاول التخفيف من حدة الغضب الشعبي لتخدر الناس كما قال السيد.
 
ما سيحصل في الأيام القادمة كما هو متوقع هو التالي:
 
تعطيل مشروع القرار البريطاني في مجلس الامن وقد يصدر قرار معدل
 
تصعيد قوى العدوان من عملياته العسكرية وتحشيد المرتزقة والمنافقين بشكل اكبر من السابق لمحاولة تحقيق اختراق في جبهات المواجهة وخاصة الهامة من اجل القول بأن الحسم قد دنى، وما حدث في البقع اولى هذه المحاولات التي بائت بالفشل الذريع والضربة القاصمة، وسيحاول الاصلاح الدفع باعداد كبيرة للمعارك المختلفة كونه يدرك انه الخاسر الوحيد من توقف العدوان، وليقدم نفسه صاحب نفوذ على الارض ليقايض به في المفاوضات.
 
امريكا الآن تخادع بشكل كبير فالعدوان لن يتوقف حيث ان اكثر ما يمكن ان يحصل هو الذهاب لمفاوضات مع تهدئة صورية قابلة للاشتعال وخلال هذه المرحلة ستدفع امريكا بمرتزقتها للمماطلة ولتحقيق مكاسب سياسية عبر ما يسمى الاستفتاء على الدستور لامضاء الاقلمة، وستفشل كون المناطق المحتلة لا تؤيد الاقلمة ولا الدستور الا في مارب فقط، كما يتحاول اللعب بالملف الاقتصادي واثارة الاحتجاجات، والخطورة هي فيما حذر منه السيد القائد من الانجرار للخداع الامريكي الذي يحاول احداث اختراق في الجبهة الوطنية بما يضمن القبول بمبادرته والقبول به كوسيط وراعي سلام وليس خصم.
 
ستواصل امريكا العمل على احتلال الساحل الغربي وستخترع عدة مسرحيات باستهداف سفنها او سفن دولية اخرى لتوحي بوجود خطر على الملاحة الدولية ليكون ذلك مسوغا لها للتحرك تحت ذريعة تأمين باب المندب والساحل الغربي.
 
التطورات التي حصلت في الموقف الامريكي يؤكد بأن الشعب انتصر بصموده وثباته الأسطوري، والأيام القادمة هي من أخطر المراحل وهو ما يتطلب معه تكثيف الجهود الى مستوى عالي في كل الجبهات القتالية والسياسية والاقتصادية وغيرها من الجبهات، بما يضمن افشال مخططات امريكا الجديدة وبما يجعل الانتصار الكبير قريبا باذن الله بشكل لا يدع لامريكا بابا لتدخل منه لتنفذ اجندات عدائية جديدة.
 
 
في حال الذهاب للمفاوضات سيتم المماطلة والتسويف مع البقاء الواقع الميداني هش ستحركه امريكا متى ما شائت وتحت اي ذريعة، خاصة اذا فشلت في الجوانب الاخرى اهمها الجانب الاقتصادي.
 
المسئولية الفردية والجماعية علينا جميعا تحتم ضرورة التحرك واستشعار المسئولية اكثر من اي وقت مضى كواجب ديني ودنيوي ووجودي ولا يبرأ أحد من هذه المسئولية مهما كانت الأعذار والباب مفتوح للجميع