الجديد برس : متابعات
شهد ميدان التحرير بأمانة العاصمة مساء اليوم احتفالا جماهيريا حاشدا احتفاءً بالعيد الـ 53 لثورة 14 من أكتوبر المجيدة وابتهاجا بأعياد الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر .ورفع المشاركون في المهرجان الأعلام الوطنية واللافتات المؤيدة للمجلس السياسي الأعلى ورددوا الهتافات ” بالروح بالدم نفديك يا يمن”، وكذا المنددة باستمرار جرائم العدوان السعودي الأمريكي على اليمن .
وفي الإحتفال هنأ القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء طلال عقلان جميع أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج باسم رئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى.
وقال ” إن ثورة 14 من أكتوبر التي تعانق ثورة الـ 26 من سبتمبر وإنطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان الشماء بقيادة المناضل الكبير راجح لبوزة لتحرير جنوب الوطن آنذاك من الإستعمار البغيض ، تعبر عن تلاحم الإرادة الشعبية الواحدة لكل أفراد الشعب اليمني وحركته الوطنية المؤكدة على ثبات الموقف الوحدوي وقوة التلاحم والإنصهار في العقل والوجدان اليمني وعظمة إنبعاثها الحضاري المتجدد والمتطلع في سماء الحرية والإنعتاق “.
وأضاف “إن الإحتفاء بثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة تمثل مناسبة للوقوف أمام عظمة النضال الوطني الوحدوي الذي تجلت صورة في طوابير الرجال المندفعين نحو ساحات العمل الثوري والكفاح المسلح من شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها ومن سهولها ووديانها وجبالها، من أبناء اليمن الأحرار، رسل الإرادة الشعبية الواحدة “.
وأكد عقلان أن الشعب اليمني الأبي وفي هذه اللحظة التاريخية الفارقة لا زال وسيظل كعهده في مواجهة المعتدين، ولن يخضع إلا للخالق سبحانه وتعالى، وحتما ستـفشل المخططات الإجرامية للمعتدين والمستعمرين الجدد، التي تستهدف حاضر ومستقبل هذا البلد.
وقال ” كلما سقط شهيدا منا وارتقت روحه إلى السماء حل بدلا عنه ألف شهيد الوطن فيما لو سقط أحد من المرتزقة فر إلى الوراء ألف مرتزق، ولإمارات الرمال نقول أنها ستنتهي وستتناثر كما تتناثر الرمال في الهواء “.
وأَضاف ” ما نراه اليوم من إرادة وعزيمة وطنية لأبناء شعبنا اليمني وجيشه ولجانه الشعبية في مواجهة العدوان ومشروعه الإجرامي الذي يسعى إلى تنفيذه في أرض الإيمان والحكمة، وما يقدمونه من تضحيات جسيمة في سبيل مواجهة هذا المشروع، تعيد إلى الاذهان اللوحة الرائعة التي رسمها جيل الرواد من المناضلين الأوائل الذين واجهوا آلة القمع والطغيان والاستعمار”.
واختتم القائم بأعمال رئيس الوزراء كلمته بالترحم على الشهداء الأبرار .. داعيا الله العلي القدير أن يسكنهم الفردوس الأعلى وأن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى والمصابين وأن يعجل بالنصر المبين للشعب اليمني وكذا يعجل إطلاق سراح الأسرى.
فيما قال أحمد غالب الرهوي في الكلمة التي ألقاها عن أبناء الجنوب ” هنا صنعاء العتيدة .. هنا عدن المجيدة نحتفل في هذا اليوم المجيد بالذكرى الـ 35 لثورة 14 أكتوبر المجيدة بقيادة رمزها المناضل راجح لبوزه من على قمم جبال ردفان الشماء ضد أعتى إمبراطورية إستعمارية عرفها الكون التي يقال أنها لا تغيب عنها الشمس بعد تضحيات عظيمة قدمت قرابين للحرية والعزة والكرامة كإمتداد طبيعي للثورة الأم 26 سبتمبر الخالدة وكعمق إستراتيجي ورافدا تحريري وطني “.
وأكد أنه يحز في النفس أن الإحتفال بهذه المناسبة يأتي والوطن مازال يتعرض لعدوان كوني غاشم مستكبر تقوده مملكة قرن الشيطان منذ أكثر من 18 شهر ولا زالت تحت مسمى تحالف عربي ضد أصل العرب ومصدر العروبة وهجرة وانتشار البشرية وبدعم من الشيطان الأكبر أمريكا وغٍدتها السرطانية ممثلة بالعدو الصهيوني .
