الجديد برس : مقالات واراء
كتب / وليد الصالح
جئت في صمت وحكمت دون ضجيج ورحلت في هدوء!!
كنت رئيساً للجمهورية ورئيس الوزراء ولكننا لم نشعر بذلك..أنت الرئيس الوحيد الذي كنا نراه مجرد موظف لدى الشعب..لم تهتم بالرسميات وكسرت الروتين لم تسعى بعد الدعاية أو تلاحق الأضواء ولم تهتم بالشكليات والهيلمانات ..لقد كنت بسيطاً عملياً لم نسمع منك شكوى أو من أو أنين..
قدت الوطن في أحلك الظروف ووقفت أمام 38 دولة ونجحت وانقذت اليمن!
حافظت على المال العام مع إنعدام الموارد وطهرت الدولة من الفساد وصرفت المرتبات والناس منذهلين كيف وفرتها?! السعودية أوقفت المشاريع عندها وأنت تفتتح المشاريع وتضع أحجار الأساس…حقاً أنت الرجل المستحيل..أنت معجزة وثورة لوحدك!!
أمنت مناطق حكمك من الإرهاب في زمن قياسي لم نعد نسمع مفخخات أو إغتيالات ..فكفكت خلايا القاعدة والإخوان بصورة تقترب من الكمال في حين عجزوا في أوروبا وأمريكا!!
حتى الجريمة صارت في أضيق نطاق..صارعت الدولار ولملمت الموارد الباقية الضئيلة وحافظت على الميزانية والدولة من الإنهيار الحتمي
كنا نراك في كل وزارة ومؤسسة تجتمع بالموظفين وتحل المشاكل بكل سلاسة وفعالية..لم تمنح نفسك يوماً للراحة حتى الأعياد كنت في الجبهات تزور المجاهدين وتتلمس أحوالهم في الصفوف الأمامية لا تبالي بالمخاطر ورغم أنك مستهدف من العدوان ومرتزقته لكن لم يمنعك ذلك من الحركة والزيارات والاجتماعات … حتى نصف الليل وقت راحتك ونومك كنت تزور المنكوبين من الفيضانات او الغارات …حكمت اليمن دون مقابل ..لم تحصل على رتبة عسكرية أو تبني منزلاً في صنعاء…والآن تغادر السلطة بكل بساطة وهدوء تغادرها كما دخلتها دون مكاسب مادية…ولكنك كسبت قلوب البسطاء أمثالك من هذا الشعب وهم معظم الشعب…
وداعاً يا أصغر وأنشط وأنزه وأعظم وأنجح رئيس حكم اليمن في أخطر الظروف…
لكننا نتمنى أن نلقاك مرة أخرى في أول إنتخابات رئاسية لتكون مرشحاً لنا فيها…مرشحاً للبسطاء المستضعفين الثائرين في هذا الشعب العظيم…