ولفت الرهوي إلى أن التحالف الإجرامي مارس في عدوانه كل أشكال الإجرام والوحشية والغطرسة وأوغل بالدم والإبادة للأطفال والنساء والشيوخ وتدمير مقدرات الشعب اليمني في سلسلة الجرائم الوحشية التي ترقى إلى جرائم الإبادة، متجاوزا كل الشرائع السماوية والأعراف والقانون الدولي الإنساني.
وخاطب أبناء المحافظات الجنوبية ” يا أهلنا في المحافظات الجنوبية ماذا ستقولون للتاريخ وللأجيال القادمة عن صمتكم وقبولكم الغزاة والمحتلين الجدد؟ وماذا ستقولون لأبناء وأحفاد شهداء ومناضلي ثورة 14 أكتوبر المجيدة الذين استرخصوا أرواحهم لتعيشوا بحرية وكرامة”.
وأضاف ” شتان بين الصورتين، صورة الإحتفال في صنعاء الحضارة والشموخ بساحة التحرير وفوق علم الجمهورية اليمنية علم ثورة 14 أكتوبر الذي أصبح علم الجمهورية اليمنية في العالي شامخا شموخ جبال عيبان وعطان ونقم، والصورة الأخرى في ساحة العروض بعدن، تدعوًن بالإحتفال بهذه المناسبة في الوقت الذي تعتدون على أقدس وأشرف ما إرتبطت به ثورة أكتوبر وهو العمل الوطني “.
وقال ” إنه استهتار وانبطاح وإذلال أن يحرق علم الثورة الذي كرمته الوحدة اليمنية ليصبح علم اليمن تقديرا لهذه الثورة وتضحياتها، بينما ترفرف خلفكم أعلام البعران والغزاة والطغاة ممثلة بقرن الشيطان ودويلة الإمارات ومن لف لفهما ومن جلبوهما من الدواعش والإرهابيين ومكنوهم من السيطرة عليكم”.
وأكد أن أبناء المحافظات الجنوبية اليوم يحشدهم ويجلبهم العدوان بقيادة مملكة الشر بعد أن عجزت عن تحقيق أهدافها الخبيثة والمتغطرسة وبعد أن عجزت عن الدفاع عن حدودها وعمقها وأصبح رجال الرجال يدوسوا على أنوفهم داخل الأراضي اليمنية المحتلة في جيزان ونجران وعسير.
واختتم كلمته بالقول ” إننا إذ نحزن عليكم فإننا نقول لكم وبكل صدق ومحبة أن صنعاء ستظل بوابة لك أبناء اليمن الذي عجز العدوان وهذا الغازي المحتل عن تحقيقه “.
بدورها أكدت ليلى السقاف في كلمتها عن المرأة اليمنية أن ثورة 14 اكتوبر قامت ضد الإستعمار البريطاني وانطلقت من جبال ردفان .. لافتة إلى أن المرأة اليمنية كان لها نشاط ثوري مسلح وسياسي في كل المجالات .
واستعرضت ما تعرضت له المرأة إبان الاستعمار من إعتقال وظلم وكيف ناضلت وكافحت إلى جانب أخيها الرجل من أجل طرد المستعمر البريطاني من خلال دورها في تقديم الدعم وتأمين طرق الجبهات وجمع التبرعات وإمداد الرجال في الجبهات.
في حين أشارت كلمة اللجنة العليا للشباب التي ألقاها حسن علي منصر إلى ما تمثله ثورة 14 أكتوبر من فخر واعتزاز وعظمة أبطال اليمن في الجنوب والشمال الذين رفضوا المحتل والغازي وثاروا من أجل عزة وكرامة الوطن وطرد المحتلين .
ولفت إلى أن العدوان السعودي الأمريكي حكم على نفسه ولم يستفيد دروس التاريخ التي سطرت نضال وبأس اليمنيين الذين أثبتوا أن اليمن مقبرة للغزاة .. داعياً الشباب في الجنوب إلى حمل السلاح ضد المحتل كما فعل الأجداد في ثورة 14 من أكتوبر ودحروا إمبراطورية وصفت بأنها لا تغيب عنها الشمس.
تخلل الفعالية التي حضرها عدد من القائمين بأعمال الوزراء وقيادات عسكرية وأمنية والشخصيات الإجتماعية وممثلين عن الأحزاب والتنظيمات والمنظمات الإجتماعية وحشود من المواطنين، أوبريت فني بعنوان “الـ14 من أكتوبر ملحمة وانتصار” تنوعت فيه الرقصات الشعبية والأغاني والألحان الخاصة لمختلف المناطق اليمنية.